الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في دفّة اللّينينية - ميخائيل كالينين-

معز الراجحي

2015 / 11 / 16
الارشيف الماركسي


في الحقيقة ، أن نتحدّث عن الرفيق ستالين يعني أن نتحدّث عن الأحداث الرئيسية من تاريخ حزبنا . ترتبط سيرة حياته بأكملها بتاريخ الحزب و تظهر كجزء مهمّ جدا من الحركة العمالية الثورية الروسية . و هذا ينسحب أيضا بنفس القدر على فترة اللاشرعية كما على تلك التي تلت ثورة أكتوبر و أيضا الفترة الحالية .
لقد إنتمى ستالين لكوكبة الرفاق الأكثر قربا من لينين . لا أتذكر أحدا في الحزب – في الحزب اللاشرعي – كان أكثر منه قدرة أن يستوعب بالشكل الأكثر صحة كل فكرة سياسية لينينية جديدة و أن يحولها إلى تطبيق تكتيكي . بالإمكان أن نجد عديد الأمثلة التي كانت فيها إجراءاته التكتيكية متقدمة على التوجيهات اللينينية التي يتلقاها من الخارج .
لكنني لن أتوقف فقط على نشاطه اللاشرعي ، سأقول فقط أن دراسة هذا النشاط قد يوفر أدوات غنية من أجل دروس عملية في تطبيق التكتيك الماركسي الثوري . غداة أكتوبر ، كان ستالين من القلائل الذين يقرّر برفقتهم لينين الإنتفاضة ، خفية عن زينوفياف و كاميناف ، اللذان كانا حينها أعضاء اللجنة المركزية .
في زمن الإنتفاضة نفسه ، يكون ستالين أحد قادتها ، و عضوا في لجنة الحرب الثورية ، و رئيس أركان الصراع .
أصبحت الحرب الأهلية أكثر حدّة – كان ستالين في الجبهة ، و عضو أحد المجالس الثورية للحرب ، ينظم قوى الجيش الأحمر في المواقع الأكثر خطورة ، تحت نيران العدو . لنقل ذلك و نحن نمر ، لم يكن ستالين يقود على أية جبهة كانت ، لكن بالتحديد على تلك الجبهات الأكثر أهمية في فترة محددة . و في المكتب السياسي , إلى جاب لينين ، فإن الأمر بديهي : هناك حيث الخطر كان أكبر ، يجب إرسال ستالين .
في نفس الوقت ، كان لينين يكلفه بمهمات مثل مفوضية الشعب للأقليات القومية ، و منصب التفقدية العمالية و الزراعية ، التي كان يوليها أهمية فائقة : الأول كجهاز في السياسة الوطنية و الآخر كمنظم للجهاز الحكومي السوفياتي في المستقبل .
بعد أن إنتهت الحرب الأهلية ، إهتم ستالين بشكل شبه حصري بعمل الحزب و أصبح الأمين العام له ، بعبارة أخرى ، أصبح المساعد المباشر للينين ، و يساهم في حل مسائل الحكم و الحزب الأكثر أهمية .
بعد وفاة لينين ، أصبح ستالين زعيم الحزب و أكثر من ذلك ، قائد الجماهير الثورية . يجب أن نقول ذلك صراحة : فبعد لينين ، مؤسس الحزب البلشفي و قائده ، كان ترأس الحزب كهذا تعتبر مهمة فائقة الصعوبة و التي لا يمكن التغلب عليها إلا بدعم قوي من الحزب أو على الأقل من أغلبيته الساحقة .
مهام ضخمة طرحت نفسها أمام الحزب : بناء الإشتراكية في بلدنا ، في محيط رأسمالي- بورجوازي . خلال فترة هذا التشييد ، و في أي وقت ، تظهر صعوبات جديدة غير متوقعة ، و هو ما يولّد طبيعيا لدى بعض شرائح الحزب ترددات و شكوك حول إمكانية التغلب عليها . في البداية شكك التروتسكيون في أن يستطيع الحزب بلوغ تصنيع البلاد , لقد شككوا في صحة توجهه . تغلب عليهم الحزب بصرامة و بشكل حاسم . الفضل في ذلك يعود إلى ستالين . فالنتائج النهائية ل« شكوك » التروتسكيين أصبحت بالفعل واضحة الآن : كل ألائك الذين مازالوا يعتقدون في تروتسكي نجدهم في الجانب الآخر من الحاجز ، يعني في معسكر البورجوازية .
يتعلق الإمتحان الثاني الذي مر به الحزب بطبقة الفلاحين و بناء الإشتراكية في بلد واحد . فقد إلتحقت مجموعة مهمة من الرفاق القادة , و على رأسهم يوجد كاميناف و زينوفياف ، بالتروتسكيين و استنكروا سياسة الحزب , مؤكدين أولا أنه في حالة تحطيم الوحدة بين العمال و الفلاحين فإن هذه السياسة سوف تقوي العناصر الرأسمالية في القرى ؛ و أنه بالتخطيط لبناء الإشتراكية في بلد واحد ، فإنها تنمي الروح الإنتهازية داخل الحزب ؛ و أن كل ذلك يؤدي إلى تراجع المواقع التي إكتسبتها البروليتاريا الثورية . لا بد أن نقول مجاهرة أن الحزب بإمكانه الإقتناع كلّيا بالطريقة التي قاد بها ستالين الصراع ضد المعارضة . لقد تم إبعاد الخطر العظيم المتمثل في إنقسام الحزب . إضافة إلى ذلك ، عادت مجموعة كاميناف-زينوفياف إلى الحزب بعد الإعتراف الكلي بزيف تأكيداتها ، و بعد الإعتراف بصحة خط الحزب .
إن تكتيك الحزب ليس شيئا جامدا ، يطبق دائما على قدم المساواة ؛ على العكس من ذلك ، يجب أن يكون جدليا حقيقة ؛ أو تأكيدا على ذلك ، إن الحياة السياسية في تحول مستمر و بالخصوص في الفترات الثورية من التاريخ حيث تصبح التحولات أكثر سرعة . هذا يفرض على السياسة فن إيجاد الحلول الأكثر فعّالية لحل المسائل المبدئية و العملية المطروحة على جدول الأعمال . ستالين يمتلك هذا الفن إلى أبعد الحدود .
لقد أنهينا للتّو مع ما يسمى « يسار » حتّى فرضت علينا الحياة مسألة جديدة : و هي المعادلة المعمّمة حول تحالف العمّال و الفلاحين . لقد أصبحت المعادلة القديمة حول تحالف المدن و الأرياف عبر التعاونيات و البضائع و التبادلات المباشرة ، معمّمة جدا و لا تتماشى مع الظروف الجديدة . فلو تراجعنا فقط قليلا بصدد هذا الموقف لكان الحزب قد كبح القوى المنتجة في الأرياف و أعاق تطور قطاع الفلاحة الإشتراكي . هنا حقق الحزب إنعطافا سريعا في فهم الطبيعة الجديدة بالذات لهذا التحالف .
في هذه المرحلة من تشييد الإشتراكية ظهرت داخل الحزب ترددات جديدةة عرفت تحت إسم إنحراف اليمين . لقد تمّ التغلب على تلك الترددات بأكثر سرعة و بأقل ضرر ممّا يمكن توقعه . ذلك يعود ، حسب إعتقادي ، و بدرجة هامة ، إلى الرفيق ستالين .
ستالين عمره 50 سنة اليوم. و هو يتماسك ، إذا وفقت في التعبير ، على قمة حزبنا الشيوعي ، كما على قمة القيادة السوفياتية . أتصور أن كل عامل ن , كل فلاح ، و كل مواطن سوفياتي و أيضا كل العمال في الخارج يهتمّون لحياته اليومية. و هنا بالذات فضول مشروع . هذه الحياة بسيطة ، مثل حياة كل القادة البروليتاريين . فمنذ أن بدأت حياته المستقلة ، وجد نفس دون إنقطاع في الصف الأول من البروليتاريين الذين يصارعون . لا أعرف حملة سياسية واحدة لم يشارك فيها ستالين ، إما كمنظم ، أو كمناضل صف ، أو كقائد ، بالطبع خارج نطاق الفترات التي قضاها إما في السجن أو في المنفى .
أذكر بالخصوص بروليتاريا بيترسبورغ ، فجيلها القديم يتذكر بكل عرفان عمل ستالين في البرافدا ، وفي تنظيمه الحملة الإنتخابية في الدوما الرابعة ، إلخ . ما هو جلي بوضوح ، هو الثقة الفائقة التي يتمتع بها ستالين لدى قوى الطبقة العاملة : فهي ( أي الطبقة العاملة ) قادرة على كل شيء .
في النهاية تتمثل ميزة ستالين في حقيقة أنه ، بارتكازه على معرفة عميقة بالنظرية الماركسية الثورية ، يمتلك فن تحويلها إلى تكتيك ثوري ، الشيء الذي لا يستطيع فعله ، للأسف ، إلا عدد محصور جدا من الناس .
نتمنى لرفيقنا ، لقائدنا ، أن يخدم لسنوات عديدة أخرى الطبقة العاملة و كل الشعب الشغيل .

ميخائيل كالينين
ترجمة معز الراجحي
المصدر : ستالين مجموعة نصوص حول الذكرى الخمسون لميلاد ستالين تقديم مارسال كاشان
نشر لأول مرة في البرافدا سنة 1930 في عدد خاص -








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - إذا عرف السبب .. بطل العجب
حيدر عبدالله ( 2015 / 11 / 16 - 17:03 )
لقد ظل -كالينين- سنوات طويلة، ضمن مجموعة صانعي القرار، بالرغم من الخلافات والمحن الكثيرة. وبالرغم من التصفيات، التي انتقلت من المعادين الأعداء إلى المخلصين الأصدقاء والمختلفين سياسيا فحسب، خاصة بعد 1936!.. غير أن -كالينين- أضحي -تقريبا- الوحيد من الجيل الأول، الذي نجى من العواصف. وظل آخر الأحياء .. معمرا، وقريبا جدا من صانع القرار الأول (ستالين) ... فلا عجب في ذلك.. ما دام كان يدبج الصفات البيضاء بهكذا نفاق!.. هو بالفعل عرف من أين تؤكل الكتف!؟
أرجو أن لا يفهم من تعليقي أنني معاد بالمطلق لـ-ستالين- أو أنني أحبذ تروتسكي وزمرته!.. العكس هو الصحيح. غير أن هذا المقال أضحى أنموذجا للنفاق السياسي، الذي اجاده- كما لم يجيده غيره- -كالينين- وأمثاله
اللهم انجني من غضب مؤلهي ستالين ومن نشوة مؤلهي تروتسكي


2 - نموذج مدائحي
جلال عبد الحق ( 2021 / 11 / 5 - 21:54 )
المقال اعلاه مفيد جدا اذ يعطينا نموذج مدائحي لامع لما كان يتلقاه ستالين من مدائح
هلا اتحفتمونا بتنظيرات اخرى للرفيق كالينين اعني تنظيرات لا مدائح
ع العموم شكرا لمجهودك ايها الرفيق العزيز معز

اخر الافلام

.. تغطية خاصة | الشرطة الفرنسية تعتدي على المتظاهرين الداعمين ل


.. فلسطينيون في غزة يشكرون المتظاهرين في الجامعات الأميركية




.. لقاءات قناة الغد الاشتراكي مع المشاركين في مسيرة الاول من اي


.. بالغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه..شرطة جورجيا تفرّق المتظ




.. الفيديو مجتزأ من سياقه الصحيح.. روبرت دي نيرو بريء من توبيخ