الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قنابل موقوته....

عبد السلام الزغيبي

2015 / 11 / 17
مواضيع وابحاث سياسية


قنابل موقوته....

بقلم / عبد السلام الزغيبي

هناك الكثير من الشباب العربي المسلم الذي هاجر أو ولد في بلاد المهجر من أبوين مهاجرين ،أو من اب عربي وام اجنبية ولكنه لأسباب مختلفة لم يستطع التأقلم مع عادات وتقاليد ونظم ذلك البلد .

بعض هؤلاء اتجه الى تعاطي المخدرات وعالم الجريمة العاديةK والاخر انخرط في مجموعات دعوية جهادية متطرفة أوصلته إلى عالم الارهاب والجريمة المنظمة.

شباب عاش كل حياته في بلاد الغرب، ومنهم من سعى بكل وسيلة للوصول الى الغرب مخاطرا بحياته من أجل ذلك ومستخدما ما عرف بقوارب الموت وغيرها من طرق التهريب، وعندما وصل إلى هناك وتوفرت له الرعاية الانسانية والاجتماعية وفرص العمل وتنعم بالحقوق السياسية إذا به يتنكر لكل هذه الميزات التي يتمناها كل شاب عربي، وبدأ في تكفير كل من حوله بدءا من اسرته والمحيطين به وصولا إلى المجتمع الذي يعيش فيه .. وبدأ يكره الحياة ويمجد ثقافة الموت، لينضم الى جماعات ظلامية ويعد العدة للسفر ونشر الموت والدمار في الأرض التي هاجر منها أو جاء منها ابواه أو احدهما ، ومن هناك يبدأ التهديد والوعيد بالعودة الى البلد الغربي الذي آواه ومواصلة رحلة التدمير والتفجير ..

انتبهت البلدان الغربية التي يعيش فيها أمثال هؤلاء اخيرا الى خطورة هذه الظاهرة وبدأت تضع قيودا على تحركاتهم بل واضطرت إلى معاملتهم كمجرمين خطرين أو ابعادهم وإعادتهم إلى بلدانهم الاصلية ومنها دول عربية في شمال افريقيا عمدت إلى محاربة التطرف و الارهاب الجديد بالأساليب البوليسية وتضييق الخناق دون الالتفات إلى الأسباب التي تجعل من هذا الشباب لقمة سائقة وهدفا سهلا للتنظيمات الارهابية واصحاب الأجندات الظلامية.

قرأنا في الأخبار كيف أن الدنمارك سحبت الجنسية من مواطن من شمال افريقيا وطردته من البلد دون إمكانية العودة مرة أخرى، وذلك بسبب ارتباطه بتنظيم القاعدة وإشادته بالإرهاب.

طبعا لم يفرح صاحبنا بعودته لأرض الإسلام. ومغادرته للنعيم والجنة التي كان يعيش فيها في الدنمارك ، فعمد إلى تجنيد الشباب للجهاد ضد البلد المسلم الذي اعيد اليه، فكانت النتيجة أن تعتقله السلطات هناك ولم يعرف مصيره منذ ذلك الوقت.

شاب اخر من شمال افريقيا طردته بريطانيا بعد اتهامه بالإرهاب .. اعتقلته الشرطة في بلده التي اعيد اليها لأنه حاول الانتحار بسبب منعه من العودة الى أرض الكفار التي طرد منها.

كيف وصل هؤلاء الى هذا الطريق والى هذه القناعات والافكار الشاذة.؟

هناك من يقول لك انهم ضحايا ازمة هوية وانهم تعرضوا للتهميش الاقتصادي والثقافي في بلاد الغرب وظاهرة الاسلاموفوبيا.. لكنها مجرد تبريرات فالحقيقة هي انهم ضحايا الخطاب الديني الذي ينشره شيوخ وائمة مساجد ومواقع على الانترنت، تديرها الجماعات الاسلامية المتطرفة، التي تعمل ليل نهار على التحريض على الاخر (الكافر) وتدعو الى احيا ء دولة الخلافة وامجادها .

المسؤولية الاولى والاخيرة بالطيع تقع على ذويهم الذين انشغلوا بحياتهم ولم ينتبهوا لتصرفات اولادهم، وبعد ذلك على سلطات البلدان الاصلية وسلطات الدول التي يعيشون فيها، .. فبدلا من الاستفادة من طاقاتهم في مجالات التعليم وغيرها تم تحويلهم الى قنابل موقوتة سواء في البلاد التي هاجروا اليها او ولدوا فيها او بلدانهم الاصلية،..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تحياتي وشكرا على المقالة الصحيحة والمفيدة
الدكتور صادق الكحلاوي ( 2015 / 11 / 17 - 23:51 )
ولكن سؤال صغير فقط
لماذا مسؤلية البلد الذي يعيش قيه وقد وفرت له شروط حياة انسانية غير متوفرة في بلداننا ومجانا


2 - مسؤولية
عبد السلام الزغيبي ( 2015 / 11 / 18 - 11:13 )
مسولية الدولة مراقبة ومتابعة هؤلاء في المدارس والمساجد والجوامع التي يترددون عليا حفاظا على امن المجتمع الذين يعيشون فيه.

اخر الافلام

.. فيضانات عارمة تتسبب بفوضى كبيرة في جنوب ألمانيا


.. سرايا القدس: أبرز العمليات العسكرية التي نفذت خلال توغل قوات




.. ارتقاء زوجين وطفلهما من عائلة النبيه في غارة إسرائيلية على ش


.. اندلاع مواجهات بين أهالي قرية مادما ومستوطنين جنوبي نابلس




.. مراسل الجزيرة أنس الشريف يرصد جانبا من الدمار في شمال غزة