الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عمال صفاقس يؤكدون الثورة

هيثم بن محمد شطورو

2015 / 11 / 19
مواضيع وابحاث سياسية


تزينت شوارع مدينة صفاقـس صباح اليوم الخميس الموافق لـ19 نوفمبر 2015، بآلاف الجماهير العاملة في القـطاع الخاص، و التي تدفـقـت كفراشات الربـيع تـنـشر عبـير الثورة في الاجواء السياسية التي اختـنـقـت منذ اندلاع الثورة في تونس سنة 2011. الاجواء الثورية التي اريد لها ان تختـنق بفعل حركة النهضة الاسلامية التي ارادت تحويل مطلب العدالة الاجتماعية الى مطلب الاسلام هو الحل، و بعد صراع مرير مع زيفها و اكاذيـبها بواسطة جميع القوى الحية في البلاد و ابرزهم الجبهة الشعبية سياسيا و الاتحاد العام التونسي للشغل. ثم صعد حزب نداء تونس الى دفة الحكم ليتواصل اتجاه الانزياح عن مسار الثورة و ان كان بوتيرة اخف و بتعاطي فيه من الاخذ و الرد مما أفـقـد الحركة العمالية و اليسار الثوري عديد الاوراق التي كان يراهن عليها لاستـئـناف مسيرة الدفاع عن الاهداف الحقيقية للثورة كثورة حرية و عدالة اجتماعية.
و اليوم تمكنت منظمة الأعراف من اهداء هذه الفرصة للاتحاد العام التونسي للشغل الذي تحرك لأجل اقرار الزيادة في اجور العمال بنسبة خمسة عشر في المائة، و هي النسبة التي اعتبرتها منظمة رجال الاعمال بالمجحـفة، و بلغ ببعـض رجال الاعمال الى التهديد بإغلاق منـشآتهم الاقـتصادية. بل ان حوارا تلـفـزيا بـين رئيسة منظمة الاعراف السيدة "وداد بوشماوي" و نائب الامين العام لاتحاد الشغل، عرف اشعالا للتوتر و ذاك حين قالت السيدة بوشماوي "فاليضربوا" بنبرة قرأ منها الممثل النقابي الاستهزاء باتحاد الشغل و العمال و سلاح الاضراب فأقـسم أمام الملأ ان الاتحاد سيمضي في اتجاه القيام بإضراب القطاع الخاص في مدينة صفاقس نظرا لكونها اكثر المدن التونسية حيوية اقـتصادية، بل انها تصنف بالعاصمة الاقـتصادية لتونس.
و اليوم شهدت المدينة نجاحا كبيرا للإضراب حيث نزل ما يفوق العشرة آلاف عامل الى شوارع المدينة، مما يؤكد تـنامي الوعي العمالي بحقوقهم و التـفافهم اكثر فأكثر حول منظمة الاتحاد العام التونسي للشغل، و يؤكد مرة اخرى ان الاتحاد هو اقوى مؤسسة في البلد و انه يعرف ما يفعل.
و انه من خلال الوجوه العمالية المستبـشرة و المستهزئة أغـلبها بتهديد بعض رجال الاعمال بغلق المؤسسات، حيث اعتبروا ان تلك المؤسسات هي مؤسسات العمال و سيستولون عليها متى ما أقـدم فعليا احد رجال الاعمال لغلق المؤسسة، ذاك ان علاقة الاخير بالمؤسسة هي علاقة ارباح يريد تـنميتها باستمرار اما علاقة العمال بها فهي علاقة هوية و كينونة و حياة، و بالتالي سيدافعون عن امتلاكهم لحياتهم. و انه قد حصل فعلا هذا الامر لمصنع في صفاقس مخـتص في التعليب منذ نحو عشر سنوات حيث اراد صاحب المصنع غـلقه فتحالف العمال مع مدير المصنع و طردوا صاحبه و تواصل العمل في المؤسسة الى غاية اليوم مع تحديد مستحـقاتهم بأنفسهم و تمتعهم بها و صرف الارباح الى صاحب المؤسسة في حسابه البنكي دون ان يتمكن الى اليوم من زيارة مصنعه.
و ان اجواء اليوم في جوهرها تعد اتصالا مباشرا بالمطلب الاساسي للثورة و هو العدالة الاجتماعية، و ان الشارع الذي زينه العمال اليوم كأنه قد أزال عن نـفسه القاذورات التي وضعـت بـين ثـناياه منذ اندلاع الثورة الى اليوم للتغطية على الوجه العمالي و العدالتي اليساري الاشتراكي للثورة التونسية.
و كان القيادي في الاتحاد العام التونسي للشغل السيد "سمير الشفي" قد أكـد ان الحلول الاقـتصادية التي تـزمع الحكومة القيام بها لا يمكن ان تكون على حساب العمال و حقوقهم في الحياة الكريمة. و بمعنى سياسي اشمل فان الحلول الاقتصادية الحقيقية و الثورية لا تكون في اتجاه ترضية رجال الاعمال و حمايتهم و انما العكس تماما. اي نمط اقـتصادي مغاير تـتحمل فيه الدولة مسئوليتها التامة في العملية الاقتصادية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشرطة الهولندية تعتدي على نساء ورجال أثناء دعمهم غزة في لاه


.. بسبب سقوط شظايا على المبنى.. جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني ت




.. وزارة الصحة في غزة: ما تبقى من مستشفيات ومحطات أوكسجين سيتوق


.. مسلمو بريطانيا.. هل يؤثرون على الانتخابات العامة في البلاد؟




.. رئيس وزراء فرنسا: أقصى اليمين على أبواب السلطة ولم يحدث في د