الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


احمدي نجاد يهدد بإزالة اسرائيل ،خوفا من إزالة نظامه

طه معروف

2005 / 11 / 1
مواضيع وابحاث سياسية


دعا احمدي نجاد رئيس الجمهورية الاسلامية في ايران في كلمة القاها في مؤتمرعقد في طهران بعنوان"العالم بلا صهوينية" الى شطب اسرائيل وازالته من خريطة العالم، لرسم صورة الاسلام السياسي وطبيعته الوحشية في اذهان العالم .وقال ان كلمته تعبر عن رأي الشعب الايراني!!.
ان هذا الامر يعيد الى ذاكرتنا اصداء تلك الخطابات والتهديدات الفارغة التي تنطلق دائما من العواصم العربية تجاه اسرائيل خلال كل الازمات السياسية والاجتماعية التي تمر بها هذه الدول بهدف تضليل الجماهير والقفز على مطالبها. وتتمكن اسرائيل ودائما ايضا من جانب آخر من استثمار تلك التهديدات لكسب المزيد من الدعم والمبررات لسياساتها العدوانية والتوسعية .
هذه النماذج من التهديدات ليست جديدة على الحكومة الاسرائيلية ،فقد هدد النظام المصري ولمرات عديدة "بالقاء اسرائيل في البحر" ولم يمضي طويلا، حتى وجد رأس النظام المذكور" انور السادات" نفسه في تل ابيب واعترف بالحكومة الاسرائيلية .وحاول صدام ابان حكمه المشين استخدام هذه الورقة لكسب الشارع العربي وللتغطية على جرائمه و هدد "بأحراق نصف اسرائيل" وقد واجهت اسرائيل تهديداته بموقف هادئ حتى جائت الحرب الامريكية التي احرقت فيها النظام البعثي والعراق معا دون ان يحرق شيء من اسرائيل او دون ان يلحق بها ضرر.
جاءت تهديدات احمدي نجاد بنفس المضمون ولكن في ظروف واجواء سياسية مختلفة حيث اكبر قوة نووية و حليفة إسرائيل، امريكا على مرمى حجر منه اضافة الى نمو القوة العسكرية الاسرائيلية في العقود الاخيرة بشكل هائل و امتلاكها لأكبر ترسانة نووية جعلت منها قوة نووية لا يستهان به اقليميا وعالميا وليس لها منازع في قدرتها النووية في المنطقة . لذلك فان تهديدات من هذا القبيل ليست مقترنة بقدرة حقيقية عسكرية وجدية بل تدل على ضعف ومأزق النظام وليست دليل قوته وان تضخيم القدرة العسكرية الايرانية المتميزة بضعف مستواها التكنلوجي الحربي مقارنتة بالالة الحربية الغربية والاسرائلية البالغة التطور، هي إدعائات سياسية من كلا الطرفين الايراني والاسرائيلي والغرب الامريكي وليست في محلها وكانت مثل هذه الادعائات حول قدرة عراق العسكرية عشية حرب الخليج تتكررمن الجهات المذكورة .
ولكن من هو المستهدف الاساسي الرئيسي بذلك التهديد؟ و ما هو المغزى السياسي لهذه الرسالة ؟
ان النظام الرجعي الاسلامي الايراني، نظام متأزم ويعيش في ازمة حادة وخانقة متمثلة في تلكوء وعجز مؤسساته الدينية والسياسية وعدم قدرته على مواجهة الحركات الاعتراضية المطالبة بانهائه والقضاء على الحكم الديني بعدما اثبتت التجارب الماضية بطلان وفشل مشاريع ووعود النظام بالاصلاحات. وعلى اثر سقوط هذه الادعائات برز احمدي نجاد بوصفه ممثلا حقيقيا لوجه الحكم الاسلامي الكالح بهدف ابعاد التهديد والاستنكار الجماهيري عن الاسلام والنظام الاسلامي وبدأ منذ بداية حكمه بإنعاش واحياء تلك الادوات والوسائل الخادعة التي دفنها النضال الجماهيري سابقا وباتت من مخلفات الماضي ومن ابرزها الشعارات المعادية لإمريكا واسرائيل اي"انتي امريكا" او "الشيطان الاكبر والشيطان الاصغر" حسب قول الخميني او تصدير الثورة الاسلامية. ان إبراز هذه الشعارات القديمة في الوضع الراهن هي محاولة يائسة من قبل النظام الاسلامي لنقل الكرة من الساحة الجماهيرية الى الساحة الدولية بهدف تغييرمسارالاعتراضات الداخلية والقضاء على مطالبها العادلة و لتخفيف الضغط الجماهيري و من ثم تضليلها. نستنتج من ذلك بان الجماهير الايرانية هي المستهدفة الرئيسية من وراء تهديدات احمدي نجاد الذي يهدد بازالة اسرائيل خوفا من الجماهير الايرانية التي تعمل على ازالته.
ان جماهير ايران تعلم علم اليقين بارتباط النظام بمئات الخيوط بهذه القوى ، فخلال الحرب الايرانية العراقية وتحت عباءة الخميني كانت بواخر وناقلات اسرائيلية-امريكية تحمل حمولتها من الاعتدة والمعدات الحربية للنظام الاسلامي الايراني في عملية عرفت فيما بعد بفضيحة ايران – كونترا او دعم الاجندة السياسية لنظام الاسلامي الايراني من خلال الدعم الامريكي للحركات الاسلامية في العراق وخصوصا الحركات الاسلامية الرجعية الشيعية .
على صعيد آخر جاءت التهديد أعلانا من النظام بكونه يلعب دور القائد للحركات الاسلامية الارهابية في المنطقة وفي العالم بشقيها السني والشيعي وهي إشارة واضحة لإمريكا واسرائيل بشأن عقد الصفقات السياسية معها اقليميا ودوليا لكونه قلعة الاسلام السياسي وله النفوذ على مجمل هذه الحركات المواجهة لإمريكا والاسرائيل وحتى بعض الدول العربية وخصوصا العراق -الذي تحول الى نقطة ضعف امريكا- وبالتالي هي بأمس الحاجة لعقد الصفقات في هذا الشأن مع حكومة ملالي ايران ، ذلك ان كلاهما يحتاج للاخر وبذلك تبغي بهذه التهديدات تفعيل دور الحركات الاسلامية الارهابية لتعقيد الامور في الشرق الاوسط وفي العالم للحفاظ على نظامه الاسلامي الدموي المنبوذ عبر المكتسبات السياسية القذرة على حساب امن وسلامة الجماهير.
اضافة الى ما سبق، وفيما يتعلق بصراع الاجنحة الحاكمة فان التهديد المذكور هو التركيزعلى دور التيار الاسلامي المتشدد الحاكم وابرازه بمثابة قوة مهيمنة وقادرة على التحكم بكل الملفات السياسية الداخلية والخارجية ضمن محاولة بائسة للسيطرة على مجريات الامور السياسية وبالاحرى تهميش دور الاجنحة الاخرى المنافسة على السلطة .واخيرا فان هذا النمط من التهديدات ستكون بمثابة مسرحية سيئة الاخراج وناقصة، لإنه ليس بإلامكان مشاهدة المستهدف المفترض الذي هو اسرائيل على خشبة المسرح حسب قصة التهديد ، وانما ستلج الجماهير الايرانية ساحة المواجهة الساسية وهي تصرخ وتقول لا لهذه المسرحية المهترئة و الفارغة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. امتحان عسير ينتظر إيران بعد وفاة رئيسي.. إلى أين ستمضي طهران


.. إجماع إسرائيلي على رفض قرار الجنائية الدولية ضد نتنياهو بصفت




.. مشاهير يوجهون رسالة إلى زوجة بايدن لحثها على اتخاذ موقف تجاه


.. استشهاد 10 فلسطينيين جراء استهداف الاحتلال منزلا لعائلة الكح




.. وفاة الرئيس الإيراني ووزير خارجيته، ماهي التبعات السياسية في