الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


داغستان بلدي كتاب لا يتحدث عن جغرافيا او تاريخ بلد... انه كتاب ينبض بالحياة

منير ابراهيم تايه

2015 / 11 / 18
الادب والفن


انا اشير الى القمر والاحمق ينظر الى اصبعي
"مثل صيني"
داغستان بلدي كتاب لا يتحدث عن جغرافيا او تاريخ بلد .. انه كتاب ينبض بالحياة

ان تقرأ لرسول حمزاتوف يعني ان تحب داغستان كما لو انها وطنك فهذا الرجل يملك قدرة خاصة على مخاطبة كل ما هو انساني ووطني فيك ليحيله عشقا لداغستان هذا البلد الذي من اجلها لا عاش فيها
انه يكتب وهو متيم بأناس وطنه الطيبين.. يكتب بأسلوب العاشق الولهان..ليجول بنا داغستان ..بين جبالها وسهولها ..بين اساطيرها وتراثها
ندق معه الأبواب وندخل لنستمع للحكايا
"داغستان بلدي" ليس كتاب يتحدث عن جغرافيا أو تاريخ بلد..
انه كتاب ينبض بالحياة..
تتجول فيها في ذاكرة الكاتب وذكرياته...
وتنظر الي داغستان لا كبلد في خريطة وبين خطول الطول والعرض
انما تنظر اليه بعيني العاشق ...الذي يرى في كل بقعة ذكرى او حكمة
داغستان بلدي..من اجمل ماقرات
واكثرها تأثيرا فيّ..
ببساطة هو من الكتب التي تحدث فيك أثرا وتغييرا يمتد حتى بعد انهاءك له
تبدأ قصة الكتاب عندما طلب أحد محرري المجلات من رسول أن يكتب عن داغستان عن حاضرها المشرق و عن ماضيها العتيق عن جبالها و بحرها عن مزارعيها و جبلييّها بوصفه كاتب وشاعر يحترمه الداغستانيون كثيرا ، مشكلة المحرر أنه انهى طلبه بشرط أن لا تتعدى هذه المادة العشر صفحات و أن تُكتب خلال عشرين يوما ..
ويبدو ان هذا الطلب أغضب رسول و أثار قريحته فبدأ كتابة هذا الكتاب و انتهى بملحمة تزيد عن خمسمائة صفحة أخذت منه سنوات لكتابتها ..
ولعل أفضل مراجعة لهذا الكتاب اقتبسها من كلمات الكاتب نفسه :
" سيقول بعض المحررين والنقاد: هذا الذي كتبت ليس برواية ولا قصة ولا أقصوصة بل نحن لا نعرف ما يمكن أن يكون.
و يقول لي محررون و نقاد آخرون إن ما كتب هو هذا أو ذاك أو أشياء أخرى .
أما أنا فلا أصر على إعطاء هوية لما أكتب. عمّدوا بالاسم الذي تختارونه ما سوف يخطه قلمي. لست أكتب لكي أوافق واحدا من القوانين الكنسية التي وضعتموها
ولكني كتبت ما كتبت لألبي نداء قلبي . و القلب لا يعرف قانونا ، أو على الصحيح أن للقلب قوانينه التي لا تناسب الناس جميعا"
كما يعلق حمزاتوف على الرسالة قائلا: فيما مضى كان أهل الفتاة لا يسألونها رضاها حين كانوا يزوجونها كانوا يضعونها بكل بساطة أمام الأمر الواقع هكذا فعل صاحبنا محرر المجلة قرر كل شيء نيابة عني، ولكن هل قررت أنا أن أتحدث عن داغستاني في تسع صفحات وفي فترة عشرين يوما؟.
يقول حمزاتوف ان المجلة كانت ترغب القيام بدعاية للانجازات الشيوعية في داغستان، لكنه يسخر من أساليب الشيوعيين هذه ومن كون ما يطلبه منه هذا المحرر، دون طموحه لكتابة ما يود كتابته عن بلده وكأن بلده عنده هو قضيته المقدسة وليس أي قضية أخرى.
كما سخر بعد ذلك من موسكو نفسها ومن كون والده حمزة حين قارن بين قريته في جبال داغستان وبين عاصمة الاتحاد السوفييتي موسكو، فضّل قريته على موسكو.
ويتابع سخريته من الشيوعيين ايضا ومن ذلك أن شيوعيا من داغستان اسمه محمد غير اسمه فجعله ميخائيل لا لشيء إلا ليتقرب من رؤسائه.. وحين علم والد محمد بفعلة ابنه المنكرة استدعاه وقال له: ثكلتك أمك! رغم أنني أنا الذي أعطيتك هذا الاسم ، وأصبح ملكا لك تستطيع أن تتصرف به كما تشاء، لكن من سمح لك أن تستبدل اسمي أنا حسن باسم غريفوري وأنا مازلت على قيد الحياة ، وأريد أن أبقى حسن.
ويعلق رسول على هذا الحكاية قائلا: كانت معارفه قليلة وضحلة، لكنه كان بالمقابل يعتبر نفسه أيدولوجيا مخلصا وكان يتحدث عن هذا في كل مكان حتى ان كثيرين صاروا يحسبونه أشد المدافعين عن الشيوعية!
ويردد رسول بحسرة كلمة للإمام شامل تقول إن الشعوب الصغيرة في حاجة إلى خناجر كبيرة وهي عبارة يعنى بها عدم قدرة داغستان وبقية بلدان آسيا الوسطى الفقيرة والضعيفة على التحرر من زعامة روسيا لهذه البلدان.
كما يردد عبارة أخرى لأبوطالب الداغستاني تقول إن الشعوب الصغيرة بحاجة إلى أصدقاء كبار!.
لغة وصفية عالية.. جمال في فلسفة الأفكار.. وكأنك تقرأ "هكذا تكلم زرادشت" سرد رائع يخوض بك في كل التفاصيل ويشتتتك ويعود بك مجددا إلى الموضوع بكل سلاسة وراحة.
احببت حكايات شامل والحاج مراد, احببت المقالات الاخيرة عن حسن
احببت الحديث عن داغستان








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أمسيات شعرية- الشاعر فتحي النصري


.. فيلم السرب يقترب من حصد 7 ملايين جنيه خلال 3 أيام عرض




.. تقنيات الرواية- العتبات


.. نون النضال | جنان شحادة ودانا الشاعر وسنين أبو زيد | 2024-05




.. علي بن تميم: لجنة جائزة -البوكر- مستقلة...وللذكاء الاصطناعي