الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قافلة الرحيل

مهدي الحسناوي

2015 / 11 / 21
مواضيع وابحاث سياسية


قافلة الرحيل مهدي الحسناوي
تخطف السياسي الجلبي ، و الشاعر عبد الرزاق عبد الواحد
قبل فترة خسر العراق الشخصية الوطنية المثيرة للجدل الدكتور والسياسي احمد الجلبي عراٌب القضية العراقية في زمن المعارضة العراقية قبل عام 2003 والذي وافته المنية في بيت أبيه في مدينة الكاظمية وليس في القصور الرئاسية.
والدكتور الجلبي من مواليد 1942في العاصمة بغداد وتربى في بيت ملؤه الرفاهية والغنى والعز فوالده التاجر المعروف عبد الهادي الجلبي صاحب اغلب مطاحن العاصمة بغداد ، وقد ترك الراحل الدكتور الجلبي العراق في عقد السبعينات من القرن الماضي وتنقل بين عدة عواصم عربية وعالمية معارضا لسياسة النظام الدكتاتوري البائد وتعرض الى الملاحقة من قبل مخابرات ازلام النظام في سفاراته الاجرامية لكنه وقف شامخا كالنخل العراقي معارضا للدكتاتورية المشؤومة.
لقد ساهم المرحوم الجلبي بدور فعال بإسقاط نظام صدام بالتعاون مع المجتمع الدولي وأسس المؤتمر الوطني والذي كان يمثل تيارا سياسيا جمع صفوف المعارضين لذلك النظام انذاك وكان لهذا المؤتمر مقرات نضالية في شمال العراق في مرحلة التسعينات من القرن الماضي ولعبت هذه المقرات دورا نضاليا فعالا كالفصائل الاسلامية بمقارعة ذلك النظام ودك اوكاره الحزبية.
وبعد اسقاط النظام السابق من قبل دول التحالف برئاسة الولايات المتحدة الامريكية عاد الجلبي مع العشرات من المعارضين لذلك النظام الجائر الى وطنهم الام وساهم في بلورة وتأسيس مشروع سياسي عراقي يضم كافة الفصائل والاحزاب العراقية وذلك لتشكيل حكومة عراقية تضم هذه الفصائل بالرغم من التحديات الكبيرة التي واجهتم لتحقيق هذا المشروع او المشهد السياسي .
وبرزت الاحزاب الاسلامية العراقية في المشهد السياسي باستلامها زمام السلطة في العراق ، في وقت كان عراب القضية العراقية الجلبي لم يعطى مكانته الحقيقية في هذا المشروع بسبب الاستحواذ على السلطة من هذه الاحزاب وكذلك الجفاء منهم لهذه الشخصية ولكن ان هذه المواقف من (اخوة يوسف)لم يثني المرحوم الدكتور الجلبي من اداء دوره الوطني في حل اغلب القضايا الامنية والسياسية في تلك الفترة ، فكان يخاطر بنفسه لحل تلك المشاكل وبالاخص الامنية ، فضلا عن دوره الفاعل بتأسيس مايسمى ب(البيت الشيعي) والذي اصبح فيما التحالف الوطني .
لقد اثيرت الشبهات والتهم حول هذه الشخصية اي الجلبي وبالاخص بعد رحيله وكتبت العشرات من التعليقات في مواقع التواصل الاجتماعي لكنها ردود افعال متباينة حول هذه الشخصية احدهم ترحم عليه باعتباره انقذهم من جور الطاغية صدام وأخر اتهمه بالعمالة للمخابرات الامريكية وغير ذلك ، لكنني اقول رحم الله الدكتور الجلبي الانسان والسياسي والمناضل الذي ساهم بشكل كبير بإسقاط نظام البعث اما الكلام الاخر عنه فأنه لايغير من سيرة ومسيرة هذا الانسان الوطني المخلص لعراقه رغم التشويه الذي تعرضت هذه الشخصية من قبل وسائل اعلام لاعراقية مشبوهة التمويل تحاول اسقاط هذا المشروع السياسي العراقي ومعاداتهم للجلبي وغيره لانه اسقط سيدهم صدام وترأس هيئة اجتثاث حزبه الجائر حزب البعث القمعي وهذه الحملة الاعلامية والحرب النفسية نفسها يتعرض لها شخصية وطنية اخرى من نفس هذه الوسائل المشبوهة لتسقيطها وتقف وراء هذه الاشاعات والحرب الكلامية الشعواء اجهزة مخابرات لدول اقليمية عربية خليجية وسماسرة عراقيون مقيمون في عمان والقاهرة.
وبعد رحيل الجلبي اختطف قطار الموت الشاعر عبد الرزاق عبد الواحد شاعر القادسية المشؤومة و لكن شتان بين موقف الاثنان فرحيل الجلبي خسارة للمشروع السياسي العراقي اما رحيل عبد الواحد فقد طوى عمرا طويلا من المديح لطغاة الشعب ولانرثيه ابدا لانه ساهم بقمعنا وقتلنا وتشريدنا بينما الجلبي ساهم بمعارضتة النضالية التي ساهمت مع جهد المجتمع الدولي بإسقاط صدام حسين ودكتاتوريته السوداء والشاعر عبد الرزاق عبد الواحد اوغل بالتمجيد ومدح طاغية العراق ودكتاتوريته البائسة طوال عمره وعندما نتحدث عن سيرة سياسي عراقي او اديب راحل لانتحدث فقط عن نتاجه الفكري او السياسي بل نتحدث عن مواقفه الوطنية مع شعبه فالجلبي كان مع شعبه والشاعر الراحل عبد الواحد كان ضد شعبه بموافقه ومدحه لصدام حتى بعد اسقاطه.
وأخيرا ان قافلة الرحيل تخطفنا الواحد تلوا الاخر ولكن يبقى السؤال الاهم من منا يرحل وهو يطرز حياته بمواقف وطنية ؟ ، ومن منا يسعى ان يرضى لنفسه ان يكون بطانة للسلطان ويسخر قلمه ونصوصه الادبية لهستيريا الحاكم وحروبه الكارثية؟.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. التبوريدة: فن من الفروسية يعود إلى القرن السادس عشر


.. كريم بنزيمة يزور مسقط رأس والده في الجزائر لأول مرة




.. بعد إدانة ترامب.. هل تتأثر فرص فوزه في الانتخابات الرئاسية ا


.. لابيد يحث نتنياهو على الاستجابة لمقترح بايدن بخصوص اتفاق غزة




.. الوسطاء يحثون إسرائيل وحماس على التوصل لاتفاق هدنة في غزة