الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بسرعة الضوء ..!!

قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا

2015 / 11 / 21
مواضيع وابحاث سياسية


بسرعة الضوء ..!!
صديقي الحاصل على الدكتوراة في الفيزياء أجهد نفسه كثيراً ، لكي يشرح لي النظرية النسبية ، وكيفَ أن وصول جسم الى سرعة الضوء ، قد يحوله الى ضوء ، فماذا إذا تجاوز سرعة الضوء ؟! ناهيك عن شرحه لموضوع زيادة الكتلة وتباطؤ الزمن !!
هذا على الأقل ما علقَ بذهني من شروحه المتواصلة ، وأظنُّ بأنه فقدَ الأمل مني ومن فهمي لهذا الموضوع المُعقد بالنسبة لي ..
لكن وعلى صعيد الخيال ، فأجمحُ بخيالي أحياناً بسرعة الضوء ، وأبني لنفسي وعائلتي وشعبي "قصوراً" في الخيال، ليست قصوراً مادية ، على كل حال ، ولكنها "قصور" مبنية من مواد "غريبة " على عالمنا العربي ، كالحرية ، الديموقراطية ، المساواة الجندرية الكاملة ، الليبرالية والثراء الفكري .. لكنني أعلم أنها "أحلام يقظة" ، ليس بالضرورة أن تتحقق في حياتي ..!!
لكن ، هل العودة في الزمان ممكنة ؟؟ نعم ، في بعض أفلام الخيال العلمي ، لكن في الواقع ، فهذا أمرٌ مستحيل طبعاً؟ إذن ما الذي تُحاولهُ داعش ومثيلاتها ؟؟ ألا تطمح بالعودة إلى الماضي بطفرة خلفية داروينية؟!
داعش ومن وجهة نظري ، "تكشف" القناع عن "وحشية" الإنسان ، والتي كانت مقننة و"مُزوقة " بكم هائل من مواد التجميل ... !!
نعم ، سادت وحشيةٌ في القرن العشرين ، لكنها كانت تحت غطاء "المصالح" و"الأيديولوجيات" ،"الدفاع عن الحريات" ، "تطوير الشعوب " و"تصدير الثورات " ، وخلافها فداعش لا " تختبيء " خلف "مواد تجميل" ، فهي تقتل وتتوحش بهدف لا تُخفيه ، وهو فرض نهجها وفكرها بقوة التوحش ..!!
ومن أجل هذا فهي تستند إلى موروث يدعم توجهاتها ، وتلتزم بقراءة محددة بسيطة وسطحية ، إما "نحن "(أي نهجنا وممارستنا) أو إما "انتم" (المغايرون والمختلفون ) ..!! لذا كان أغلبُ ضحاياها من المسلمين المخالفين ، بناءً على تعريفها ..!!
لا شك لديّ بأن داعش ترغب بتجاوز 14 قرناً بسرعة الضوء ، لتقول بأنها تختصر وتختزل القراءات للنص الديني في صالح "قراءتها " وقراءتها فقط .. لكن وخلال هذه ال14 قرناً حدثت تطورات على البشرية ، وأهمها إحترام الكينونة الإنسانية والتعددية الفكرية ... وهذه أمور لا يُمكن إختزالها أو تجاهلها على الاطلاق..
نعم من مصلحة داعش أن تُسوق نفسها على أنها الإسلام ، لكن ما هي مصلحة كل أولئك (من الملحدين مثلاً) ،أن "يعترفوا " بأن داعش هي الإسلام والإسلام هو داعش ؟؟!!
أعتقد بأن "وصم" عموم المسلمين بالداعشية ، هو خطأٌ ساذج في أحسن أحواله ، أو "خطيئة" كبيرة بحق الحقيقة ..!! في النهاية (ودون تخطيط ) يتفق هؤلاء مع داعش ، ويسيرون بسرعة الضوء من القرن السابع الى القرن الحادي والعشرين متغاضين عن كل ما مرت به البشرية ، ومن ضمنها المسلمون من تغيرات في كافة مناحي الحياة . فهي( أي داعش ) تعمل كل ما في وسعها من "وحشية" ، بهدف الحصول على إعتراف بأنها الاسلام الحقيقي والفرقة الناجية الوحيدة ... وأن صورتها هي صورة مِرآة للإسلام، وهؤلاء يساندونها .
عِلماً بأن 90% من المسلمين لا ينتمون مذهبيا إلى المذهب الفقهي الداعشي ، ولديهم قراءات مختلفة بل ومتناقضة مع القراءة الداعشية ..!!
ومع ذلك ، فداعش ، "تُقدم " خدمة ، ( رغم ان العالم في غنىَ عن خدماتها) ، وهذه الخدمة هي إجبار المسلمين على مراجعة موروثهم الفقهي ، لا بل الى إتخاذ موقف واضح ، مع داعش أو ضدها ..!! ووصل الأمر بأن يرحب رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بالتدخل الروسي في سوريا وإعتباره دفاعا عن الاسلام والمسلمين ..!!

رابط الخبر:
https://arabic.rt.com/news








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - عذرا
قاسم حسن محاجنة ( 2015 / 11 / 21 - 13:00 )
الرابط المرفق ينتح على الصفحة الرئيسية
يرجى كتابة قره داغي في البحث وقراءة الخبر في الموقع


2 - العزيز قاسم حسن محاجنة المحترم
عبد الرضا حمد جاسم ( 2015 / 11 / 21 - 14:56 )
محبــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة و ســــــــــــــــــــــــــــــــــــــــلام
غبت البارحة عن مقالتك و لم اكن راغب...غبت لا خوفاً و انما رغبت ان لا اجرح لان التطرق لهذا الموضوع يحتاج الى توضيح قد يكون فيه التجريح لازم حاولت ان اكتب لك على خدمة راسل الكاتب لكني محروم منها كما اني محروم من الاعتراض على التعليقات او طلب حذفها...لكني قبل ان تظهر مقالتك ارسلت رسالة للعزيز وزكار عقراوي المحترم معلناً تضامني معه و مع هيئة الحوار المتمدن
................
بخصوص مقالتك اليوم اليك ما اتمنى ان يحفظه عن ظهر قلب كل انسان و ان يُترجم الى كل اللغات و ان يُدرس في كل المراحل الدراسية في كل العالم لأن كل كلمة فيه افضل من نص من النصوص التي يدعي اتباعها انها مقدسة...اليك
.........................................
انطوان ليريس صحفي فرنسي سقطت زوجته برصاصات الإرهابيين في مسرح بتاكلان.
نشر نصا،
قال انطوان ليريس
-لن امنحكم حقدي-
-مساء الجمعة، سرقتم حياة إنسان استثنائي، حب عمري، ام ابني، ولكنني لن امنحكم حقدي. لا أعرفكم ولا اريد ان أعرفكم، ذلك انكم ارواح ميتة.
يتبع لطفاً


3 - اكرر التحية
عبد الرضا حمد جاسم ( 2015 / 11 / 21 - 14:59 )
انكم ارواح ميتة. اذا كان هذا الاله الذي تقتلون، بصورة عمياء، من اجله قد خلقنا على صورته، فان كل رصاصة في جسد زوجتي هي جرح في قلبه.
لا، لن امنحكم هدية ان احقد عليكم، لقد اردتم ذلك ولكن الرد على الحقد بالغضب يعني الاستسلام للجهل الذي يجعلكم على ما انتم عليه. تريدون ان اخاف، وان أراقب من حولي بعين الريبة، وان أضحي بحريتي من اجل امني، لقد خسرتم، لان هذا اللاعب سيواصل لعبته.
هذا الصباح، شاهدتها، اخيرا بعد ليال وأيام من الانتظار. كانت جميلة كما كانت عندما غادرتني مساء الجمعة، كما وقعت مجنونا في حبها قبل اثني عشر عاما. المؤكد ان الحزن يدمرني، اعترف لكم بهذا الانتصار الصغير، ولكنه انتصار قصير الامد، لأنني اعرف انها ستصاحبنا كل يوم وأننا سنلتقي في جنة الأرواح الحرة التي لن تروها ابدا.
نحن اثنان، ابني وانا، ولكننا اقوى من كل جيوش العالم. ليس لدي المزيد من الوقت لكم، لان ملفيل يستيقظ من نومه، عمره لم يتجاوز السبعة عشر شهرا، سيتناول وجبته مثل كل يوم، ثم سنلعب معا مثل كل يوم. هذا الطفل سيمتهنكم طوال حياته لانه سعيد وحر، لأنني، لا، لن امنحكم حقدي


4 - السلوك الداعشي
عتريس المدح ( 2015 / 11 / 21 - 15:20 )
السلوك الداعشي النابع من أعماق الفكر الوهابي، استفاق من دياجير التاريخ المظلم لابن تيمية على أيدي المخابرات الغربية منذ بدأت مصالح الرأسمالية الامبريالية للغرب في المنطقة, وكان الهدف منها بناء شد منيع أمام الفكر الشيوعي، وطور الغرب من تعميق وغرس هذا الفكر بأموال النفط الخليجي ليشكل مع اسرائيل الرديف ضد آمال وطموحات شعوب المنطقة بالتطور والتقدم والاستقلال، وزادت حدة العمل على بعث هذا الفكر ضد الثورة الاشتراكية في أفغانستان بإنشاء القاعدة لمحاربة عملية التقدم ومنع السوفييت من أفغانستان، ومع احتلال العراق وصعود ايران كقوة معادية لاسرائيل ولدول الخليج والغرب وبتصاعد قوة حزب الله في وجه العدوان الصهيوني جاءت داعش كصورة متناغمة للقاعدة على درجة أعلى من الوحشية لتمعن التخريب ضد شعوب المنطقة بالدعم المالي الخليجي وبالتواطؤ والدعم التركي والغربي والاسرائيلي
وهاهي الاسرار تتكشف واحدا تلو الاخر عن النشأة والبعث للقاعدة وداعش كأدوات عدوان ورؤؤس حراب ضد شعوب المنطقة حتى لا يفقد الغرب اليوم ميزات القطب الدولي الواحد، لكن ستأتي الرياح يوما بعكس ما تشتهي السفن


5 - لن امنحكم حقدي
قاسم حسن محاجنة ( 2015 / 11 / 21 - 15:39 )
عزيزي عبد الرضا
تحياتي وشكري على هذا النص
كم هو عظيم هذا الانسان
خالص المودة


6 - العزيز عتريس
قاسم حسن محاجنة ( 2015 / 11 / 21 - 15:41 )
تحياتي
وشكرا على الإضافة التي لا يمكن تجاهلها بتاتا
خالص مودتي


7 - مرة اخرى تحية ملتهبة
عبد الرضا حمد جاسم ( 2015 / 11 / 21 - 15:52 )
https://arabic.rt.com/news/801022-%D9%85%D8%AD%D9%83%D9%85%D8%A9-%D8%B3%D8%B9%D9%88%D8%AF%D9%8A%D8%A9-%D8%AA%D8%AD%D9%83%D9%85-%D8%A8%D8%A5%D8%B9%D8%AF%D8%A7%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%A7%D8%B9%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D9%81%D9%84%D8%B3%D8%B7%D9%8A%D9%86%D9%8A-%D8%A3%D8%B4%D8%B1%D9%81-%D9%81%D9%8A%D8%A7%D8%B6/


8 - العزيز عبد الرضا الورد
قاسم حسن محاجنة ( 2015 / 11 / 21 - 15:59 )
انها دولة دواعش
يجب القيام بحملة تضامن مع الشاعر
تحياتي

اخر الافلام

.. ما أبرز رهانات الدورة الأولى من الانتخابات التشريعية الفرنسي


.. كلمة رئيس حزب -فرنسا الأبية- جان لوك ميلنشون عقب صدور نتائج




.. بسبب التنقيب عن الآثار.. مقتل طفل بجريمة مروعة في مصر


.. بالمسيرات الانقضاضية.. حزب الله يستهدف إسرائيل.. والغرب يحذر




.. حزب الله.. القدرات العسكرية | #التاسعة