الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


داعش لم تُخْلَق من فراغ ..والعنف يولِّد العنف ..

محمد البورقادي

2015 / 11 / 20
الارهاب, الحرب والسلام


إن الناظر بعين العقل يلحض ما يختفي وراء الكواليس ..ويرى أسباب الإنطلاق للحرب الآنية التي تجري بين المدعوة داعش والغرب ..فإن قال أحد بأن الإرهاب وحده وحب القتل والتفجير الذاتي والإستشهاد هو الدافع الوحيد لذلك فلا بد لنا أن نلغي عقولنا لكي نفهم قوله وادعاءه..فالمنطق يقول بأن لكل فعل رد فعل ولكل سبب نتيجة ولا دخان بدون نار ..
والبدأ في الحرب جاء على يد الغرب الصليبي ..وذلك حينما قررت أمريكا أن تشن الحرب ضد العراق بهدف استغلال الأرض والنفط ..وبررت هذا الهجوم لشعبها وللمجتمع الدولي بدعوى أن العراق تصنع أسلحة محضورة دوليا ..وتلك كانت الشرارة التي أوقدت نيران الطغيان الأجنبي والإستعمار الغربي على الشرق الأوسط ..وكأي حرب لامتكافئة القوى ولا متساوية الحظوظ استعلى فيها القوي على الضعيف وذهب ضحيتها شعب لا يملك لنفسه حيلة ..الشيء الذي قوض خلف هذا الشعب وألب شوكته ضد من اعتدى عليه بادي الأمر ..وهذا هو المفسر لتلك الهجمات الإرهابية التي تحدث بين الفينة والأخرى على أمريكا ..فالعنف لا يولد إلا العنف ولكل حيلته ولا يستسلم من ألف سماعه الحرب بل يأنس بها ولا يهدأ له بال حتى يأخذ ثأره ويشفي غليله التي لا تزيده الأيام إلى مرارة واحتقانا ..
فالسبب الرئيس وراء انتشار مثل هذه العمليات التي تعرضت لها باريس ليس الإسلام بحد ذاته فهو بريء من ذلك ولا ينسب له بحال ..ومن أحاط بالإسلام خبرا لا يتهمه بما ليس له ولا منه .. وإنما الداعي لذلك هي الحروب التي تخوضها عدد من البلدان الغربية في البلدان المسلمة..
أضف إليه دور التحالف الصليبي الأوروبي الذي لا يتهاون في إطلاق النار على كل من خالفه أو عارض تدخله
في بلاد المسلمين..
ولذلك فتنظيم الدولة داعش وما سبقه من تنظيم القاعدة ليس إلا عبارة عن تنظيمات عسكرية خفيفة تشكل ردود فعل موازية وغير متكافئة في نفس الآن على التدخل الهمجي والإستعمار الغاشم للحلف الأوروبي الأمريكي ضد البلدان الإسلامية..ولا غرابة أن شرعنة الحرب ضد الشرق الأوسط من طرف أمريكا وأوروبا وخضوع باقي الدول العربية لهذا الواقع وعدم تنديدها بذلك من شأنه أن يأجج بؤر الثوتر لتصل ذروتها في المناطق المستعمَرة ..مما يخلق عنفا واحتقانا مضادا لا يجد صداه إلا بشن عمليات مماثلة بهدف زعزعة ولو بشيء يسير أمن العدو وإرهاب شعبه ..
ولعل من أهم أسباب عدم تدخل الأمة العربية في وقف استنزاف الغرب للأراضي المستعمَرة وقتل شعوبها بغير حق هو كونهم مدينين للغرب وتابعين له في سياساته الذي يقتضيها الوفاء بالتزامات صندوق النقد الدولي والبنك الدولي الذي يموّل جل اقتصادات الدول العربية الضعيفة ..فهم يعلمون أنهم على شفا جرف هار إن تخلت عليه دول الغرب انهار به في كساد وبوار مطلق ..ولا يملكون التضحية بما في يديهم في سبيل كسب البلاد المستعمَرة وتحرير بني جلدتهم خوفا من ضياع التنمية والأمن ..إنهم في صراع من أجل الحياة ولأن يحيا شعب ويقوى خير من أن يحيا الكل ولا يقوى أحد !! وهذا هو منطقهم..وتلك نواياهم وما يضمرون ..
ماذا فعل الغرب كي نرأف بحالهم .. يوميا يقوم الأمريكيون والروس والفرنسيون بإبادة المدنيين في سوريا، دون أن نحزن عليهم، وبشكل شبه دائم يتم قصف فلسطين من قبل إسرائيل بما يخلف آلاف بل ملايين القتلى الأبرياء بدون أن نعير لذلك أي بال ..وانظروا ماذا فعل الإستعمار في أراضينا وشعبنا ..فهل من مذكر !!
إن بذور التنضيمات الإرهابية هي قديمة وعميقة ولها علاقة بالإحتلال الغربي لدول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ..ولن يتم التخلص منها بسهولة ..وهي في احتدام دائم وتأهب مستمر ما لبتت قوات الغرب تحوم في سماء الشرق وما لبتت مخالبه وأنيابه طاعنة في الدول الإسلامية ..
ولعل بيت القصيد الذي يفك معضلة هاته الهجمات الإنتحارية ..هو اقتصار حدوثها في دول بعينها كدول أوروبا وأمريكا وعدم حدوثها في أخرى كالصين أو كوريا الجنوبية لأن هاته الدول مسالمة وليس لها أي علاقة صراع مع الدول الإسلامية ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كينيا: قتلى وجرحى إثر تفريق الشرطة مظاهرات مناهضة للحكومة في


.. احتجاج أمام شركة -سيمنز- الألمانية رفضا لتعاونها مع إسرائيل




.. تأثير الذكاء الاصطناعي في الحروب


.. السياسي العراقي فائق الشيخ علي يوجه رسالة لحسن نصر الله: -كي




.. الإفراج عن عشرات أسرى الحرب الروس بعد تبادل للأسرى مع أوكران