الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تنمية روح المواطنة

زيد كامل الكوار

2015 / 11 / 22
مواضيع وابحاث سياسية


المواطنة تلك المفردة التي تشكل عند البعض من العراقيين مشكلة عويصة لأنه لا يفهم منها غير لفظها من دون معرفة معناها وشروطها وجزئياتها فالمواطنة مفردة تمنح المواطن عادة حق العمل والإقامة والمشاركة السياسية في دولة ما ، أو هي الانتماء إلى مجتمع واحد يضمه بشكل عام رابط اجتماعي وسياسي وثقافي موحد في دولة معينة. وبالرجوع إلى نظرية جان جاك روسو "العقد الاجتماعي" فالمواطن له حقوق إنسانية يجب أن تقدم إليه من جانب حكومته وتؤمنها له وهو في الوقت نفسه تترتب عليه جملة من الالتزامات و مجموعة من المسؤوليات الاجتماعية اتجاه الدولة والمجتمع يلزم عليه تأديتها. ويشتق من مصطلح المواطنة مصطلح "المواطن الفعال" وهو ذلك الفرد الذي يقوم بالمشاركة في رفع مستوى مجتمعه الحضاري ماديا ومعنويا عن طريق العمل الرسمي الذي ينتمي إليه أو العمل لخاص تجاريا كان أو صناعيا أو زراعيا أو العمل التطوعي. ونظرا لأهمية مصطلح المواطنة في توضيح المسؤوليات للمواطن وتثقيفه اجتماعيا ووطنيا، تقوم كثير من الدول الآن بالتعريف بهذا المصطلح وإبراز الحقوق التي يجب أن يتحصل عليها المواطنون، بعد أن يؤدوا ويقوموا بالمسؤوليات التي يجب على المواطن تأديتها تجاه المجتمع فضلا عن ترسيخ قيمة المواطن الفعال في نفوس المتعلمين. أما في القانون فيدل مصطلح المواطنة على وجود صلة بين الفرد و الدولة. وبموجب القانون الدولي فالمواطنة هي مرادفة لمصطلح الجنسية، على الرغم من أنه قد يكون لهما معان مختلفة وفقا للقانون الوطني. والشخص الذي لا يملك ميزة وخاصية المواطنة في أي دولة هو عديم الجنسية . وهناك العديد من العوامل التي تحدد المواطنة: وهي الولادة في الوطن، أو ما يسمى حق التراب، الذي يرتب على المواطن واجب الدفاع عن الوطن والموت في سبيل الدفاع عنه. ثم جنسية الوالدين، التي تسمى أيضا حق الدم التي كانت سابقاً محصورة في جنسية الوالد ، كما هو الحال في بعض الدول العربية ، لكن في السنين الأخيرة ومع حملات حقوق المرأة أصبحت هذه الميزة للوالدين، وتحدد بعض الدول عدد الأجيال التي يمكن أن تحصل على الجنسية من دون إقامة في البلد هذه هي مواطنة وامتيازاتها من حقوق وواجبات وما يترتب عليها، وينبغي للمجتمع إن أراد توعية نفسه وتثقيفها بهذه الثقافة المهمة أن يعمل على تعليم مواد المواطنة مبادئها وأصولها وما يتعلق بها من متعلقات من الحقوق والواجبات المترتبة عليها، على أن تكون تلك المواد مناسبة لمستوى الطالب الدراسي وعلى أن تبقى تلك المادة وتضاف إليها حسب مراحل التعليم المتفاوتة مواد أخرى تتعلق بمبادئ حقوق الإنسان وأصول وحدود الحريات الشخصية التي تسمح بها الأديان والأعراف والقوانين والتقاليد المتعارف عليها ، كما ينبغي أيضا تدعيم ثقافة العمل التطوعي في المجتمع لتعزيز ثقافة الشعور بالمسؤولية اتجاه المجتمع، وضرورة الاشتراك في الفعاليات الجماهيرية مثل التظاهرات الاحتجاجية السلمية والتثقيف باتجاه نبذ العنف في المجتمع واحترام خصوصية الغير واحترام الحريات الشخصية، وحرية الاعتقاد الديني والفكري والسياسي، كما تعزيز روح المواطنة يقتضي من الجهات المسؤولة عن التعليم والتخطيط إشراك الشباب والمراهقين من الجنسين في الفعاليات الاجتماعية الإنسانية مثل حملات التنظيف في المدارس والجامعات والأحياء السكنية لغرض تنمية الحرص على إشاعة ثقافة النظافة في المجتمع والبلد ومساعدة الجهات المسؤولة عن تقديم الخدمات بما يطور أداء تلك الجهات ويرتقي به إلى مستوى يليق بالمواطن، كما ويلزم كذلك تقديم المحاضرات التي تشيد بالأعمال التطوعية والتضامنية مع الفئات المتضررة في المجتمع مثل المهجرين والمتضررين من الأعمال الإرهابية عن طريق مواساتهم ودعمهم معنويا وماديا إن أمكن. بأعمال كهذه بمكن الارتقاء بروح المواطنة وتعزيزها في المجتمع.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل ينتزع الحراك الطلابي عبر العالم -إرادة سياسية- لوقف الحرب


.. دمر المنازل واقتلع ما بطريقه.. فيديو يُظهر إعصارًا هائلًا يض




.. عين بوتين على خاركيف وسومي .. فكيف انهارت الجبهة الشرقية لأو


.. إسرائيل.. تسريبات عن خطة نتنياهو بشأن مستقبل القطاع |#غرفة_ا




.. قطر.. البنتاغون ينقل مسيرات ومقاتلات إلى قاعدة العديد |#غرفة