الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المشهد الإنتخابي زمن الإنتخابات..

محمد البورقادي

2015 / 11 / 16
مواضيع وابحاث سياسية


لقد أبان المواطن المغربي عن نضجه السياسي حين قرر التصويت على حزبه المفضل ..وهو حين فعل ذلك قد ألغى تصوره السائد عن ضعف مستوى الأحزاب وعن توجهاتهم البراغماتية التي تميل إلى الإتكال والإهمال إثر نجاحها ..وحين قام بذلك قد جدد الثقة التي قد بدأت تصدأ بتعاقب الدوريات ..وعقد العزم على المشاركة في صنع القرار كيفما كان حيث أنه أدرك أن عدم الخيار هو خيار في حد ذاته وأن اختياره الإختيار سيوجه دفته ولو بشيء يسير ..وأن عدم الإختيار سيكون في ضده لا محالة من حيث أن ذلك سيحسم دفة الميزان إلى جهة الآخر ولو بقليل الأصوات ..ومن هنا علم أن اختياره أفضل من عدم اختياره أو مقاطعته ..كما أنه وضع ثقته في حزبه وهو لا يعلم برنامجه ولا أسس اشتغالاته ولا أفق مطمحه ..هناك شعارات يسمعها ووعود يألفها ..
كما أنه قد اطمأن إلى الالتزام الأخلاقي الذي قطعته وزارة الداخلية ووزارة العدل والحريات على نفسها من حيث تخليق الحياة السياسية ونزاهة الإنتخابات وما إلى ذلك ولم يلحض ما يفعله المترشحون في البوادي وما يقدموه قربانا للناخبين لحصد شفاعتهم وضمان مرورهم السليم..
وفي سعي تلك الأحزاب للصعود كان لها الوجود في مختلف مراكز التأثير .المواقع الإجتماعية ..الندوات الصحفية ..البرامج التلفزية ..وكان الصراع على أشده والمنافسة حادة ..والتنافر بارز للعيان ..فطمس ذلك معالم الأخلاق إلى حد كبير طفح فيه القذف والسب والشتم ..ومن زار حسابات الأحزاب في المواقع الإجتماعية ضهر له ذلك ..وفي ظل ذلك لم تُسرد برامج محددة ولا أهداف ولا غايات واضحة يتغيى الحزب تحقيقها ..وانزلق المواطن في ذلك وخرج منه بلا معنى ولا مغزى ..فقط شعارات ونداء ات ألف سماعها وعهد عليها ..!!
والمواطن رغم وعيه بذلك لم يتردد في إدلاء صوته ..فلا بدل ..وفيم المُعوّل ..والكل سيان ..وإنما لا بد من اختيار.. فوقع الإختيار ..وأعلنت النتائج ..وفرح الناجح بالأغلبية الوطنية المطلقة ..وقل فرح الناجح بالأغلبية المُكسبة ..والكل رابح من حيث حصد الأصوات ..فمن لم يفز بزعامة جهة بعينها ..فاز بجهة أخرى ..ومن لم يفز بالأغلبية فاز بنصيب التحالف ..لكن هذا الأخير قد لا يُرتضى سيره من طرف ناخبيّ الفئة الغالبة المطلقة ..ومن ثم ينشأ الصراع وتبدأ المقاطعة وتُعاوَد شكوك الناخبين في التحقيق في جدوى نزاهة هاته الإستحقاقات ..
فلا بد من تحالفات بين الحزب الغالب الذي حصد أكبر عدد من الأصوات على الصعيد الوطني والحزب الغالب الذي حصد أكبر عدد من الأصوات في جهة بعينها ..وهذا جار العمل به وذلك هو الصواب بالنسبة لمشرّعي الديمقراطية ..ولكن هل تنسجم وتتوافق بديهيات وبرامج الحزب الحاكم مع أحزاب التحالف أم تتعارض بالمجمل !! وفي الغالب لا يكون لها الوفاق إلا في السنن العامة وفي نظم التسيير العليا ..أما خلاف ذلك فلكل مراميه ومساعيه ومطامحه ..!!
وما رهانات الدولة في ذلك وقد أعطت صلاحيات للجهات لم تعهد بها مثيلا ..من اختصاصات ومهام تنفرد بها.. وقد كانت من قبل حكرا على مؤسسات الدولة فقط في شخص الوزارة والوزارة الوصية والقطاع العام ..وما مصير الموارد المالية واللوجيستيكية والبشرية المخصصة لتسيير هاته الجهات الإتناعشر.. والتي تتطلب ميزانية مهمة وتدبير محكم بحيث لا تذهب معه تلك الموارد سدى ولا يُفرَّط فيها بهوى المكلَّف ..
وفي رهانات التنمية تقبع هياكل الجهات .. ويتحدد وقع خدمتها لهاته التنمية المنشودة في مدى نجاعة التدبير وسدادة الحكامة ..وحق المرؤوس في عنق الرئيس ..فكيف سيتم تدبير الحق وتسيير المهام الجديدة المنوطة بتلك الجهات؟ وهل مستوى التوقع سيأتي في مرقى التنفيذ أم سيخيب رجاؤه كما سلف الأمر به ..!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كينيا: قتلى وجرحى إثر تفريق الشرطة مظاهرات مناهضة للحكومة في


.. احتجاج أمام شركة -سيمنز- الألمانية رفضا لتعاونها مع إسرائيل




.. تأثير الذكاء الاصطناعي في الحروب


.. السياسي العراقي فائق الشيخ علي يوجه رسالة لحسن نصر الله: -كي




.. الإفراج عن عشرات أسرى الحرب الروس بعد تبادل للأسرى مع أوكران