الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
الوجودي التائه
مهند احمد الشرعة
2015 / 11 / 19الادب والفن
إننا لندور في دائرة أو أننا ممثلون في مسرحية فرضت علينا قسرا هذا ما تبادر على بالي وأنا أمارس رياضتي المفضلة بأن أفكر وأنا على السرير إنها للذة كبرى أن تكون وحيدا ولكن هناك ما يفرض علي أن أقوم واجلس أمام الشباك قليلا لأراقب الكائنات البشرية من الأعلى لأتقمص دور الإله قليلا وأراقب تفاهات الجنس البشري لا أعرف كيف سيتحمل الإله أخطاءه لو خلق هذه الكائنات السخيفة.
أجلس أمام الشباك و بيدي سيجارة أنفثها وزجاجة خمر أشربها صوت جارتي المرتفع يذكرني بجمال السكون وجمال المجرة من دون البشر تصرخ بأطفالها لو أعلم بأنكم بهذه الوقاحة لما أنجبتكم.
_عما تتكلم العاهرة هل كانت تفكر أنها ستنجب هؤلاء المعاتيه الصغار وهي تمارس الجنس؟!
وأنظر من الأعلى الى الأسفل لا شيء جديد نفس التفاهات ذاهبون عائدون يبتسمون يغضبون يثرثرون يتغوطون يبولون ما أكلوه وشربوه لا شيء جديد ما زالوا هم هم لو كنت الها أو طبيعة لصححت خطأي وأبدتهم إنهم ليسوا بحاجة الى فكر جديد او دين جديد انهم بحاجة الى نيزك يريحهم.
وأنزل من شقتي مضطربا وعلى الدرج أجد العاهرة صاحبة شقة تبربر وتلعن كشرت بوجهي وردت التحية عندما ألقيتها بربرت مثلها
-عاهرة بورجوازية صغيرة.
لقد تركت أبي البورجوازي الصغير وهمت على وجهي في الشوارع وفي الحانات وفي الشقق القذرة حتى الحدائق جربت طعم النوم بها ما دام النوم هو النوم فهو نوم حتى وإن كان في المقابر أو في الخراء نوم الإنسان خدمة يقدمها للكون.
دخلت البار جلست وأنا ممسك برأسي أخشى أن تخنقني الأفكار وأخشى أن يخنقني أصوات الناس وأرى فتاة تجلس مع شاب في البار يمسك بيدها فتسحبها الا أنها بعد قليل تتناسى الأيروس المتعالي وتسلم يدها له لقد خدعت نفسها بما فيه الكفاية فهي تعرف مقصده منذ أن دعاها إنه لا يفكر بذاتها إنه يفكر في اختراق كينونتها هكذا هم البشر كائنات تنصدم باللا شيء لا شيء هو الانسان بين الناس كلهم يذوبون في بعضهم ويتقمصون الوقائعية المفروضة عليهم.
تأتيني النادلة بكأس من الويسكي تنظر الي قائلة:
- قلت لك أنك بحاجة إلى قلب جديد
-ليس هذا ما أحتاجه إنني بحاجة الى أن يسدلوا الستائر.
ضحكت فقد فهمت كلماتي خطأ لا ألومها فهذا هو معيار إدراكها لا شيء كؤوس تأتي وكؤوس تروح وكأننا نحن هذه الكؤوس ولكن من يشربنا؟ ربما الزمان وربما أننا نشرب ذاتنا كما نستنفد أنفسنا علي أن أمضي لأتوه في العالم لأجعل العالم عمقا خلفيا أستخرج منه الكائنات الموجودة فيه لكم هو ناقص هذا العالم لا لكم نحن ناقصون لا ربما كل شيء ناقص أبتسم لنفسي ربما عرفت الآن كيف ظهرت الطوبائيات ولكن في نقصنا لا يوجد هناك ما هو غائب عنا كامل لا ليس هناك ما هو كامل ربما نبحث عن القيمة القيمة لا أكثر.
لقد تأخر الوقت ولكن ما هو الوقت لا شيء إنه يموت دوما كل لحظة تصبح عدما تنساب من أيدينا تفر منا الى الوراء لتصبح ذكريات أو لتصبح عدما لا وجود لها لقد دمرت أو لقد دمرناها في الليل يظهر أصدقائي ظلي الذي يحدثني والعاهرات اللواتي في الشوارع صديقاتي وهررة الشارع ونباح الكلاب أصدقائي من ينامون في الشارع أصدقائي!! ولكن كيف صنفتهم كأصدقاء فهذا لا أعرفه ليس هنالك صداقة الصداقة تستوجب أن يصبح أحد الشخصين عبدا للاخر أو انهما يتبادلا الأدوار أو انهما يصبحان عبدين للصداقة كل شيء يدور في نطاق المصلحة حتى الحب ينتهي في السرير.
وأقف أمام مجنون ينادي علي:
-هيه أيها الأحمق هل ذرات ديمقريطس وجزء المعتزلة الذي لا يتجزأ كموناد لايبنتز؟ ثم هل كان هيجو بائسا في قصائده؟ ثم ما الرابط بين خلاص شوبنهاور وسوداوية كافكا وعدمية سيوران؟ وإن بحثنا في التشابه بين الطرابيشي وويلسون فماذا سنجد؟ وهل هايدغر على صواب عندما اعتبر الحقيقة بعد الموت فإن لم يكن هناك شيئا فكيف سنعرف ونحن وقتها لا شيء أمام اللاشيء؟ وكيف يعتبر سارتر الديمومة في اجتثاث ويعتبر الماضي شيئا في ذاته بالرغم من أن الماض عدم؟! وإن كان هنالك ما هو موجب الوجود كما يدعي ابن سينا وابن رشد فلماذا الانسان يعتبر نفسه حرا من حيث أن موجب الوجود أوجد ما هو ممكن الوجود فتحددت ماهية الممكن فلم تتبقى له حرية؟وكيف نعتبر الموسيقى فنا وقد لوثتها أذن السامعين؟! وأراد أن يستمر فصحت به:
-نعم أيها العاقل كلهم لا شيء.
صفق وصفر وراح يتمتم.
وأذهب الى البحر وأنا مضطرب فأراه يهدر أمامي وأرمي بجسدي الذي أحمله و يحملني على الرمال أنظر اليه يثور غضبا أحيانا وأحيانا يهدأ رائع في كلا الحالتين ولكن كيف يكون رائعا وهو متناقض كيف يكون رائعا بشره ورائعا بوحوشه وأسمع صوتا في داخلي يناديني إنه ليس خطرا كالانسان.
كل شيء يسرقه الانسان الشجر العشب الحيوان البحر حتى ما بأعماق الأرض ينبشه الإنسان وبلغت به الوقاحة أن يصيح أن لا معنى للعالم دون الإنسان إنسان إنسان إنسان أكثر الكائنات أحقية بالانقراض هو الانسان.
والبحر يعلو شيئا فشيئا وكأنه يريد أن يلتهمني لا فرق يا صديقي فهنالك بشر دوما وسأعود مرة أخرى حكم علينا الاستمرار في المسرحية ولا أعرف متى ستسدل الستائر أو متى يصيحون بنا بكلمة لها رونقها الخاص:
النهاية.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. مخرجة الفيلم الفلسطيني -شكرا لأنك تحلم معنا- بحلق المسافة صف
.. كامل الباشا: أحضر لـ فيلم جديد عن الأسرى الفلسطينيين
.. مش هتصدق كمية الأفلام اللي عملتها لبلبة.. مش كلام على النت ص
.. مكنتش عايزة أمثل الفيلم ده.. اعرف من لبلبة
.. صُناع الفيلم الفلسطيني «شكرًا لأنك تحلم معانا» يكشفون كواليس