الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الضمير الانساني

عبدالله السلطان

2015 / 11 / 16
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


يرى بعض الاشخاص ان الديانات هي مصدر الاخلاق و بدون الدين فالشخص لا يستطيع ان يميز بين الاخلاق الحسنة و الاخلاق السيئة عن ان يكون لديه وازع اخلاقي لفعل الامور الخيرة و نبذ و رفض الامور الشريرة، و هذا كلام خاطئ و للاسف له تداعيات خطيرة من تشويه الاخلاق حيث انه يتم الللعب فيه باسم الدين فتصبح امور مثل الاغتصاب و العبودية اخلاقية لان بعض المعتقدات الدينية الاجرامية تبيحها، و امور اخرى لا علاقة لها بالاخلاق مثل المثلية الجنسية و الزنا امور لا اخلاقية لان بعض الديانات ترفضها، فلا يكون هناك مصدر واضح محدد ثابت للخلاق و تصبح الاخلاق لعبة في يد رجال الدين الذين يؤولون الدين كما يشتهون و يصبح كلامهم هو الاخلاقي بغض النظر عن محتواه، و ما يجب تعليمه و توعيته للناس هو ان مصدر الاخلاق هو الضمير الانساني و ان الاخلاق ثابتة لا تتغير بتغير المكان و الزمان و ان شرح سبب وجود الضمير للبشر.
و نضع هنا حوار مختلق لتسهيل الشرح فقط بين مسلم ينكر وجود الضمير الانساني و ملحد يؤمن بوجوده

المسلم: من اين تستمد يا ملحد اخلاقك و تعرف الصح من الخطأ ؟
الاجابة: من الضمير الانساني فكل انسان عنده ضمير يميز له الصح من الخطأ.

المسلم: هلا شرحت لي هذا الضمير و كيف يعمل و لم يكون الصدق فضيلة و الكذب رذيلة ؟
الاجابة: عندما يجتمع مجموعة من الناس و لنفترض في بداية البشرية اجتمع بضع الاف من الناس ليكونوا مجتمع، لا يوجد اي اناس يجتمعوا ليكونوا مجتمع و هدفهم هو افشال المجتمع و تحويله لمجتمع فاشل، بل دائما يكون هدفهم هو انجاح المجتمع و نشر الامن و الطمأنينة فيه، و هذا هو مفتاح نشوء الاخلاق.
فحينها في هذا المجتمع يقوم شخص بالكذب على الاخرين و الاحتيال عليهم فتقع مشاكل و شجارات و ينعدم الامان و يصبح المجتمع مجتمع فاشلا، فحينها يستنتج الناس بان الكذب رذيلة لانه يضر مجتمعهم و الصدق فضيلة، يقوم اخر باغتصاب النساء و قتلهم و النتيجة هي بث الرعب و القلق بين المجتمع و تقع حالات انتقام و مشاكل بسبب هذه التصرفات و ينعدم الامان و يصبح المجتمع مجتمع فاشلا، فيستنتج الناس ان الاغتصاب و القتل رذيلة، يقوم اخر بالسرقة و ... الخ.
فحينها يصل بالمجتمع الى انه الصفات مثل:الصدق، الامانة، الوفاء، الاخلاص ... الخ هي صفات فاضلة لانها تفيد الناس و تفيد المجتمع ايجابيا و تحقق الاستقرار و الطمأنينة لهم فيصبحوا مجتمع ناجح
و صفات مثل:الكذب،الغش،السرقة،الخداع ....الخ هي صفات رذيلة لانه تفسد المجتمع و تؤدي لانعدام الطمأنينة و الثقة و يؤدي بهذا الى تفكك المجتمع و افشاله.

هل فهمت كيف نشأت الاخلاق من البداية ؟

المسلم: و لكن نرى الاختلافات في كثير من الاشياء فبعض المجتمعات يرى ان الزنا عمل اخلاقي و اخرون يرون ان الزنا عمل لا اخلاقي و كذلك العري و المثلية الجنسية، فكيف تفسر هذه الاختلافات ؟
الاجابة: من الخطأ القول بان الاخلاق نسبية، الاخلاق ليست نسبية و لكنها ثابتة، فالاخلاق واحدة لا تتغير
القانون الاخلاقي هو الا تفعل ما يضر الاخرين و يضر المجتمع و تفعل ما ينفع الاخرين و ينفع المجتمع، فكل ما يدخل تحت هذا القانون هو امر متعلق بالاخلاق و كل ما يكون خارج هذا القانون هو امر متعلق بالعادات و التقاليد سواء كانت عادات و تقاليد مستندة على اساس ديني او غير ذلك، و عندما تنظر لهذه الامور التي انت ذكرتها تجد انها كلها لا تسبب ضرر للاخرين و هي امور متعلقة بالعادات و التقاليد فشيء طبيعي ان تجد الاختلافات الاجتماعية، و لكن كل ما كان داخل هذا القانون هو امر متعلق بالاخلاق و هي ثابتة لا تتغير فهل مرة من المرات ذهبت لمجتمع فرأيت ان الكذب عندهم فضيلة و الصدق رذيلة او الغش فضيلة و الامانة رذيلة ؟ الاجابة لا، اذن نستنتج هنا ان الاخلاق واحدة لا تتغير و لا يختلف فيها، اما الامور المختلف فيها فهي امور متعلق بالعادات الاجتماعية للشعوب، و لا علاقة للاخلاق بهذا الامر.

المسلم: و لكن هناك في بعض الاقوام في الماضي ممن يرون ان العبودية هي امر صائب و العبودية متعلقة بالاخلاق فكيف هنا تدعي ان الاخلاق ثابتة لا تتغير و هناك اقوم يرون امر نراه نحن لا اخلاقي هم يروه اخلاقي ؟
الاجابة: سبب هذا ليس بسبب اختلاف الاخلاق و لكن سبب ذلك هو الفرق بين المتحضر و المتخلف، و ساشرح الامر
كل الناس يملكون هذا القانون الاخلاقي و كل الناس يملكون ضمير، و لكن ان قلنا ان هذا القانون يشمل دائرة معينة فالفرق بين المتخلف و المتحضر هو بحجم هذه الدائرة فكلما كان الشخص اكثر تحضرا كلما جعل الدائرة اكبر حجما و كلما كان الشخص اكثر تخلفا كلما جعل الدائرة اصغر
هؤلاء الاقوام السابقين ممن يرضون بالعبودية، ايرضى رجل منهم ان تستعبد زوجته او ابنته او امرأة من قبيلته ؟، الاجابة لا، فلو كان الامر حقا بان اخلاقهم مختلفة عن اخلاقنا و انهم حقا يرون العبودية امر اخلاقي لما استنكر الامر ان حدث لزوجته او ابنته صح ؟، فهو يملك نفس القيم الاخلاقية التي انت و انا نملكها لانها كما ذكرت سابقا هي ثابتة و لا تتغير ابدا، و لكن هذا الشخص هو شخص متخلف فيجعل هذا القانون الاخلاقي يشمل فقط زوجته و اطفاله و قبيلته، ان يصبح اكثر تحضرا معناه ان يكبر هذه الدائرة فكلما كبرها كلما زاد تحضرا
مثال: مجرم يقوم بالسرقة من الكل و يقتلهم و .. الخ، هو ايضا يملك ضمير و يملك نفس القيم الاخلاقي التي نملكها و لكنه متخلف جدا بحيث انه جعل هذه الدائرة تشمل فقط نفسه
اي انه لا يفعل ما يضر نفسه و يفعل ما ينفع نفسه فقط، ثم تزوج هذا الرجل و انجب اطفال، هنا كبرت هذه الدائرة لتشمل زوجته و اطفاله، انضم لعصابة هنا يكبر هذه الدائرة ليجعلها تشمل عصابته، يكبر بعدها و يندم و يتوب بعد ان يحس بان ما يفعله هو يضر المجتمع، ما معنى هذا ؟ معنى هذا انه وصل بدرجة التحضر الى ان كبر هذه الدائرة فجعلها تشمل مجتمع فحس بان ما يفعله امر يضر مجتمعه و بتانيب الضمير.

هذه القيم الاخلاقية التي وصل اليها الانسان من حقوق و حريات الانسان و مبادئ الامم المتحدة هي شيء اجبارا سيصل اليه اي قوم يعيشوا باي كوكب، فعندما نذهب لنزور كوكب متحضر لن نجد انهم اتفقوا على مجموعة قيم اخلاقية تخالف قيمنا فيروا ان الصدق فضيلة و الكذب رذيلة و لكننهم سيرون ما نراه بالضبط بسبب ما شرحناه

المسلم: كيف نكبر الدائرة الاخلاقية للاشخاص ؟
الاجابة: التعليم السليم، فالتعليم منذ الصغر و تعليم الاطفال على ان هذا الامر خطأ لانه يضر الاخرين و هذا الامر صح لانه ينفع الاخرين ينمي فيهم حسهم الانساني و يقوي ضميرهم اي يكبر دائرتهم فينشأ اناس مثل ما يحدث بالغرب يكونون انسانيين و يهتموا بالبشر جميعا بل تصل بهم الحضارة الى ان يهتموا بحقوق الحيوان ايضا، على عكس التعليم الاسلامي الفاشل الذي يعلم الولد بان لا يفعل الخطأ لان الله يراقبه و يعمل الصح لان الله يراقبه، فهذا التعليم يقضي على اخلاقياته و يحوله لانسان يفعل فقط ما يقال له ان الله يريده و لا يكون عنده مبدأ اخلاقي لمعرفة الصح من الصواب، بل يصل للكثير منهم بعد ان يعرفوا ان الله غفور رحيم ان يفعلوا المنكر ثم يتوبوا، و اخرون لا يرون حرجا من فعل اللااخلاقيات ان كان الله يرضى عنها مثل اغتصاب الاسيرة "ملك اليمين" او قتل اي شخص ابتلي بان ولد لابوين مسلمين و قرر ترك الاسلام.

ايضا تنمي الحس الاخلاقي للمتخلف بان تقول له اترضى ان يفعل بك ما انت تفعل بغيرك ؟، فيقول لا و يحس بالالم و الظلم الذي سيحل له ان فعل به ما هو يرغب بفعله لغيره، حينها سيحس بالالم الذي يفعله هو للاخرين و هذا بحد ذاته سيؤدي لان تكبر دائرة هذا المتخلف لتشمل جميع المجتمع، بينما الشخص المتحضر يكفيك ان تقول له ان هذا الشيء يضر الاخرين ليتوقف عن فعله

الان ننتقل للفرضية الثانية و هو انه بالفعل الاديان هي مصدر الاخلاق و لا يوجد شيء اسمه ضمير انساني
نفرض ان هذا هو الامر الصحيح و انه لا يوجد شيء اسمه ضمير انساني على الاطلاق و انه الدين هو الذي يمسك الانسان عن فعل المنكر من الامور و بدونه "اذ انه لا يوجد ضمير" يفعل الانسان اللااخلاقيات
نرى بانه هناك كثير من المجتمعات التي ينتشر فيها الالحاد و يكثر فيها الملحدين بل تصل ببعض الدول ان يكون عدد الملحدين هو الاكثر و يكونوا بالملايين مثل بعض المناطق بالصين و اليابان و روسيا و بعض مناطق اوروبا، هل ترى ان هذه المناطق يصبح فيها هؤلاء الملحدين وحوش تسرق و تغتصب و تنهب ؟
هناك قرابة المليار لاديني في العالم، فهل ترى هؤلاء وحوش ؟، على الاغلب عندما سافرت فانت عاشرت بعضهم و تراهم يكثروا في بعض المجتمعات مثل الجامعات و الاماكن الراقية فنراهم كغيرهم من البشر و هذا بحد ذاته ينقض هذا الافتراض
بالفعل تجد المجرمين في تلك المجتمعات و التي هي مبتعدة عن الدين و لكن الامر لا علاقة له بانه كلما ابتعد الشخص عن الدين اصبح اكثر ميلا للاجرام، فاسباب الاجرام مختلفة من فقر و حرمان و عدم تعليم و شخصيات سيكلوجية مضطربة و تطرف ديني و ظلم، و لكن الامر لا علاقة له بالابتعاد عن الدين، الدليل:
في الولايات المتجدة، تشير الاحصاءات ان نسبة الامريكان الذين لا علاقة لهم بالدين و مبتعدين عنه بتاتا تقارب ال ٣-;---;--٠-;---;--٪-;---;--، منهم ١-;---;--٢-;---;--٪-;---;-- يصنفون نفسهم رسميا انهم ملحدون و لكن في نفس الوقت نسبة الملحدين في السجون قرابة 2. % من المساجين فلو كان الدين مصدر الاخلاق، لامتلأت السجون بالملحدين.
http://www.patheos.com/blogs/friendlyatheist/2013/07/16/what-percentage-of-prisoners-are-atheists-its-a-lot-smaller-than-we-ever-imagined/


ترى انه بعض المجتمعات في افرقيا هم مسلمين و لكن بالاسم فقط اذ لا يعرفون اي شيء عن الاسلام، فترى بان نساؤهم غير محجبات و ربما يرى بعضهم ان الزنا و الخمر امر طبيعي في حياتهم، و لكن هل عندما ذهب رجال الدين المسلمون الى تلك المناطق و روى كثير منهم يحللوا الزنا و الخمر و غيره، هل راو قرى ترى بان الكذب فضيلة و الصدق رذيلة او ان الغش فضيلة و الامانة رذيلة و اضطر هذا المتدين لان يعلمهم الاخلاق من اولها و يشرح لهم كيف ان الصدق و الامانة هما الصح و الكذب و الغش هما خطأ ؟، لم يحدث هذا قط و هذا بحد ذاته ينقض هذا الافتراض

ترى انه الناس الذين قدموا العقل على النقل و هم اللادينيين بالعالم و غيرهم اجتمعوا على مبادئ و قيم واحدة و هي ميثاق الامم المتحدة، مجرد اجتماعهم على قيم واحدة ينسف الفتراض اذ انهم لو لم يكن لهم كلهم ضمير يجعل اخلاقهم ثابتة غير مختلف لاختلفوا و لما اتفقوا على قانون اخلاقي واحدة متعلق بحقوق الانسان و حرياته و لرأيت كل واحد منهم يضع القانون الذي يناسبه و لكن هذا لم يحدث، اذ ان العالم كله من شرق لغربه يقر بهذه المبادئ، فكيف يقال بعدها ان هؤلاء لا يملكون شيء مشتركا يجعلهم يتفقون على هذه القوانين، هذا الشيء المشترك هو الضمير
(العالم كله يتفق فيما عدا طبعا من يقدم النص على العقل من المسلمين، فهؤلاء لا يشملوا لانهم اساسا لا يعترفون بالعقل و انما يطيعون نصوص طاعة عمياء و لكن لو تركوا هذه النصوص لما رايتهم الا مقرين لهذه القوانين)

المسلم: كثير من هذه القوانين استندت على الاديان، اليس كذلك ؟
الاجابة:تقصد قوانين الامم المتحدة التي تخالف دينك و تعطي حرية الاعتقاد هي اتت من الاديان ؟
و تخالف الاسلام و المسيحية السلفية فتعطي حرية التعبير هي اتت من الاديان ؟
و تخالف الاسلام و المسيحية اسلفية فتعطي حرية النقد هي اتت من الاديان ؟
و تخالف الاسلام و المسيحية السلفية بالعبودية و تقر بالمساوات بغض النظر عن الاعتقادات على عكس تلك الاديان و كثير من الامثلة، فكيف تقول انها اتت من الاديان و كثير من الاديان تحوي امور لا اخلاقية خصوصا بالديانات الابراهيمية.
مذاهب كثيرة في تلك الديانات تقول و تشرع امور لااخلاقية و اتباع هذه الديانات يجاوزون نصف سكان الكوكب، الاديان التي تدعوا للاخلاق مثل البوذية و الجاينية لا يتعدى افرادها 500 مليون، فلو كانت قوانين الامم المتحدة تستند على الاديان لرايت كل هذا الاجرام المشرع ببعض المذاهب بالاديان الابراهيمية مشرعا في هذه القوانين، فهذا معنى ان ميثاق الامم المتحدة بما اقره من حقوق الانسان و حرياته هو امر اعتمد على عقل الانسان و ضميره.

بل و بلغت قوة هذه القيم و مبادئ من احترام حقوق الانسان و حرياته من ليبرالية و غيرها ان اثرت على كثير من المسلمين و اصبحوا ليبراليين يدعمون حقوق و حريات الانسان، لو لم يكن هناك ضمير انسان لما اثرت هذه القيم التي تخالف الاسلام الكلاسيكي السلفي على بعض المسلمين و غيرت من مفاهيمهم و جعلتهم ليبراليين متحضرين، فهذا ينسف الفرضية

لو لم يكن هناك ضمير انساني لما تخوف المسلمين المجرمين من اظهار دينهم امام الغرب و لقالوا بان الاسلام يدعوا لقتل كل من يترك الاسلام و يشرع لاغتصاب الاسيرة و غيره من الامور لا ما يفعله رجال الدين من انكار كل هذه الامور، فخوفهم من ان يعرف الاوروبيين هذه القذارات دليل على ان هناك ضمير لهؤلاء يعرف المسلمين المجرمين انهم لن يرضوا بها.
المسلمين المجرمين لا يخافوا ان يقولوا ان الاسلام يدعوا للحجاب و عدم الزنا و عدم شرب الخمر على الرغم من ان الاوروبيين يرفضون هذا، و لكنهم لا يعلنون ان الاسلام يدعوا لقتل من يترك الاسلام و ان الاسلام يدعوا لجهاد الطلب و معاملة غير المسلم على انه مواطن درجة ثانية على الرغم من ان الاوروبيين يرفضون هذا الامر
لم لا يخشى هؤلاء من اعلان الاشياء الاولى و يخشون من اعلان الاشياء الثانية ان افترضنا عدم وجود ضمير انساني ؟
لو لم يكن هناك ضمير انساني و الاوروبيين يرفضون كل هذه الاشياء فالاولى ان يتخذ هؤلاء موقف موحد من كل هذه الاشياء و يعلنوها، و لكن تفرقة الاسلاميين بالتعامل مع كل هذه الامور تؤكد
ان رفض الاوروبيين للحجاب و عدم الزنا و شرب الخمر اتى بسبب عادات اجتماعية فلا يمانع المسلم المجرم من الجهر باعتقاده، و لكن رفض الاوروبيين قتل من يترك الاسلام و ملك اليمين و الذمة و كل هذا العبث نابع من موقف اخلاقي فلا يعلن الاسلامي عن اعتقاده و يلف و يدور حول هذه النقاط(و هناك كثير من الفيديوات على يوتيوب توضح كلامي و قد اتي بها لاحقا)، فهذا التصرف منهم بحد ذاته ينسف هذا الافتراض

ترى ان كثير من الناس يعطفوا على الحيوان و الاطفال و هؤلاء لم يدرسوا في مادة التربية الاسلامية ان عليهم بالعطف على الحيوان و الاطفال، و لكنهم يتصرفوا هكذا فهذا دليل على ان هذه التصرفات هي تصرفات انسانية اخلاقية مغروسة فيهم "الضمير" و ليس الدين مسؤولا عنها و هذا ينسف الافتراض الثاني

و هنا نستنتج ان الافتراض الاول و هو الافتراض المتعلق بوجود الضمير و ان كل انسان يملكه بغض النظر عن انه يملك دين او لا يملك هو الافتراض الصحيح
و معنى هذا ان الملحد يملك اخلاق يعرف بها الصح من الخطأ

المسلم: اوليس الخوف من العقاب و الرغبة بالثواب هو اساس الاخلاق
الاجابة:هذا خطأ
عند النظر للاخلاق نجد ان مراحل الاخلاق للانسان هي خمسة
1)الاخلاق بسبب الخوق من العقاب
2)الاخلاق بسبب الرغبة بالثواب
3)الاخلاق من اجل الاخلاق نفسها
4)نشر الاخلاق بين الناس
5)المطالبة بنفس القيم الاخلاقية التي تتمتع بها للناس كلهم

بالنسبة للمرحلة الاولى و الثانية هي موجودة للاطفال فقط، فالطفل بالبداية يفعل الصواب و يتجنب الخطأ خوفا من العقاب و رغبة بالثواب، و لكن عندما يكبر فهو يفعلها لانها صحيحة و يتجنب اخرى لانها خاطئا بدون ان يخاف العقاب او يطلب الثواب و هذا هو الاخلاق، فلا يقال لشخص انه صاحب اخلاق ان كان يفعل ما يفعل بسبب رغبة بثواب او تجنب عقاب

المسلم: اذن لماذا توجد شرطة و سجون
الاجابة: للاسف البعض من الناس و ليس الكل هو من الغير متحضرين و دائرتهم صغيرة فيتوجب معاقبتهم لاصلاحهم و ايضا لحماية المجتمع من خطرهم.

ثم ارغب بان اسألك سؤال مباشر يا مسلم، كيف تفكر ان لم تكن من جماعة تقديم النص على العقل طبعا
فترى بان اغتصاب الاسيرة هو شيء عادي، و لكن ان يتناكح رجلان برضاهم هذا شيء مستنكر
ترى بان اجبار الاسيرة على العري و لمس ثديها هو شيء عادي، و لكن ان تتعرى المرأة برضاها في البحر هو امر مستنكر
ترى بان يكره الرجل طفلة على الزواج به و يغتصبها هو عمل عادي، و لكن ان يزني رجل و امرأة بالغان برضاهم هو امر مستنكر

صدقني في داخل قلبك انت تعلم ان كل هذه الامور التي تحللها لك المذاهب الاجرامية في دينك هي امور لا اخلاقية و من داخلك فانت تستنكرها و لكنك لا تجرؤ على اعلان ذلك لانك ترى ان نبيك قال ذلك، اعتقادك بهذا دليل على وجود الضمير في داخل مهما انكرت وجوده، و هذا بحد ذاته ينسف الافتراض الثاني و يثبت وجود الاخلاق الانسانية الثابتة الراقية

المسلم: و كيف اصبح داخل كل انسان ضمير حي يدفعه للاخلاق الحسنة و يدعوه لتجنب الاخلاق السيئة
الملحد: في البداية اولا هدفت الى اقناعك بوجود الضمير الانساني و دوره و الان اشرح لك كيف هو موجود، سبب وجود الضمير عندنا هو العاطفة، انت عندما ترى كلب او قط او طفل يتعذب، بماذا تشعر، الا تشعر بالالم و ترغب بمساعدته ؟ شعورك بهذا ليس بسبب حديث قاله نبيك، و لكنها عاطفتك و مشاعرك، عندما تساعد فقر محتاج او تسعد شخص من ذوي الاحتياجات الخاصة او يتيم او امرأة كبيرة بالسن، بماذا تشعر ؟ اليس بالسعادة و الفرح، هذه العاطفة الموجودة في البشر (empathy) هي التي تولد الضمير الانساني للبشر، فكلما نما الانسان عاطفته هذه كلما ازداد خيرا و حبا للخير، و كلما قلل منها و حاربها او ابدلها بالكره و البغض و الغضب كلما قل حبه للخير و اصبحت ميوله شريرة و لهذا فالشخصية السيكوباثية و هم الاشخاص الذين لا يحملون مشاعر العطف و الحب و الحنان، هم اكثر ميولا لارتكاب الاجرام كلما سنحت لهم الفرصة، عاطفة البشر الايجابية التي تولد مع البشر هي سبب وجود الوازع الاخلاقي الضميره لهم.
لهذا فيجب تنمية المشاعر الطيبة داخل البشر و تعليمهم الاخلاق الحسنة و نبذ الاخلاق السيئة و المشاعر السيئة بدلا من تعليمهم الطاعة العمياء الدينية و التي قد تحولوهم الى عبيد لكهنة دينيين اجرامية يدفعونهم الى ما يشتهون و يحولونهم الى مجرمين سفاحين.

كتبت الموضوع سابقا، و اليوم اضعه هنا مع بعض التعديلات لاهمية الموضوع








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غزة ما بعد الحرب.. ترقب لإمكانية تطبيق دعوة نشر قوات دولية ف


.. الشحنة الأولى من المساعدات الإنسانية تصل إلى غزة عبر الميناء




.. مظاهرة في العاصمة الأردنية عمان دعما للمقاومة الفلسطينية في


.. إعلام إسرائيلي: الغارة الجوية على جنين استهدفت خلية كانت تعت




.. ”كاذبون“.. متظاهرة تقاطع الوفد الإسرائيلي بالعدل الدولية في