الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إشراك المكونات العراقية في عراق المستقبل

زيد كامل الكوار

2015 / 11 / 19
مواضيع وابحاث سياسية


كم تؤلمني عبارة أو تسمية "العراق الجديد"، التي درج المتفذلكون من الساسة على استخدامها في ترويج سلعهم الدعائية أثناء تصريحاتهم وخطبهم الرنانة، فما هكذا تمنينا أن يكون "العراق الجديد" الذي يزمعونه وليس هو العراق الذي يريده العراقيون، فالواقع اليوم أن العراق هو بلد الإرهاب والفساد المالي والإداري وبلد الخطف والاغتيال والتهجير والتكفير، وبلد سوء الخدمات والبطالة والتخلف والأمية، وهو كذلك بلد الانقسام والتهميش ومصادرة الحريات وتكميم الأفواه. هذا هو "العراق الجديد" الواقعي، أهذا هو الحلم العراقي؟ أم هذا هو البلد الذي ناضل المناضلون الشرفاء من أجل الوصول إليه؟ أم تراه هو البلد الذي طالما حلم المحرومون بالعيش فيه؟
لجملة هذه الأسباب وغيرها الكثير، لا أحب هذه التسمية، ولا هذا المسمى، فليس الموجود حاليا عراقنا الذي ولدنا فيه وترعرعنا ولا ما كنا نحلم به أن يكون قبل التغيير وبعده. فعراق الدكتاتورية المبادة كان للمكونات فيه تمثيلا كبيرا لم يشعرهم بالتهميش والتحييد مع كل سيئاته التي أراحنا الله منها بأمره والمآخذ الكثيرة التي لا تحصى من تقييد الحريات والسياسة الهمجية العنفية الرعناء، وغياب الرؤية السياسية والإدارية العلمية السليمة، لكن ذلك النظام ومن كان قبله كان يمسك بالعصا من الوسط أحيانا فيشعر الأقليات بالاهتمام وأن كان مصطنعا لكنه كان مطيبا للخواطر أحيانا. لكن ما يصنعه السياسيون المنتخبون اليوم ومجاهرتهم بالفساد والتهميش واعترافهم بالفشل في إدارة الدولة في كل المراحل السابقة قد اثبت بالدليل الواضح الصريح عدم أهليتهم للقيادة في المرحلة الحالية، ناهيك عن ما يرتجي البعض من السذج من الناس الذين ما زالوا يأملون ويرتجون خيرا من تلك الوجوه الفاسدة الكالحة. لم أعاصر فترة الحكم الملكي في العراق بل لم أعاصر الحكم القاسمي الثوري، لكنني أعلم أن أول رئيس لجامعة بغداد مثلا كان أكاديميا عراقيا مسيحيا وهو الدكتور متى عقراوي في أواخر العهد الملكي ثم تلاه الدكتور عبد الجبار عبد الله في العهد القاسمي والذي كان أكاديميا صابئيا، ثم تلاه الدكتور عبد العزيز الدوري. أنظر لهذا التنوع المكوناتي في هذا المنصب الواحد فلم يكن حكرا ولا وقفا على مكون واحد كما يحدث اليوم في نظام المحاصصة المقيت. إن عراق المستقبل الذي نحلم فيه ونرجو تأسيسه على أسس جديدة؛ هو عراق التنوع والمشاركة الحقيقية ، لا مشاركة الكتل الطائفية والحزبية حيث يكون هذا المنصب من حصة المكون( أ) بينما المنصب ذاك فيكون من حصة المكون(ب) والمنصب الثالث من حصة المكون(ت) وهكذا دواليك فتقسم المناصب بين الكتل والمكونات الكبيرة على أساس الثقل الاجتماع الانتخابي السياسي الديني والطائفي ، لا على أساس المهنية والخبرة والشهادة الأكاديمية والمواطنة والنزاهة والإخلاص للوطن، فلا نريد في عراق المستقبل "عراق الدولة المدنية" أن يركن جانبا مواطن ذو كفاءة وخبرة مهنية عالية، بسبب كونه مستقلا لا ينتمي إلى حزب معين يؤمن له الحصول على ما يستحق، فالاستحقاق يترتب على مقومات وعوامل إن وجدت تحقق الغرض من دون شفاعة من حزب أو مرجع أو مسؤول سياسي أو إداري، فهي دولة تنوع و كفاءات وطاقات، هذا العراق المدني الذي نريد، عراق احترام حقوق الإنسان واحترام الكفاءات والطاقات وتنميتها وتعهدها واحتضانها لا عراقا طاردا للكفاءات مهجرا لها ومهددا، عراقا يحترم الآخر ورأيه، يكفل الحريات فلا تنتهك فيه حقوق الإنسان ومنها حرية التعبير عن الرأي وحرية التظاهر السلمي وحرية الحصول على المعلومة، يعمل فيه الجميع وفقا لضابط واحد بلا تمييز بينهم على أي أساس كان سوى دقة الأداء في انجاز العمل والإخلاص للوطن والحرص عليه








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد الجامعات الأميركية.. عدوى التظاهرات تنتقل إلى باريس |#غر


.. لبنان وإسرائيل.. ورقة فرنسية للتهدئة |#غرفة_الأخبار




.. الجامعات التركية تنضم ا?لى الحراك الطلابي العالمي تضامنا مع


.. إسرائيل تستهدف منزلا سكنيا بمخيم البريج وسط قطاع غزة




.. غزة.. ماذا بعد؟ | جماعة أنصار الله تعلن أنها ستستهدف كل السف