الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مسار نشاطات الأستاذة بوخالفة نور الهدى العلمية

طوبال فاطمة الزهراء

2015 / 11 / 16
سيرة ذاتية


تعد الباحثة بوخالفة نور الهدى من بين الباحثين القلائل الذين أرخوا للتاريخ المرتبط بحقبة الأمازيغ بالجزائر وشمال إفريقيا حيث عملت كأستاذة بجامعة وهران منذ 1973، من مواليد 12 ديسمبر 1948 بمدينة البيض، متحصلة على دكتوراه دولة في »هجرة القبائل العربية بمواليها إلى الشمال الإفريقي في القرون الأربعة الأولى للهجرة« يعرف عنها ولعها بدراسة التاريخ وتشريحه لذلك هي باحثة متعددة المعالم حيث أنها درست مادة التاريخ الوسيط لطلبة جامعة وهران .
لقد أدارت الدكتورة بوخالفة نور الهدى أستاذة التعليم العالي و البحث العلمي بجامعة وهران مخبر تحليل، تنميط و تصميم المنتجات الإعلامية في الميادين الإقتصادية، الإجتماعية و السياسية. منذ سنة 2011 إلى غاية أن وافتها المنية إذ ينتمي المخبر إلى جامعة وهران حيث يضم أعضاء من جميع الأقسام بما فيها قسم التاريخ و علم الآثار، قسم علم الإجتماع، الإقتصاد،العلوم السياسية، علوم الإعلام و الإتصال، فترأست المرحومة مشروع عمل الفرقة رقم .03 من ضمن فرق المخبر البحثية و المحدد عنوانها ب"تاريخ سلوكيات المجتمع و الأفراد و التفاعل مع الخطاب الإعلامي و التاريخي" حيث كان موضوع المشروع الذي قدمته الفقيدة موضوع جديد يتناول تأثير الخطاب الإيديولوجي الرسمي على سلوك الأفراد في المجتمع ويكمن الغرض من وراء ذلك في الكشف عن مضمون وخصائص الخطاب الذي يستهدف تكوين الهوية الوطنية عن طريق مختلف المؤسسات مثل: المؤسسات الإعلامية، المؤسسات التعليمية، المؤسسات الدينية و المجتمع المدني.
وقد إنجرالمشروع المقدم من قبل الدكتورة بوخالفة نور الهدى عن النتائج المتوصل إليها في مشاريع بحثية سابقة التي تم إنجازها على المستوى الدولي فلقد أصبح من الواضح بأن تفاعل الأفراد مع الخطابات الإعلامية و السياسية ضمن المؤسسات الجزائرية تمر بمرحلة تقتضي وتتطلب المزيد من إهتمام المختصين في التاريخ وعلم الإجتماع و الفلسفة و الأنثروبولوجيا الإجتماعية و الثقافية، فقادتها الدراسات السابقة إلى البحث من جديد لمعرفة العوامل الحقيقية الكامنة وراء هذا التأثير الناجم عن الخطابات إضافة إلى ماتنتجه من سلوكيات متغيرة و التي هي في تزايد مستمر.
فرمت الدكتورة بوخالفة نور الهدى من خلال هذا المشروع إلى تقديم قراءة أولية، حول مضمون الخطاب الرسمي في مختلف المؤسسات ومدى تفاعل الأفراد معه، إذ صار الخطاب الإعلامي و الديني و التربوي و السياسي يطرح إشكاليات متعددة إنطلاقا مما يتضمنه من قضايا ذات علاقة بالهوية الوطنية منها قضية الممارسة السياسية و المعرفية و الهوية الدينية و السلوك الديمقراطي.
يعتمد منهج الأستاذة بوخالفة نور الهدى وطرق الإستقصاء في نشاطاتها العلمية في الإنطلاق من وقائع و أحداث غيرت بنية و ثقافة المجتمع الجزائري إبتداءا من التواجد الكولونيالي بالجزائر فحرب التحرير، و الإستقلال وصولا إلى المشروع التنموي و البناء الوطني، وأحداث أكتوبر وماتابعه من انفتاح على العالم من الناحية السياسية و الإقتصادية و كذا الأزمات السياسية و انتشار العنف السياسي و العنف في المجتمع الجزائري ناهيك عن قيامها باستطلاع و دراسة ميدانية حول الموضوع ومقاربتها بفترات زمنية مختلفة (منهج إحصائي ومقارن) منتهجة في ذلك تحليل بنية الخطابات التاريخية و الإعلامية الواردة في هذا الشأن وتحليل الأطر الإجتماعية و الفكرية التي تنشأ فيها المعارف و التي تختفي وراء كل خطاب (منهج تحليلي).
ومن الآفاق البحثية التي سطرت لهاالفقيدة في هذا المغمارأولها مواكبة التطورات الكبيرة، المجالات الواسعة و الأدوات الأساسية المعمول بها في هذا المجال وكذا الإستثمار الممكن للمعرفة و المقاربة الأنثروبولوجية في سياق المجتمعات غير الغربية بهدف الحصول على زاد معرفي منهجي خاص بالأنثروبولوجيا وعلى أن يكونوا حريصين على أن يرتبط تحصيلهم بأرض الواقع.
فوضعت مخطط عمل كان قيد الإنجاز و الدراسة ركزت فيه على الهوية الوطنية من خلال البرامج التعليمية في المدرسة الجزائرية الرسمية ضف إلى خصائص الخطاب الإعلامي بين الصحافة الكولونيالية و الصحافة الوطنية وكذا الإطار الإيديولوجي لنشاطات المجتمع المدني و مسألة الهوية الدينية.
وللإشارة فإن أهم الأعلام التاريخية التي كانت متأثرة بكتاباتها عبدالعزيز الدوري الذي ترأس رأس جامعة بغداد ردحا من الزمن، فكان له دور فاعل في تطويرها ووضعها في مكان لائق بين جامعات العالم والذي كانت له إسهامات فاعلة في كتابة التاريخ الموسوعي العالمي.
لم تكن الدكتورة بوخالفة نور الهدى بعيدة عن النشاطات الثقافية والسياسية والفكرية للأمة الإسلامية و العربية، بل كانت تشارك فيها باحثة ومناقشة وأهمها " البنيات الأنثروبولوجية للمخيال الإجتماعي الغربي في فكر روجي غارودي" فعرف عن مداخلاتها ذات الطابع الأكاديمي إنها اتسمت بالبعد الإنساني كما كانت تعتقد في الروح الجماهيرية للشعوب في تحريك الأحداث التاريخية حيث يعرف على أنها النظام الذي يحكم فيه الناس انفسهم؛ دون وصاية، عن طريق المؤتمرات الشعبية الأساسية؛ أي على المستوى الأساسي للمكان سواء كانت المدينة أو القرية أو الحى السكنى.
كما نشطت الفقيدة عدة محاضرات وكتبت عدة مقالات وساهمت في الكثير من المنشورات على غرار إشرافها الفعال في مجلة الجامعة الخاصة بمخبر البحث الذي كانت تديره "سيقما" والموسومة ب" الراصد العلمي " بالإضافة إلى إثرائها الحقل الإعلامي بعدة حوارات ودراسات أكاديمية قيمة لا سيما في الصحافة المكتوبة حيث كانت مفعمة بالنشاط تحب البحث والغوص في أعماق التأليف التاريخي.
إن الأستاذة بوخالفة نور الهدى نموذج رائع للبحث التاريخي الملتزم الذي يخدم المبدأ ولا يستخدمه ولكن لكل أجل كتاب، فلقد انتقلت الإنسانة، المؤرخة، إلى رحمة الله بوهران صبيحة يوم 14 نوفمبر2015 ليشيع جثمانها بمسقط رأسها بالبيض . تاركة وراءها أفكار ومشاريع نأمل أن تؤدى بأمانة ومسؤولية من الذين سيخلفونها إن شاء الله.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حماس وإسرائيل.. محادثات الفرصة الأخيرة | #غرفة_الأخبار


.. -نيويورك تايمز-: بايدن قد ينظر في تقييد بعض مبيعات الأسلحة ل




.. الاجتماع التشاوري العربي في الرياض يطالب بوقف فوري لإطلاق ال


.. منظومة -باتريوت- الأميركية.. لماذا كل هذا الإلحاح الأوكراني




.. ?وفد أمني عراقي يبدأ التحقيقات لكشف ملابسات الهجوم على حقل -