الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


علاقة الحذاء بالسياسة ....والفن

يونس حنون

2015 / 11 / 22
كتابات ساخرة


قبل مدة ارسل لي لي احد اقاربي وكان قد هاجر الى الولايات المتحدة في الثمانينات ويعمل حاليا موظفا في احدى كازينوات القمار في ولاية نيفادا رسالة يصف فيها شجارا وقع بين اثنين من العراقيين داخل الكازينو ...وكان يبدو عليهما حسب وصف قريبي انهما حديثا النعمة وربما من اقارب سياسيي هذا الزمان الاسود ....قال قريبي ان الاثنين كانا يلعبان على نفس المائدة ...وان خلافا ثار بينهما بسبب طريقة لعب احدهما فابتدءا بالتلاسن باللهجة البغدادية التي لم يفهما باقي الجالسين الا قريبي الذي كان واقفا على مقربة بسبب طبيعة عمله فاصاخ السمع و فتح اذنيه للآخر وهو ينصت الى شجار لفظي ذكره بعركات بغداد...واذا باحدهما يصرخ بوجه الاخر : لك قندرة ! فهاج الثاني وامسك بتلاليب الشاتم ،وعندها ركض قريبي وافراد الامن وامسكوا بالاثنين لتفريقهما وسحبهما خارج الصالة...و تم اقتيادهما الى غرفة مسؤول الامن في الكازينو للتحقيق في من هو المتسبب ...ومعهما قريبي كشاهد...ولان المتشاجرين لم يكونا يعرفان الانكليزية بشكل جيد او ربما لم يرغبا في نشر الغسيل القذر امام الغرباء فقد امتنعا عن شرح ما حدث والرد على الاسئلة... لذا سأل المسؤول الامني قريبي ان يشرح له بالتفصيل وان يترجم له حرفيا ماذا دار بين الاثنين من كلام قبل التماسك ...وعندما ذكر قريبي ان السبب المباشر هو وصف احدهما للآخر انه "حذاء" ، بدا الاستغراب على وجه ذلك المسؤول الامني الامريكي وسأله : ولماذا يؤدي هذا الوصف الى شجار ؟ واضاف اذا وصفتك بأنك قميص او سترة فهل ستثور علي ؟ وحاول قريبي ان يفهمه ان وصف الحذاء مختلف لدى اخوة هدلة لكن بدون فائدة ، فهو لم يستوعب لماذا نعتبر ذلك شتيمة ...وقد اعتبر قريبي ماحصل موقفا لايخلو من طرافة فقد كتبه بالتفصيل في ايميل لي قائلا اني ربما ساستفيد منه يوما في احدى مقالاتي
وها قد حصل
نعم... وصف المقابل (اجلكم الله) بالقندرة شتيمة تستدعي في تراثنا سحب السكاكين واشهار المسدسات واستنفار العشائر وارسال الوفود للفصل وها خوتي خا.... فما تربينا عليه هو السائد ونعتبره هو الصحيح حتى لو استسخفه الاخرون ...فعندنا مبدأ ان ذكر الانسان مع الاحذية اهانة لاتغتفر ... بينما كان رد فعل جورج بوش عندما ساله الصحفيين عن حذاء منتظر الزيدي الذي طار بالقرب من رأسه هو القول مازحا بأنه يعتقد انه مقاس 10 ... وكان مبتسما عبالك شامر عليه ماي ورد !
هذا تفكيرنا وذاك تفكيرهم ...لست اقول ان احدهما صح والاخر غلط.... فكل حسب ثقافته
ومن هذا المنطلق لاتزال ذاكرة معظم العراقيين تهيج غضبا عندما يتذكرون مقولة صدام الخالدة انه البس العراقيين احذية ...شنو انت رئيس جمهورية لو وكيل باتا ؟ ربما كان صدام محقا في انه كان السبب في الباس اهل عشيرته واهل العوجة الاحذية وجعلهم شبه اوادم... فلماذا يعمم ذلك على العراقيين جميعهم...علما انه كان السبب بلا منافس ونتيجة لحماقاته المتتالية في افقار الناس ودفع الكثير من العراقيين الى خلع لبسانهم وكرامتهم كي يعيشوا ....بس طبعا لم يكن حضرته ليتباهى بذلك الانجاز الحقير ....ولاننسى طبعا انجازه الاعظم وهو انه تسبب بسبب سياساته الحذائية في اننا اصبحنا ننضرب بدون توقف او رحمة ويوميا بال...قنابل
حادثة سياسية اخرى مرتبطة بالحذاء حصلت عام 1960 في جلسة للجمعية العمومية للامم المتحدة وكان يحضرها الرئيس السوفييتي آنئذ نيكيتا خروشوف ...حين بدأ المتحدث على المنبر وكان ممثل الفليبين بمهاجمة الكتلة الشرقية وعلى رأسها السوفييت ويتهمهم بانتهاك حقوق الانسان في دولهم فاراد خروشوف التعبير عن احتجاجه على الكلام فرفع حذاءه وقام بالضرب على اللوحة التي امام مقعده عدة مرات..... وقد انتهت تلك الجلسة بفوضى عارمة حتى ان رئيس الجلسة كسر مطرقته بغضب وهو يضربها معلنا رفع الجلسة ...
اما علاقة الحذاء بالفن فشبه مقطوعة ...ولا يتعدى ذكر حذاء الحبيبة في اغنيتين او 3 ....مثل ياشبشب الهنا ....ورنة قبقابي ...و جتي الحلوة تك وتك
الحذاء ليس موضوعا يصلح للتبحر والاسترسال ...و فيما عدا حذاء سندريللا الذي وقع الامير في حبها عندما تركت له فردة منه ادت الى التعرف عليها فيما بعد ثم الزواج وعاشوا عيشة سعيدة ، فان حديث القنادر ليس بالحديث الرومانسي ... ولا زلت اذكر في السبعينات كانت هناك دعاية في التلفزيون لمحل يبيع الاحذية اسمه "عالم الاحذية" ، وكنت اضحك كلما تظهر تلك الدعاية وانا اتخيل عالما مكونا من القنادر والنعل ....وكأنهم يتحدثون عن عالم من الورود !
هذه المقدمة الطويلة وتذكري لرسالة قريبي اليوم سببه ما فعلته الفنانة شيرين وللمرة الثانية بخلع حذائها ورفعه امام الانظار......هذه المرة الى اذنها و في تصرف غير لائق بفنانة تغني اغاني رقيقة مثل اغنية مشاعر (نعم ...مشاعر وليس قنادر).... تصرف لا يمكن ان يستسيغه الانسان خاصة عندما يحصل في حفل منقول بشكل مباشر على الهواء وفي برنامج يتابعه الملايين....فلايوجد عذر اختلاف الثقافات هنا... المصريون كالعراقيين يعتبرون الحذاء شتيمة ...ويقولون عن الشخص السيء انه (راجل جزمة)
انا بصراحة احب شيرين وكثير من اغانيها ...واحب عفويتها وخفة دمها ... واحب ما تظهره من محبة واعجاب بالقيصر كاظم الساهر ، ولا مجال عندي لمقارنتها مثلا بالحقنة الشرجية احلام ...لكن الموقف الذي حصل البارحة في برنامج احلى صوت والذي لم افهم دواعيه اصلا كان قمة في السخافة والسماجة، و رغم محاولات الموجودين اعتباره مزاحا والتغطية عليه وتجاوزه فأن اللقطة القبيحة ستبقى في الاذهان لفترة طويلة ...وهي اصلا بلا مبرر وبلا معنى ..... لقد كان مافعلته شيرين اساءة لكل المشاهدين ... واتمنى ان تعتذر بكل وضوح ...وان تعلن اعتزالها رفع الحذاء كما اعلنت اعتزالها للبوس .... كي نبقى نشاهد البرنامج الذي ينسينا بعضا من همومنا لساعتين او 3 في الاسبوع ، فنحن بحاجة الى ما يجعلنا نغير مزاجنا لبعض الوقت خاصة واننا نعيش اليوم في عالم الاحذية البشرية من دواعش... وسياسيين .....واحزاب دينية











التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - نثور بسبب قندرة ولا نثور لفقداننا وطناً !!؟
الحكيم البابلي ( 2015 / 11 / 22 - 21:45 )
عزيزي وزميلي الورد د. يونس حنون .. تحية وسلام
إعجبني جداً مقالك الساخر هذا، ربما لكونه من صميم وقعر مُجتمعنا العراقي والعربي وما يدور داخل هذه المجتمعات من سفاسف لا أعرف من أين جئنا بها في موروثنا الشعبي!!؟ كسالفة القنادر والنعل والطكاكيات والبوابيج والشحاطات والكالات.. الخ من الأمور التي يثور لها القوم ولا يثوروا كونهم مستعبدين ويتم سلخ جلودهم يومياً كما الأغنام في المسلخة !!، لهم أطلب الرحمة

وعل نفس منوال قصة قريبك، فقد حدثت مشاجرة بين عراقِيَين من عمال شركة الكوكا كولا في مشيكان، وهجم الأول على الثاني وبيده قندرته وهو يحاول حشكها بالقوة في فم الآخ !!، وبعد أن أخذوهما إلى المانِجَر (الفورمن) والذي سأل عراقي ثالث عن: لماذا يحاول فلان أن يُدخل قندرته في فم فلان ؟ أجابه الشخص العراقي الثالث بأن هذا التصرف هو منتهى الإحتقار عند العراقيين!!، وهنا -وكما في قصة قريبك- إرتسمت علامات التعجب والحيرة وعدم الفهم والإستيعاب على وجه المانجر الذي تغلب على عدم فهمه بقوله لهما وهو يتضاحك: من الآن فصاعداً سنُعمم قراراً يقضي بحضور كل العراقيين في شركتنا إلى الدوام الرسمي اليومي وهم حفاة
طلعت ميشو


2 - علاقة الحذاء بالسياسة ....والفن
حيدر -البرتا ( 2015 / 11 / 23 - 01:28 )
عزيزي الدكتور يونس المحترم
يبدوا ان ثقافة القنادر اصبحت شائعة في مجتمعنا وانا اختلف معك حول وصفك لشيرين انها حيوية وخفيفة دم ولو تبحث عنها وكيف بدأت مسيرتها الفنية تغني في الموالد والحقيقة هذا هو مستواها الحقيقي ولو كان من الحاضرين من يحترم نفسه لكان خرج من البرنامج وحتى لا ينتظر الى نهاية البرنامج لكن الواضح ان كل شئ تغير والى الاسؤا مع الاسف.


3 - هل هناك صلة؟؟
ماجدة منصور ( 2015 / 11 / 23 - 07:50 )
الحمد ل الله..أنك لم تجد أي صلة بين،،القندرة و الأديان كلها(0
بالمناسبة..هل أتى لفظ...قندرة أو شبشب أو حذاء في أي من الكتب المقدسة؟؟
أم أن جميع شعوب و قبائل الأرض كانوا...حفاة!!!0
إحترامي أستاذ


4 - النعال في الكتب التي يُسموها (مُقدسة) جزافاً
الحكيم البابلي ( 2015 / 11 / 23 - 19:40 )
من بعد اذن الكاتب له تحيتي ومحبتي
السيدة ماجدة منصور
لستُ متبحراً في الكتب المقدسة كوني لا أُعيرها أية أهمية بسبب ضحالتها وخرافاتها والفكر الهزيل الذي تحمله رغم أن بعضها أجود وأحسن وأكثر إنسانية من بعضها الآخر
ولكن .. أتذكر أن -الله- المزعوم، كان قد قال لنبيه موسى قرب الجبل، بأن ينزع ( يشلح) نعاله ويقترب من الرب، ومن هنا قام محمد بإقتباس الفكرة إن لم نقل سرقتها، فأمر جميع المصلين في جوامعه بأن يخلعوا نعالاتهم قبل دخولهم للجامع بغية الصلاة !، وهو أمرٌ مضحك حقاً، فربما كانت أقدامهم يومذاك تحمل وسخاً أكثر من النعال الذي ينتعلون !!!، وبهذا يكونون قد وسخوا أرضية الجامع أكثر مما كان سيُصيبها من وسخ النعال المسكين
يا سيدتي العزيزة البشر دائماً -وخاصةً الشرقيين- يهتمون بالسفاسف والصغائر أكثر من إهتمامهم بالكبائر، وإلا ماذا في النعل أو القندرة ليكونا رمزاً ومعنى للإحتقار في شرقنا البائس ؟، صدقيني في أحيان كثيرة للنعال أو القندرة قيمة أكثر بكثير من الذي يلبسهما، وخذي على سبيل المثال هؤلاء الدواعش، وكما يقول الشاعر قومٌ إذا صفع النعال وجوههم ***** يشكو النعال بأي ذنبٍ يُصفعُ
تحياتي، طلعت ميشو


5 - معذرة للقراء
يونس حنون ( 2015 / 11 / 23 - 23:50 )
شكرا لكل الاخوة المعلقين الكرام على تعليقاتهم
اعتقد انكم تشاركوني المرارة التي اشعر بها للاحداث التي يمر بها عالمنا هذه الايام حيث تاهت العقول ولم نعد نستطيع تمييزالحق عن الباطل..... ولذا وجدت من المناسب ان اكتب موضوعا عن الحذاء
فعلى الاقل هو اغلى قيمة من البشر في هذا العالم المسعور

اخر الافلام

.. فيلم -شهر زي العسل- متهم بالإساءة للعادات والتقاليد في الكوي


.. فرحة للأطفال.. مبادرة شاب فلسطيني لعمل سينما في رفح




.. دياب في ندوة اليوم السابع :دوري في فيلم السرب من أكثر الشخص


.. مليون و600 ألف جنيه يحققها فيلم السرب فى اول يوم عرض




.. أفقد السقا السمع 3 أيام.. أخطر مشهد فى فيلم السرب