الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الرؤية الكونكريتية

هاشم تايه

2005 / 11 / 1
كتابات ساخرة


من بين القوائم التي أعدت نفسها للانخراط في صراع المنافسة للفوز بأكبر عدد من مقاعد جمعيتنا الوطنية القادمة بضع قوائم أطاعت توجّسها التاريخي ممّن لا يمكنها إلاّ أن تراه نقيضها الأصمّ وغريمها التقليدي، وخضعت لعدم قدرتها على رؤية ذاتها خارج شرنقة هويتها البدئية وتكوينها الخاصّين بعدما تحوّلا لديها إلى ما يشبه فسيولوجيا قارّة كأنْ لا فكاك منها، ودفعها ذلك إلى الانصباب في كتل صلدة داخل حدود وأسيجة غُلِّقت في انكفاء على الذات خارج مشتركات الوجود والجغرافيا والهموم والتطلعات العامّة...
واللافت للانتباه أن هذه الكتل تتعارض مسمّياتها وعنواناتها المفتوحة سواء أكانت ائتلافاً أم توافقاً أم تحالفاً مع الانتماء البدئي بإطاره المغلق الذي جمع كل واحدة منها في بيت عائلي لا يطرق أبوابه سوى الإخوة يهرعون إليه كلما دعاهم الأب بوجاهة نسبه أو دمه أو سلطانه ليأتلفوا أو يتوافقوا أو يتحالفوا في سوق النزال والمنافسة على الشرف والرياسة مجتمعين كالعصي في حزمة الأب لكي لا ينكسروا ساعة الصراع والتغالب.
وبسبب امتلائها بالماضي الذي تجرّد في وعيها تمثالاً لذكرى متصلة من الانكسار، أو الظفر غدا الأمر بالنسبة لهذه الكتل كما لو أنّها يعزّ عليها أن تمنح ولاءاتها خارج حدود العضوية الضيقة الفاصلة في قلقها الدائم المتبادل الذي يستنفرها ويستثير عصابها ويقيّد خياراتها.
ولهذا لا تستطيع هذه الكتل أن تمحوَ من محيّا الناطقين باسمها في الأضواء تقاطيع القلق والاحتدام الداخلي العنيف والخوف من احتمالات ما تراه خسارة في السباق القادم وضياعاً للفرص السانحة التي تشدّها حبال الماضي والحاضر وتجذبها إلى جهات شتى.
قلق مؤرّق تفضحه أضواء الفضائيات على الوجوه التي تستعرض قواها.. قلق تذكيه مشاعر الرعب من الآخر ويتمّ تمويهه بابتسامة للكاميرات على خلفية من الرموز وبكلمات واستعارات تدعم الرغبات المخذولة في التاريخ أو في الحاضر من أجل كسب الرهان والوقوف على قاعدة الرقم الأول من منصة الانتخابات القادمة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كلمة أخيرة - صدقي صخر بدأ بالغناء قبل التمثيل.. يا ترى بيحب


.. كلمة أخيرة - صدقي صخر: أول مرة وقفت قدام كاميرا سنة 2002 مع




.. كلمة أخيرة - مسلسل ريفو كان نقلة كبيرة في حياة صدقي صخر.. ال


.. تفاعلكم | الفنان محمد عبده يكشف طبيعة مرضه ورحلته العلاجية




.. تفاعلكم | الحوثي يخطف ويعتقل فنانين شعبيين والتهمة: الغناء!