الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أولاد العتاهية يُديرون اللعبة السياسة

وردة بية

2015 / 11 / 18
مواضيع وابحاث سياسية


تحدث محلل سياسي لقناة فرانس 24 بعد أحداث باريس الدامية ، عن الحق الذي لا يمكن أن يكون له وجهان ، وهذه مُسلمة معروفة و حقيقة مطلقة متفق عليها منذ الأزل ، ولكن المحلل استرسل ليقول: كيف لدولة دينية مثل ايران تعتمد على رجال دين يعرفون نهج الحق - بحسبه- تؤيد نظام الأسد ، وكيف لروسيا والصين أن تدعما نظاما كهذا ؟..وهو بهذا الطرح يريد أن يقول ، أن محور الشرق المناهض للغرب على خطأ، والآخر على حق..
ضيف فرانس 24 تعجب مما بدا له منطقا مقلوبا ، واستغربت كما يستغرب الكثير - بعد تحليله البسيط - من حجم التضليل الذي تُسوقه هذه الفضائيات على لسان من تسميهم محللين سياسيين وخبراء في السياسة الدولية ، فرأيت من زاويتي البسيطة المتواضعة التي قد لاترقى لمستوى التحليل السياسي الذي يدعيه هؤلاء ، أن اقحام الضيف لمفهوم الحق في معادلة سياسية مقسومة الى شرق وغرب ، كلاهما يسير وفق مصالحه ،يراها الضيف حقا، ثم يضعه في ميزان اللعبة السياسية ، هو عين الخطأ.. لأن سياسة هؤلاء قائمة أساسا على المصلحة المطلقة ، ولا مكان فيها للحديث عن الحق كقيمة انسانية ..
لقد أدركنا سيدي الضيف، مما لايدع مجالا للشك أن القيم ، ورقة رابحة يلعب بها الغرب في ميدان السياسة، تماما مثل الفوركس ، يشترون ويبيعون في أوقات الذروة ، وعندما يستعصي عليهم الأمر يخرجون أوراقهم ليقاتلوننا بها في حرب لا مكان فيها لمعنى الحق الذي جاء على لسانكم خطأ..
الكل -لاشك- يسمع عن منظمة حقوق الانسان "هيومن رايتس ووتش" ولكن القليل من يعرف بأنها أداة في يد جهاز الاستخبارات الأمريكية ، تزودها بالتقارير أول بأول ..لتستخدمها في لي أذرع الدول التي لا تسير في فلكها من خلال ابتزازها باسم ورقة حقوق الانسان ..ولمن يريد أن يتفقه في هذا الموضوع ، فليعد لوضع حقوق الانسان في بعض الدول المتخلفة ذهنيا ، التي تربطها مع أمريكا علاقة مصالح قوية وسيعرف الأكثر..
الجزائر من بين الدول التي نأت بنفسها عن السياسات الخارجية المتصارعة و المتقلبة ، فرُوج في بداية حكم بوتفليقة- على لسان العوام- بأن الشرق والغرب قلق من سياسة الجزائر التي لا تلعب على حبال الموالاة والمعاداة، و تسير على منوال سياسة (أخطى راسي وأضرب )..هذه السياسة أقلقت اللاعبين الدوليين ، فما كان من بوتفليقة الا أن اجتمع بهم ، ووضعهم أمام مغارات علي باب النفطية والغازية ، وقال لهم: استثمروا وخذوا ماشئتم.. ولكن، دعوا الجزائر وشأنها.. وكانت نتيجة هذا التفاهم، هو الأمن الذي ينعم به الجزائريون اليوم
قد تكون هذه القصة الحكاواتية الشعبية من نسيج خيال الناس ، ولكنها في الحقيقة تلخص طبيعة ما يدور في لعبة الأمم وموقف الجزائر منها
في المقابل نجد أن الكثير من الدول التي اختارت المواجهة المباشرة مع امبريالية الغرب، تدفع أثمانا باهظة، ومنها دول أمريكا اللاتينية ، كوريا الشمالية ، ايران ، وسوريا.. ولهذا فهي في بؤرة الاستهداف المستمر..
الغرب الامبريالي ادعى بأنه تخندق في العراق وسوريا لمحاربة الارهاب ، ولكن التقارير وصور الأقمار الاصطناعية التي كشف عنها بوتين مؤخرا تدحض ادعاءاتهم ..وتبين أن 40 دولة ليست فقط محايدة وانما هي تدعم الارهاب بشتى الطرق، ومن بينها مجموعة الـ20، والمفارقة أن هذه الدول كانت معه على طاولة واحدة ولم تفند.. اذن، جاءوا لتفجير المنطقة لضمان سوق رابحة لأسلحتهم ..
من بين الدلائل المسربة مؤخرا ، تصريح برلماني عراقي بأن أمريكا خدعت العراق ببيعها أسلحة فاسدة ، و أيضا فيديو مسرب على مواقع التواصل يكشف عن مرافقة طائرة الأباتشي الأمريكية لقوافل سيارات داعش التي تمتد على مد البصر وتحمل النفط السوري والعراقي متوجهة به نحو تركيا..
واضح أنهم لايريدون القضاء على داعش، لأنهم عندما أرادوا ، قضوا على دول بأكملها.
قبل سنتين ، حذر الأسد من التعامل مع الارهاب واستخدامه ورقة في الحرب، لأنه كالعقرب عندما تضعها في جيبك ستلدغك.. وهاهي فرنسا اليوم تصحو على نبوءة الأسد وتدفع بدل الثمن أثمانا لتدخلاتها "العبيطة" دون حكمة ولاروية ، وأصبحت تساق هي الأخرى كالأنعام ، نحو أهداف الدمويين، بعدما كانت في طليعة الدول القوية
لنعود لتحليل ضيف فرانس 24 ونقول له: هل في هذه المستنقعات والمجاري يمكن الحديث عن قيم الحق والخير والحب ، وأصحاب المصالح استباحوا الأرض والعرض، ووضعوا أيديهم في يد الارهاب ، وقبلها اسرائيل فقط لتحقيق مصالحهم على حساب الشعوب الأخرى التي نحن منها ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. احتجاجات الطلبة في فرنسا ضد حرب غزة: هل تتسع رقعتها؟| المسائ


.. الرصيف البحري الأميركي المؤقت في غزة.. هل يغير من الواقع الإ




.. هل يمكن للذكاء الاصطناعي أن يتحكم في مستقبل الفورمولا؟ | #سك


.. خلافات صينية أميركية في ملفات عديدة وشائكة.. واتفاق على استم




.. جهود مكثفة لتجنب معركة رفح والتوصل لاتفاق هدنة وتبادل.. فهل