الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نداء الى مؤتمر فيينا:برنامج بمرحلتين لسوريا وباقي دول المنطقة

كاظم الحناوي

2015 / 11 / 17
مواضيع وابحاث سياسية


برنامج بمرحلتين لسوريا وباقي دول المنطقة
كاظم الحناوي
اعدنا في موضوعنا السابق ما طرحناه عبر الحوار المتمدن قبل ثلاث سنوات حول الدول الراعية ودور كل منها ...وما نراه الان تطابق شبه دقيق لذلك الطرح..واليوم نعطي برنامج الحل لعل احدا من هؤلاء يتبناه او يقرأه ويأخذ منه مايراه لخدمة المنطقة والبشرية جمعاء..
جميع الدول المجتمعة للبحث عن حل للازمة السورية لابد أن تكون متفهمة لخصوصية الساحة السورية التي تحولت الى غابة وهذه الغابة تظم جميع انواع الحيوانات المفترسة والحيوانات التي دربت للبحث عن الفرائس الدسمة وحيوانات السيرك التي تقاد عن بعد والحيوانات ذات الواجبات المتعلقة بالحمل والنقل للنفائس واخرى يكون محور عملها هو الحفر في الاعماق وارسال رسائل عن اماكن ما هو مفقود ، فالحيوان ومنذ وصوله الى الارض السورية نجد أنه ينتمي ويلتصق مع فصيلته، ثم يتبع قائده ويصلي خلف شيخه، ثم يتحرك للتعرف على المكان الذي يحارب فيه، فالعرعوري(نسبة للشيخ العرعور) لا يمكن أن يعيش مع النصيري(نسبة اى مؤسس البعث النصراني) وكذلك العكس، والعملاء لا يمكن أن يعيشوا مع الاصلاء. كذلك الضبع لا يمكن ان يكون تحت امرة الفيل.اذا مانحن فيه وضع متدهور غيرعقلاني متفجر تحت مسميات وانواع مختلفة من السلالات الوحشية المختلفة .فمنذ وصول هؤلاء الى سوريا يؤكدون انتمائهم الى فصيلتهم بجريمة بشعة، وهكذا تنشأ العلاقة بينه وبين المجموعة التي انتمى اليها لينتقل اجرامه الى الشارع والمنطقة الذي هو فيها بعدها تأتي العقيدة الفكرية، فينتمي إلى فصيله وأقرانه ليتعبأ بشريعته الخاصة، ثم يتطور الأمر إلى أبعد من ذلك للحصول على التسلسل الاداري بعدد الرؤوس التي حصدها لذلك تراهم يقتلون بشهود ليشهدوا لهم عند اميرهم ويتسابقون على ذلك .
اذا الحل بمفهومه البسيط يعني ايجاد ارتباط وانسجام بين هذه المجاميع التي تجمعها صفة واحدة هي الوحشية ، واهداف مختلفة بلا انتماء وعندما يفتقد الانتماء فهذا يعني أن هناك خللاً وهذا الخلل يسقط كل الحلول. الحل يعني الاقتراب والاستماع والتعاون أوالقبول بالآخر وفي الحقيقة أن الدافع الى الحل إذا توافر بين القطعان المختلفة (وهذا مستحيل) فأنه يحفز الدول الراعية (اذا كانت تبحث عن حل!).
اذا نحن بحاجة الى حل واقعي بحيث يبلغ من القوة أنه يستطيع أن يعدل السلوك من حيواني الى انساني حتى يصبح السلوك مطابقاً لما يرتضيه الجميع وهو القبول بالاخر. فعندما يعدل سلوك الافراد يعدل سلوك الجماعة ليجد الفرد نفسه، بعد فترة طويلة من التدريب والتعايش مضطراً إلى التضحية بكثير من مطالبه الخاصة ورغباته قي سبيل الحصول على القبول من الآخر وتجده يساير معايير الدولة الجديدة وقوانينها وتقاليدها فيتوحد الفرد مع الجماعة فيرى المحيط وكأنه امتداد لمجموعته فيسعى من أجل بنائه .
الحل هو الانتقال بمرحلتين انتقاليتين وليست مرحلة انتقالية واحدة عبر برنامج اعادة الانتماء وهو يستمر لمدة ثماني سنوات تقام بعدها انتخابات عامة ويعتبر من أوضح نماذج اعادة الانتماء مع المجتمع هو اعادة اطلاق السراح المشروط للمجرمين لمدة محدودة حيث يلاحظ خلال هذه الفترة تأثير المجتمع على شخصية المجرم مطلوق السراح وامكانية تطابق قبولة لمتطلبات الواقع الجدديد.ويبدأ هذا البرنامج ببقاء النظام السوري الحالي لمدة اربع سنوات مع اعادة اعادة انتخاب لاعضاء مجلس الشعب السوري بالدستور الحالي حيث يتم خلال هذه الفترة اعداد دستور جديد وتربية وطنية وفترة نقاهة للمصابين بمرض الارهاب الذي عم المجتمع. لكي يتوفر دافع لاعادة الانتماء لابد ان يصبح الافراد في حالة قبول للاخر وتغير النظرة للآخرين والدولة ومعنى ذلك أن ينحصر اهتمام الدول الراعية للحل في هذا النشاط حتى توفر الدافع على أداء فعل ديمقراطي حقيقي لدى مجتمع انفصل عن ماضيه وحاضره ولم يعد يهتم بمستقبله.
رعاية برنامج الانتقال بين الوسطين سيكون قادرا على القضاء على التطرف عبر دفع الفرد للدخول في إطار اجتماعي وجهد فكري عبر الالتزام بمعايير الدولة العلمانية الجديدة وقواعد هذا البرنامج وبدعم الفرد بأفكار معتدلة قادرة للدفاع عنه فيما يعتقد وتحافظ على مايعتقد انه مكانه في محيطه الاجتماعي.
يجب ان تكون تجربة برنامج الانتقال بين الوسطين هو برنامج اعادة بناء جاهز لكل دولة ايلة للسقوط في المنطقة في الخمسين سنة القادمة يجب ان يكون برنامج اعادة الفرد للجماعة حيث يرغب القائمون عليه دفع الافراد إلى علاقة يبدئها داخل عائلته ويوحد بها الأسرة ويجلب رضاها خاصة ان الاسرة جميعا تتلقى نفس البرنامج كل من مكان عمله او مدرسته. ولعل أنقى حالات اعادة الانتماء هو اعادة دفع الافراد الى الوسطية والدولة العلمانية القائمة على احترام حقوق الجميع والذي يتجاوز به الفرد كل النزعات الفكرية المتطرفة ويدفع الى احترام حقوق الاخر بحيث يكون التواصل على هذا الأساس. بعد ان دعمت دعائمه وارسى جذوره وقوته عبر برنامج الانتقال ليقود بالنتيجة الى الشعور بالانتماء و الترابط مع المحيط. لذلك علينا عدم الركون للحلول السريعة لآن اي بناء غير مبني على اسس صحيحة سيؤول للسقوط مع اول عاصفة...كما ان التجربة الجديدة اذا ما تم تطبيقها تعطينا حلول جاهزة لدول ايلة للسقوط في المنطقة..هذا اذا كان الراعين للمؤتمر يبحثون عن حل حقيقي اما اذا كانوا يبحثون عن اعادة اعمار لاعادة التخريب والسرقات وتكبيل سوريا بمعاهدات وشروط تكبلها كي لاتفلت من القيود فذلك بحث اخر...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سائق يلتقط مشهدًا مخيفًا لإعصار مدمر يتحرك بالقرب منه بأمريك


.. إسرائيل -مستعدة- لتأجيل اجتياح رفح بحال التوصل -لاتفاق أسرى-




.. محمود عباس يطالب بوقف القتال وتزويد غزة بالمساعدات| #عاجل


.. ماكرون يدعو إلى نقاش حول الدفاع الأوروبي يشمل السلاح النووي




.. مسؤولون في الخارجية الأميركية يشككون في انتهاك إسرائيل للقان