الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صراعات مكشوفة

رضا لاغة

2015 / 11 / 18
مواضيع وابحاث سياسية


ننتقل الآن ، عبر عملية معقدة تتشكّل ببطء على إثر ارتدادات الصراع الهمجي الذي استحوذ على الأذهان بين الإخوة الأعداء في نداء تونس ، إلى تراجعيّة إيجابية تتضافر فيها علائم منذرة بوئام هو في الواقع عاجز عن أن ينمّي نفسه بسبب تطور الانشغالات الفكرية التي تلوح في الأفق لكتابة مستقبل الحزب.
إن التهرّب من المواجهة و هذا الوئام المزيّف يشعرنا بأن الحزب عالق . إنه عبارة عن جسد غير متبلور من الصور و الأفكار العائمة التي لا تمتلك أي نوع من التماسك البنيوي . لأجل ذلك نقول إن الهدنة تفتح حقلها على جرعة اقتطافية بلغت حافة الانهيار. إن المخاصمة التي حازت موضعها في هذه الهدنة تكتفي بحراسة حضور الحزب في مسار ينتج بغير شك توابع مهمة تكون فيها البلاد عرضة للتهديد .
إن المواطن وهو ينظر إلى الإخراج المسرحي لعملية الإقناع لمنع سريان هذا التردّي الجماعي بغية أن يفلت الحزب بأعجوبة من موجات التسريح يفهم دونما اجتهاد ، فهو قد تعلم بالممارسة ، أنه لا أثر للفخر بهذا الحزب الذي استسلم عميقا لنضال تقطيع الأوصال المصنوع من سجّاد رخيص محشو بمنازعات خرساء تكشّر في وجه الخصم: أين منصبي؟
هنا يحدث الشجار و الاستفزاز و التقاذف فيهجم كل طرف و لا يدع شيئا يمر و قد يتمكن البعض من البقاء في الخلف للمشاهدة فقط متظاهرا بالحياد، منتظرا الفرصة كالقطط قائلا: علينا التعايش. و الحق أن مناوبة سوق السلطة ستدفع شق الدستوريين للقبول على مضض بكنس حكومة السيد الحبيب الصيد. أظن أن المتابع للشأن السياسي يعرف أكثر من اللازم أن انقشاع كرب الشق اليساري داخل الحزب تقوم على مهاتفة رئيس الجمهورية بمساومة تقع خارج العملية الرسمية التي فرضتها هيبة مؤسس الحزب سابقا . بمعنى آخر إن الهدنة بما هي كلام أو تحاور ذا نمط سياسي يضع سلطة السيد الحبيب الصيد موضع اتهام كحل بدونه سيطلق العنان لمقاربات متنافرة تولّد البلبلة من جديد داخل الحزب.
إن المهمة الأسهل التي يتعيّن على رئيس الجمهورية قبولها ، على وجه التخصيص ، تقديم نوايا سياسية جريئة تهدّأ من انشغالات الصّيغ المختلفة لمسئولي الحزب. إن الوظيفة الوحيدة لشق السيد الباجي قايد السبسي لا تتمثل في واقع الحال في الذود عن تدبير صنعه فأفرز حكومة السيد الحبيب الصيد بل في ترويض الفئة التي يتعيّن إقناعها لكي لا تغذّي النزاعات الداخلية للحزب المهدد بالانقسام. إن القيمة الوحيدة لهذا النمط من التفاوض الداخلي تكمن في حشد حكومة جديدة تقوم ــ بغير التقارير البيرقراطية التي تشيد بحكومة السيد الحبيب الصيد ــ و هي التي تتحيّز خارج سياق التوازنات الجديدة للحزب. وهو ما يعنى أن الحلول ليست موجودة في ضواحي الحزب بل في قلب الحكومة نفسها .
إن كلفة التنازل عن هذا الشرط هو زيادة الأرباح لشق الدستوريين و خسارة لليسار و تشخيص لا ينطبق لهكذا وضع من طرف الدستوريين هو انقسام لحزب تضرره محتملا و وشيكا.










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عقوبات أميركية جديدة على إيران تستهدف قطاع الطائرات المسيرة


.. ماكرون يدعو لبناء قدرات دفاعية أوروبية في المجالين العسكري و




.. البيت الأبيض: نرعب في رؤية تحقيق بشأن المقابر الجماعية في قط


.. متظاهرون يقتحمون معهد التكنلوجيا في نيويورك تضامنا مع جامعة




.. إصابة 11 جنديا إسرائيليا في معارك قطاع غزة خلال الـ24 ساعة ا