الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بين الملاكم (تايسون) و(فيصل القاسم) ثمة جثة..!!؟

كريم كطافة

2005 / 11 / 1
الصحافة والاعلام


السيد (تايسون) هو ملاكم أشهر من نار على علم، إن كان بتسديداته الخانقة لتنفس خصمه أو في عضه لإذن الخصم في حالة فشل تلك اللكمات. أما السيد (القاسم) فهو الآخر أشهر من نار على علم، إن كان في جلسات الملاكمة التي يقودها أسبوعياً من على شاشة فضائية (الجزيرة) لخصمين لدودين يختارهم بمعرفته الخاصة بصفته الحكم ومؤشر الخط أو في مقالاته التي يكتبها في وقت الفراغ، وتشبه في نواحي عديدة منها عض إذن الخصم بعد فشل الوسائل الأخرى. هو إسلامي، عروبي، قومي، عشائري، متعصب، شديد الغيرة على مصالح البلاد والعباد من غزوات الكفرة خلف الحدود، في جلسات الملاكمة الإعلامية وهو نفسه بشحمه وعظمه وبمقالاته، ليبرالي ديمقراطي، حضاري، عصري، مناصر لحقوق المرأة والأقليات، داعياً للانفتاح على الغرب ليس بفتح الأبواب بل بقلع تلك الأبواب. والمراجع لمقالاته المنشورة في مواقع ألكترونية عديدة سيصطدم بهذا الأمر. حتى أن أول سؤال يتبادر إلى ذهن القارئ: هل هذا هو نفسه (فيصل القاسم) صاحب برنامج الملاكمة الشهير..!!؟؟
الوشيجة المشتركة بين السيدين (تايسون) و(القاسم) هي اللكم تحت الحزام في حالات الحصار والعض في حالة الشعور بالهزيمة. ولا أدري ما الذي دعا السيد (القاسم) في مقاله الموسوم بـ(متى يُحسن السوريون التعامل مع الإعلام؟) المنشور في جريدة (الشرق) القطرية ليوم الأحد 20/10 وبعض المواقع الالكترونية، إلى استعارة التشبيه التالي: (.. ومما يزيد الطين بلة أن المعركة الدائرة بين الإعلام السوري والإعلام الخارجي أشبه بملاكمة بين الملاكم العالمي مايك تايسون وهو من الوزن الثقيل وملاكم آخر من وزن الريشة. ولا داعي للشرح كم يستطيع الملاكم خفيف الوزن الصمود أمام لكمات تايسون..) ثم يستدرك السيد (القاسم) أن الوقت قد فات (..كلنا يعلم أن العليق لا ينفع عند الغارة. فلا يمكن معالجة إعلام ميت سريرياً).. أهي الصدفة من قادت هذا الإعلامي الملاكم إلى هذا التشبيه أم هي الوشيجة التي زعمت أنا أنها حاصلة بين الاثنين..؟
على أية حال، هذا الإعلامي اللامع يعتقد في مقاله؛ أن لب المشكلة التي تعاني منها (سوريا) شعباً وحكومة، هي مشكلة إعلامية، لأن الحكومة السورية لم تحسن استمالة قلوب وعقول الإعلاميين العرب والأجانب في معاركها الخارجية، كما تدبرت وضع رجال أمن أميين وتافهين في ثغور البلد الحساسة، لمرمطة وبهذلة الداخلين والخارجين من الإعلاميين السوريين والعرب. مما دفعه حسه الوطني المرهف بتقديم عدد من النصائح التي لو اتبعتها الحكومة السورية، لخففت من وقع الكارثة التي لا محال هي واقعة على رأس البلد. ولم ينسى تذكير المسؤولين السوريين باهتمام القبائل قبل الإسلام بشعرائهم ودور أولئك الشعراء.. وفاته في الحقيقة التذكير بتجربة النظام العراقي مع الإعلام العربي، والنجاح المهول الذي اجترحته كوبونات النفط العراقي والرشاوي العينية الأخرى في استمالة قلوب وعقول الإعلاميين والفنانين والكتاب والشعراء ومن وراءهم المشاهدين العرب من الماء إلى الماء.. أظن أنه نحى هذه التجربة الناجحة والمنسجمة مع منطق مقاله، لسببين أحدهما أن الميزانية السورية لا تحتمل والثاني أنه هو نفسه كان بطلاً لا يشق له غبار في تلك المنازلة الإعلامية التي ناصروا فيها أخاهم الظالم على الغريب، ليظهر في الأخير أن ذلك الغريب ليس أمريكا ومن لف لفها، بل هو الشعب العراقي نفسه الذي كان ضحية لذلك التضليل والتدجيل. وعلى العموم كان مضمون المقال من الألف إلى الياء لم يتجاوز عرضاً تجارياً قدمه هذه الإعلامي اللامع إلى الحكومة السورية بعنوان: أنا هنا..
الآن، وبغض النظر عن جدوى أو عدم جدوى تقديم نصائح لميت سريرياً، لكن، هل حقاً أن مشكلة النظام الحاكم في سوريا هي مشكلة إعلامية..؟
هل أن مشكلة النظام الذي يحكم بذهنية أن (البعث جاء ليبقى) و (إلى الأبد.. إلى الأبد) هي مشكلة إعلامية.. هل تحويل نصف عدد الأيدي العاملة للشعب السوري إلى عناصر أمن في أجهزة مرقمة بشفرات لا أحد يعرف إليها مدخلاً أو مخرجاً هي مشكلة إعلامية.. هل تحويل النصف المتبقى من الأيدي العاملة إلى مرتشين ولصوص وشحاذين رسميين، فقط ليبقوا هم وعوائلهم على قيد الحياة هي مشكلة إعلامية.. هل المتاجرة على مدى أربعة عقود بقضية تحرير فلسطين من الماء إلى الماء والمتاجرة بكل قضايا التحرير لأي شعب من الشعوب وإن كان في أحراش أفريقيا أو غابات الأمازون مع إهمال قضية الجولان السوري المحتل هي مشكلة إعلامية.. هل تضييع أثر السجناء السياسيين واغتيال المعارضين مشكلة إعلامية.. هل احتلال لبنان لما يقارب الثلاث عقود والخروج المخزي منه بعصا القرارات الدولية هي مشكلة إعلامية.. هل الغضب الذي يعتمر في قلوب اللبنانيين لما لاقوه على أيدي الأجهزة الأمنية السورية هو مشكلة إعلامية.. هل تلك الوقائع المتطابقة التي عرضها السيد (ميليس) والتي تشير إلى دور مؤكد للمخابرات السورية في اغتيال (الحريري) هي مشكلة إعلامية.. هل الحقد والكراهية التي أخذت تنمو وتكبر في قلوب العراقيين مما يفعله النظام السوري في محنتهم اليومية هي مشكلة إعلامية، علماً أن الوشائج الإنسانية بين الشعب العراقي والشعب السوري ليست أقل أو اضعف من تلك الوشائج بين السوري واللبناني.. هل.. وهل.. والقائمة تطول.. وإذا كانت كل تلك مجرد مشاكل إعلامية.. ألا تدلني أيها السيد ما هي المشكلة الحقيقية للنظام السوري..؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سائقة تفقد السيطرة على شاحنة وتتدلى من جسر بعد اصطدام سيارة


.. خطة إسرائيل بشأن -ممر نتساريم- تكشف عن مشروع لإعادة تشكيل غز




.. واشنطن: بدء تسليم المساعدات الإنسانية انطلاقاً من الرصيف الب


.. مراسل الجزيرة: استشهاد فلسطينيين اثنين بقصف إسرائيلي استهدف




.. وسائل إعلام إسرائيلية تناقش إرهاق وإجهاد الجنود وعودة حماس إ