الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أطفال سوريا في يوم الطفل العالمي

ماجد ع محمد

2015 / 11 / 20
حقوق الانسان


"ثمة شيء واحد يتشارك فيه جميع الأطفال، ألا وهو حقوقهم،
فلكل طفل حق في البقاء والنماء، وفي التعليم، وفي التحرّر
من العنف وسوء المعاملة، وفي المشاركة وإسماع الصوت "
ما قيل أعلاه هو مقتبس من كلمة الامين العام للأمم المتحدة بان كي مون في رسالته العام الماضي بذكرى يوم الطفل العالمي، وبمناسبة حلول يوم الطفل العالمي هذا العام، نلفت عناية الأمين العام والدول التي تسمى بالصديقة والمعنية بحقوق الطفل، بأن تعاسة أوضاع الأطفال والطفولة في سوريا لا تزال على حالها، فحبذا لو يلتفتوا مجدداً الى يؤمنون به، والى ما يحدث في سوريا حتى الآن من قتلٍ وآلامٍ وفواجع، حيث أن هنالك مئات الآلاف من الاطفال لا يزالون يتجرعون ويلات الحرب يومياً منذ أكثر من أربع سنوات، ولا يتمتعون بأي حقٍ من حقوقهم المنصوص عليها في شرعة الامم المتحدة والتي أقروا جميعاً بأهميتها والعمل وفقها.
كما ووفقاً لما ورد في رسالة الأمين العام نفسها بأن تلك هي الحقوق الأصيلة للإنسان، ويُعد تمتُّع الأطفال بها أمراً حتمياً غير قابلاً للتصرّف مثلما هو الحال بالنسبة إلى البالغين، وبما أن الاتفاقية مصدّقٌ عليها تقريباً من قِبل معظم الدول، وهي التي تركت وقت صدورها أثرا مهماً في كل مناطق العالم، حيث تمّ من وحيها إحداث تغييرات في القوانين والسياسات الكثير من الدول، وفي النظرة إلى الطفل كصاحب حق، باعتبار أن له الأولية لدى بني الانسان في أوقات السلم وأوان الحروب، لذا فحري بالدول الديمقراطية اليوم أن تولي اهتمامها بالطفل السوري، وتحاول إنقاذ ما يمكن إنقاذه في سوريا التي تعيش أسوأ حالاتها فيما يتعلق بالإنسان السوري ككل والأطفال بوجهٍ خاص.
ومعلوم أن دول العالم الموقعة على اتفاقية حقوق الطفل في عام 1989 قد تعهدوا إلى الأطفال: بأن يبذلوا قصارى جهودهم لحمايتهم وتعزيز حقوقهم في البقاء والنماء والتعلم والنمو، ولإسماع أصواتهم وتمكينهم من استخدام إمكاناتهم كاملة، إلا أننا في عام 2015 ولا يزال الأطفال السوريون يمرون بأسوأ الظروف في مخيمات النزوح، ويتجرعون أقسى المحن التي سبق ومرت على أطفال العالم في بقع أخرى من الكرة الأرضية، إذ أن معاناتهم تبدأ في خيم بائسة لا تقي حر الصيف ولا برد ومطر الشتاء، ولا تنتهي بعدم توفر مدفأة تبث الدفء أو بطانيات كافية تبعد عنهم شبح المرض، حتى أن ما يصلهم من غذاء لا يكفي لنمو أجسادهم الناحلة، هي إذن معاناة مستمرة ومتزايدة مع ازدياد حالات النزوح، ومأساة مهملة من قبل المجتمع الدولي الذي لم يعد يقم بواجباته الانسانية كاملةً تجاه مستقبل أجيال كاملة مهددة بالموت أو الضياع، هذا عدا عن الذين فقدوا حياتهم في عُرض البحار وقد مثلت صورة الطفل آلان كوباني الذي أدار ظهره للعالم على إحدى الشطوط في تركيا اختزالٌ لمئات الحالات المماثلة التي لم ترى النور، ولا ربما انتبهت إليها وسائل الاعلام المحلية والاقليمية والعالمة.
لذا فإن مرور ما يزيد عن ربع قرن على تلك الاتفاقية لهو حقاً حدث جدير بالتذكير والاحتفال، ولكن على الدول الموقعة على بنود وفحوى تلك الاتفاقية القيام بما هو أكثر أهمية من الاحتفال بالمناسبة نفسها، وعليهم أن يجددوا التزامهم تجاه ما يؤمنون به، والعمل على تأمين واستعادة ولو جزء يسير من الحقوق المسلوبة والمنتهكة لأطفال بلادنا، بما أن أطفال سوريا هم الجزء الأبرز من أطفال العالم الذين لا يزالون في أوج محنتهم الانسانية، وعلى المجتمع الدولي بمختلف مؤسساته ومنظماته، وكذلك على الدول التي عدّت نفسها صديقة الشعب السوري، ألا ينسوا في زحمة الانشغال بذكرى التأسيس والتوقيع على الاتفاقية، واجباتهم الانسانية تجاه أطفال مخيمات الداخل والخارج، وألا يتناسوا حال الطفولة المهدورة في سوريا ككل.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اللاجئون السوريون -يواجهون- أردوغان! | #التاسعة


.. الاعتداءات على اللاجئين السوريين في قيصري بتركيا .. لماذا ال




.. الاعتداءات على اللاجئين السوريين في قيصري بتركيا .. لماذا ال


.. الحكم بالإعدام على الناشطة الإيرانية شريفة محمدي بتهمة الخيا




.. طفل يخترق الحكومة التركية ويسرب وثائق وجوازات سفر ملايين الس