الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المرأة العراقية ودورها في الدولة المدنية

زيد كامل الكوار

2015 / 11 / 22
مواضيع وابحاث سياسية


مما تجدر الإشارة إليه أن الدولة المدنية هي الدولة التي تضمن لمواطنيها جميع حقوقهم المدنية من دون أدنى نقص أو تقصير فالكل سواسية أمام القانون والكل يتمتع فيها بالحقوق الكاملة غير المنقوصة، وهذا ما تحلم به المرأة العراقية التي عانت من الحكومات المتتالية الإهمال والاضطهاد والتهميش، ما دعاها إلى الخروج بقوة في التظاهرات السلمية التي يراهن الفاسدون على أنها ستفقد زخمها الجماهيري جراء الإهمال وعدم الاستجابة والسخرية من المتظاهرين عن طريق إظهار التعاطف مع المتظاهرين وحثهم على التظاهر والمطالبة، في حين يفعل المسؤولون ما يريدون وليقل المتظاهرون ما يريدون، لكن المرأة العراقية لن تتنازل عن المطالبة بحقوقها المشروعة، ولن تتوقف عن الخروج في التظاهرات السلمية المطلبية لتطالب الأرملة بما تستحق من رعاية، والمطلقة بما يؤمن لها الكفاية من ما يستلزم العيش الكريم، ولا ننسى بلا شك إنصاف المعنفات من النساء على يد تنظيمات داعش الإرهابية من النساء الايزيديات المسبيات في نواحي الموصل، أومن الذين يمتهنون المرأة وينظرون إليها نظرة دونية تشف عن تخلفهم الديني والفكري والأخلاقي والحضاري ونقص كبير في الرجولة بلا شك يحاولون إخفاءه والتعويض عنه بالاعتداء وممارسة رجولتهم الناقصة على هذا الكائن اللطيف الوديع وليس الضعيف ، وقد آن الأوان للمرأة العراقية أن تحمل كما عرف عنها وبشجاعتها المعهودة المسؤولية الملقاة على عاتقها وتتمثل هذه المسؤولية في حثها المستمر لزوجها وابنها وأخيها وحبيبها على الخروج في التظاهرات السلمية المستمرة مطالبين بإصلاح الوضع المتردي في البلد من حيث الواقع الخدمي والأمني والسياسي، كما أن من واجب المرأة العراقية المثقفة الواعية توعية عائلتها وأبناءها بالأمور المهمة التي تعتبر من مبادئ الدولة المدنية، كاحترام حقوق الإنسان وتقبل الآخر واحترام الاختلاف والتنوع في المجتمع العراقي ، وتعليم الأطفال احترام الغير وحرية التعبير عن الرأي، واعتبار الإنسان قيمة عليا تسخر من اجل سعادته وكرامته كل الإمكانات المتاحة، وعلى المرأة تثقيف أبنائها وعائلتها بضرورة الإسهام المباشر في الفعاليات الجماهيرية الشعبية كالاستفتاءات والانتخابات البرلمانية والمحلية، لتعزيز روح الممارسة الديمقراطية الضرورية في الدولة المدنية، كما وتقع على عاتق المرأة العراقية المتعلمة مسؤولية الإسهام المباشر في حملات تطوعية تتبناها منظمات المجتمع المدني للقضاء على الأمية عند النساء والنهوض بواقع المرأة العراقية الثقافي المتردي نتيجة التراكم المستمر منذ عقود في مشاكل المرأة العراقية منذ سنين الحصار الاقتصادي الجائر الذي فرض على العراق في بداية التسعينات من القرن الماضي نتيجة السياسة الهوجاء لنظام الحكومة البعثية الدكتاتورية المباد التي اعتمدت العنف والقرارات الارتجالية التي أدت بالعراق إلى ما هو عليه الآن من جراء سياساتها العدوانية اتجاه الإنسانية تحت شعارات قومية فارغة لمس الجميع نتائجها الكارثية على ارض الواقع، تلك السياسات التي أرجعت عجلة التقدم العراقية إلى الخلف عقود طويلة بسبب السياسات التي عزلت العراق عن محيطه العربي والإقليمي والعالمي فأرجعت الأمية التي تم القضاء عليه في أواخر سبعينيات القرن الماضي، ولا ينسى العراقيون معاناة المرأة العراقية في سنوات الحصار الظالم وكيف قامت وعلى عاتقها حمل ثقيل لا تحمله إلا امرأة من طراز خاص فأثبتت أنها امرأة صبورة مبدعة مملوءة بالأمل وحب الحياة وأثبتت أنها تستحق وبجدارة أعلى درجات الاحترام والتقدير والثناء، ما يبعث في النفوس الأمل على استعادة المرأة العراقية عافيتها و تسنمها الدور الريادي الذي يليق بها وتستحقه، إلى ذلك الوقت ينبغي للمرأة العراقية أن لا تستكين للظروف الصعبة الحالية بل تستمر في نضالها وجبروتها وقدرتها العالية على التحمل لتثبت لنا من جديد أنها عصية على التركيع والإذلال والتدجين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. على خطى حماس وحزب الله.. الحوثيون يطورون شبكة أنفاق وقواعد ع


.. قوة روسية تنتشر في قاعدة عسكرية في النيجر




.. أردوغان: حجم تجارتنا مع إسرائيل بلغ 9.5 مليارات دولار لكننا


.. تركيا تقطع العلاقات التجارية.. وإسرائيل تهدد |#غرفة_الأخبار




.. حماس تؤكد أن وفدها سيتوجه السبت إلى القاهرة