الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أحداث باريس ومسؤولية الإسلام

احمد الساعدي

2015 / 11 / 16
مواضيع وابحاث سياسية


مات شخص مصاب بمتلازمة داون قرب سوق شعبي في حي العامل احد أحياء جانب الكرخ من بغداد عاصمة العراق الواقع في الجنوب الغربي لقارة أسيا ضمن الأرض الكوكب الثالث لمجموعة الشمسية إحدى مجاميع مجرة درب التبانة من كوننا الفسيح، في العزاء المنصوب للشخص المنغولي قام احد الإرهابيين بتفجير نفسه داخل العزاء مودي بحياة 17 شخص من ضمنهم أب المتوفى وأخيه. وفي نفس اليوم حدثت عدة تفجيرات في مدينة باريس عاصمة فرنسا التابعة لقارة أوربا لنفس الكوكب، راح ضحيتها 172 قتيل. تبنى داعش "الدولة الإسلامية في العراق والشام" الهجمات في فرنسا وفي العراق. العالم كله قدم التعازي والتأييد لفرنسا ولا احد ذكر بغداد، هذا ما جعل بعض البغداديين أو الشيعة يغضبون، وغضب كذلك اللبنانيون لأنه تم تجاهل تفجيرات بيروت، وغضب الفلسطينيون لتجاهل ثورتهم، وكالعادة تم إرجاع سبب هذا التجاهل إلى نظرية المؤامرة وان العالم بأسره يتآمر عليهم. ولكن الحقيقة المرة التي لا يتقبلها العرب هو أنهم ليسوا أهلا للدعم الذي يقدمه الغرب على طول السنن السابقة من معونات مالية وإستراتيجية ومن أسلحة واعتاد لمحاربة التنظيمات الإرهابية التي أنتجت بسبب ما يؤمنون به هم أنفسهم، فهم يؤمنون بوجوب احتلال العالم لنشر الإسلام، ويؤمنون بان أي شخص يقف في طريقهم يستحق أبشع صور القتل والتعذيب، فنراهم طاروا من الفرح بسماع إخبار باريس، هذا ما رأيته في ردود أفعال أصدقائي وأقربائي المؤمنين وكذلك من خلال ردود المسلمين في التعليقات وردود الفعل من على مواقع التواصل الاجتماعي، فهم أو اغلبهم مؤيد للجريمة ويستنكر كل من يرفض هذه الجريمة ليصل بهم الحد إلى اتهامه بعدم الوطنية التي تساق دائما بجانب أختها نظرية المؤامرة.
وأنا كأحد الذين أعلنوا تأيدهم لضحايا باريس ولم ابدي أي ردة فعل على ضحايا منطقتي التي ولدت فيها وعشت فيها، سوف أحاول إن أبين الأسباب التي دفعتني لذلك ليكون هذا المقال هو إجابة لجميع التساؤلات التي قد تخطر على بال أي شخص.
السبب الأول وهو الأكثر منطقية هو التعود على الأحداث والانفجارات التي تحدث في العراق لكن لم نتعود على رؤية باريس تحترق تلك العاصمة الجميلة التي نراها نبراس للحرية الديمقراطية، المؤسسة أو الناشرة لأغلب القوانين التي تعمل اليوم في اغلب دول العالم بعد ثورتها التاريخية. فهذا سبب قد يتفق عليه الغالبية إما السبب الثاني فهو مصدر التفجيرات في الحالتين هو واحد، الإسلام، فقد يعترض البعض بالقول "أنهم لا يمثلون الإسلام" ليتردد في ذهني السؤال الخالد "من يمثل الإسلام؟!!"، أليس هم في جميع أفعالهم يستندون إلى الآيات والأحاديث الإسلامية؟!! وان كان السبب هو فهمهم الخاطئ لتلك الأحاديث، الم يكن إلزاما على محمد أو رب محمد إن يفسر تلك الأحاديث قبل إن تعممها لكل زمان ولكل مكان؟!!. كما إن من يندد بوصفهم بالمسلمين يؤمن بان على المسيحي دفع الجزية وهو صاغر وعلى المسلمين إن ينشروا الإسلام إن كانوا في مراكز القوة، وكان جميع المسلمين مصابين بمرض ازدواج الشخصية أو إن تناقض الآراء أصبح مرض خاص بهم يميزهم عن بقية المعتقدات. لذلك أنا أؤيد وادعم الضحية لا ادعم المجرم، فداخل كل مسلم هنالك داعشي صغير لم يبصر النور بعد.
وهنا قد يصرخ احد التابعين للعواطف "كيف تصف الضحايا في حي العامل، أو العرب بالمجرمين، أليسوا هم مستهدفين أيضا"، فأقول هم ليسوا بضحايا فكر لا يؤمنون به، بل هم ضحايا أفكارهم الخاصة، فهم يؤيدون من فجر باريس ويستنكرون من فجر المسلمين، أو يبالغون في الحزن على ضحاياهم ولا يبدون أي مشاعر اتجاه الضحايا الغير مسلمين.
ولكي اقنع أو أضع اختبار صغير للتأكد من كل ما قلته، اخبر أي شخص تعرفه "إن جئتك بمن رسم صور محمد المضحكة، ماذا سوف تفعل به؟!!" ومن خلال جوابه اعرف مع من تتعامل، فكيف يمكن إن يستحق راسم الصورة "وان فرضنا جدلا أنه فعل خطأ" إن يعدم، وقد استخدم الفن للتعبير عن رأيه وهم يرغبون في استخدام القتل للدفاع عن دينهم الذي يرونه دين رحمه وان كنت تؤيد إعدام أو إيقاف من يرسم صور مسيئة لمحمد فأنت أيضا منهم.
السبب الثالث هو إن العرب هم من ذهبوا إلى باريس لقتل مواطنيها، ولم يقوم الباريسيين بتفجير أنفسهم، لذلك هم ضحايا، وان خطر في بالك إن هنالك فرنسيين يأتون إلى العراق والشام ليقاتلوا بجانب داعش وغيرها، فاعلم إنهم لم يأتوا من تلقاء أنفسهم بل تم غسل أدمغتهم من قبل داعشي ما، كما تم غسل دماغك منذ إن كنت صغير لترى كل ما مذكور في القران هو حقيقي وواجب التطبيق في كل مكان وكل زمان، وان كلام مراجعك أو شيوخك واجب التطبيق دون المراجعة العقلية والمنطقية لكلامهم.
ويخطر في بال البعض كما خطر في بال كاتب في احد المواقع "لما دعمتم الفرنسيين ولم تدعموا الروس الذين قتلوا في حادث الطائرة"، إن حادثة باريس واضحة وقد شوهدت بعض عمليات القتل على الهواء والجهة المنفذة أعلنت مسؤوليتها عن الحادث، إما الطائرة الروسية فلم يعرف بعد أسباب التحطم، ولازال التحقيق فيها جاري، كما لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن تحطم الطائرة. ومع ذلك فقد شعرت بالحزن لأجل الضحايا.
تمر الأيام وتتوالى الأحداث التي تثبت للعالم إن الإسلام هو دين الإرهاب وان "الإرهاب لا دين له" هي عبارة كاذبة لها أهداف سياسية. فالإسلام هو الداعم الأول للإرهاب في العالم، وقد أخذت الدرس بعد إن سمحت للاجئين المسلمين بدخول أراضيها، وانأ اعتقد إن هنالك دروس أخرى قادمة، عليهم إن يأخذوا العبرة من ما حدث في فرنسا ومن قبلها الولايات المتحدة الأمريكية في إحداث الحادي عشر من سبتمبر.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ماذا يحدث عند معبر رفح الآن؟


.. غزة اليوم (7 مايو 2024): أصوات القصف لا تفارق آذان أطفال غزة




.. غزة: تركيا في بحث عن دور أكبر خلال وما بعد الحرب؟


.. الانتخابات الرئاسية في تشاد: عهد جديد أم تمديد لحكم عائلة دي




.. كيف ستبدو معركة رفح.. وهل تختلف عن المعارك السابقة؟