الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اطفالنا واراجيح العيد

صبيحة شبر

2005 / 11 / 1
حقوق الاطفال والشبيبة


تتأهبين للاحتفال بالعيد ،،، جهزت ثوبا جديدا ... بالمناسبة السعيدة ،،، خاطته لك أمك من فستان قديم لها ،،، لم يعد ملائما للارتداء ، بعد رحيل والدك ، يطول انتظاركما لأوبته ، ولكن عبثا ، الانتظار يطول ويطول ، ويجثم على صدريكما ، ولا يعود الغائب ، لم تكونا تتوقعان انه سيمكث غائبا ، والغائب لايمكن ان يعود ، في تلك البقعة من الأرض ، الشاسعة ، العصية على الفهم ،،حذاؤك الذي ابتاعته الوالدة منذ شهور ، ما زال يبدو جديدا ،يمكنك ارتداؤه في العيد القادم ،،وتظهري احتفالك بالمناسبة العزيزة التي تهيأت لها منذ شهور ، أوشك شهر رمضان على الرحيل ، وتوديع العالم ، لينبثق هلال شهر آخر ، أمك لا تبخل عليك بشيء من الأشياء ، تسارع دائما إلى تحقيق ما تحلمين به ، وأحلامك ميسورة ليس من العسير الاستجابة لها ، والعيد آت ،رغم رحيل الوالد ، واستمرار غيابه ، وعدم علمكما أين يمكن أن يكون ؟ وهل لازال على قيد الحياة ، أم انه أبيد ، كالآلاف من أبناء وبنات شعبنا الطيبين ،لم تكوني تعلمين لماذا يغيب الناس ، بعد خروجهم من المنزل ؟ولماذا يطول انتظاركم لأوبتهم ؟ وتمضي الأيام والسنين ، ولا أحد يعود ،، لم تكوني تعرفين ما الذي يحدث لهم ، فيجبرهم على الابتعاد عن أفراد أسرهم ، والنأي عن أحبابهم ،، وأصدقائهم ، كنت تسالين أمك ، عن السبب ، فتبدو عليها الحيرة ، وعلامات التفكير الأليم ، ثم تتنهد وتقول : الله أعلم ،، عرفت بعد ذلك السر ، وراء الغيابات الكثيرة والمتكررة لأناس أعزاء ، على قلبك ، يكنون لك الحب ويعطفون عليك ، يحنون على طفولتك المحرومة ، ويرأفون بالبراءة التي تتصفين بها ، وصارت من الخلال التي تدل عليك ،عرفت السر عندما توصل الناس الى أماكن المقابر الجماعية التي أنشأها النظام المقبور ، جثة على جثة ،، وعظام احد الأشخاص تتوسد عظام شخص آخر ، عرف البعض جثامين ذويهم ، من ملابسهم التي كانوا يرتدونها ،
تذهب أمك لشراء ما يلزم لعمل حلوى العيد وهي ماهرة في صنع ألوان متعددة ، وأصناف مختلفة ، ، وقد جهزت لك الفستان ، والحذاء الذي تملكين ما زال محافظا على جدته ، سوف لن تكوني اقل جمالا من صديقاتك ، وأنت جميلة ، ذات شكل حسن وجذاب ، فستانك جديد ، حذاؤك ملائم ، وأنت تذهبين مع بنات الجيران إلى ساحات الملاعب ، تركبين الأراجيح ، تتمتعين بها ، يدفعونك الى الأعالي وأنت تقهقهين ، وتقهرين شعورا بالخشية ينبعث من أعماقك أن حبال الأراجيح ليست بالمتانة المناسبة ، تضحكين على خوفك ، وزنك ما زال خفيفا ، لا موجب للقلق ، لم تذهبي الى البساتين ولم تتمتعي برؤية الورود ذات الأشكال المتنوعة والألوان المختلفة ، لم تنشقي شذاها الفواح ، لم ترغب صديقاتك في ان يصحبنك الى الأراجيح في الأعياد السابقة ، فالحزن مخيم على الجميع ،والقلوب تئن من وجع ثقيل ، لايمكن التغاضي عنه
اليوم تغير الحال ، أصبح الأطفال فرحين ، يضحكون بملء إرادتهم ، وحلت البهجة في ربوعهم
تسمعين رنينا متواصلا من جرس الباب ، أمك جاءت ، تفتحين الباب ، مجموعة من الناس يحملون أمك ، لم تكن تحمل شيئا ، وكانت هامدة لا قدرة لها على الحراك ، يصيبك الذهول ، تسمعين أصوات لا تفقهين كنهها
- سيارة مفخخة
- لم تتمكني من الاستيعاب ،لماذا ؟؟؟ تساؤل ضخم وكبير يحيط بك ويضيق عليك الخناق ، تفقدين القدرة على الصراخ او العويل ، يبدو انك مأخوذة ، وانك تسيرين في نومك ، تشاهدين الأفواه تتحرك ، إنهم يقولون مالا تقدرين على سماعه ،، جمع من النساء تعرفينهن يصرخن بأصوات عالية ، وأنت غائبة عن الوعي ، أسئلة كثيرة تطرحينها على نفسك ويأبى لسانك ان يعبر عنها ،، لماذا ؟؟؟؟ الآن ؟؟ وقت العيد ؟؟ ولماذا يغيب الآباء والأمهات ولا يعودون ؟؟؟؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. آلاف الإسرائيليين يتظاهرون من أجل عقد صفقة تبادل وضد حكومة ن


.. مظاهرات حاشدة في إسرئيل للمطالبة بعقد صفقة لتبادل الأسرى




.. أتراك يتظاهرون في شوارع ألمانيا: -لا نريد لاجئين في بلادنا-


.. الحياة تبتسم للمهاجرين.. ستارمر يُنجيهم من الترحيل إلى رواند




.. أول إجراء لستارمر بشأن المهاجرين بعد تعيينه رئيسا لوزراء بري