الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ضرر ادخال الحلال و الحرام الى دائرة الاخلاق

عبدالله السلطان

2015 / 11 / 23
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


كثير من الناس في مجتمعات الشرق الاوسط لا تعرف حتى تعريف الاخلاق و كيف هي موجودة و ما هي الاشياء التي تصنف على انها اخلاقية و التي تصنف على انها لااخلاقية، و قد بينا في الموضوع السابق كل ما يتعلق في هذا الامر و موضوع اليوم يبحث في اسباب عدم فهم مجتمعنا للقيم الاخلاقية و عدم الالتزام بها.
كثير من المسلمين يضعون القران كمصدر للاخلاق و ليس الضمير و هذا هو السبب الاساسي و الرئيسي للمشكلة حيث ان القران كتاب حمالة اوجه بالامكان تفسيره مليار طريقة، بالامكان تفسيره تفسير يوافق هتلر و هذا هو ما يفعله اتباع تيارات الاسلام الاجرامي و هناك من يؤوله بطريقة متحضرة بل قد يصل بالبعض لتأويله تأويل يوافق غاندي و هؤلاء هم المسلمون المتحضرون.
المشكلة هي انه ان كان القران هو مصدر الاخلاق فلا يمكن ان يكون هناك معيار ثابت و واضح للاخلاق فكل سيؤول حسب هواه و لن يكون امام المسلمين المتحضرين حجة ضد السلفيين اذا ما قال السلفيون ان القران يدعوا للعبودية و اغتصاب الاسيرة و غيرها من الامور اللااخلاقية، اذ ان الاثنان يتفقان على ان القران هو معيار الصح من الخطأ و التأويل السلفي هو التأويل الكلاسيكي المعترف فيه منذ مئات السنين و لا يوجد اي سبب لاي كان لان يتبع التأويل المتحضر، اما اذا ما اقر المتحضرون بان معيار و مصدر الاخلاق هو الضمير و ليس القران فهنا يكون لديهم حجة قوية و سبب مقنع ان قاموا بشرح الاخلاق للمسلمين و كيف ان السلفيين بتأويلهم يعادون الاخلاق، فكل مسلم ضميره حي سيقتنع، و سيضع السلفي في موقف محرج خصوصا ان كان المتحضر صريحا و واضحا بمبادئه و بين ان حتى الاحاديث و السيرة كثير مما هو موجود هو اجرامي يجب رفضه جملتا و تفصيلا لانه يعادي الحضارة و الاخلاق
المشكلة في مجتمعاتنا هي انه لم يحكم الضمير في قلوب البشر و لم يتم غرس القيم الاخلاقية داخلهم و لكن فقط غرس الحلال و الحرام كبديل عن الصح الاخلاقية و الخطأ الاخلاقي، و هذا خطأ حيث ان ما يجب ان يستوعبه الناس ان الاخلاق هي امور تفرض على المجتمع و يعاقب من يخالفها و لكن الامور المحرمة دينية او اجتماعيا من عادات و تقاليد و لا علاقة لها بالاخلاق فلا يحق لاي كان فرضها على المجتمع و معاقبة من يخالفها بل و من يفرضها هو الذي يجب ان يجرم
ما يحدث في مجتمعاتنا هو العكس تماما فينتهي في المرء الى ان يكون مشوها اخلاقيا فينظر الى اللااخلاقيات على انها امور اخلاقية لانها حلال عند السلف و العكس صحيح، فاصبح قتل من يترك الاسلام او ينتقد او استعباد الاسرى او اغتصاب النساء و غيرها امور اخلاقية لانها حلال و امور لا علاقة لها بالاخلاق فلا يتضرر منها الاخرون او المجتمع مثل المثلية الجنسية او العلاقة الجنسية خارج الزواج او اكل لحم الخنزير صبحت في فهمهم امور لااخلاقية لانها حرام. و اصبح الشخص ان اراد ان يصبح صاحب اخلاق حسنة اهتم بقراءة القران و الصلاة و يراه المجتمع صاحب خلق لانه يصوم و يصلي و كلها امور لا علاقة لها لا من قريب و لا بعيد بالاخلاق و حتى ان قال الشخص انها تجعل الانسان صاحب خلق ففي حقيقة الامر هي ليست بمهمة كسبب للاخلاق ان كان هناك ضمير حي داخل الانسان و الدليل هي المجتمعات الغربية الغير المتدنية التي باعتراف كثير من المسلمين انفسهم انها احسن خلقا من المسلمين. هناك اشخصاص اخرون صاروا يصنفون على انهم اصحاب اخلاق فاسدة لانهم لا يصلون و يقرأون القران و لهم صاحبات مثلا و كلها امور بالفعل محرمة دينيا و اجتماعيا و لكن لا علاقة لها بالاخلاق.
و مما يلاحظ ايضا هو انه بادخال القيم الدينية على الاخلاق لم تقم بافسادها فقط بل و ارجعت دورها، بادخال الحلال و الحرام على الاخلاق لم يتم افساد الاخلاق بل ضعف دوره ايضا.
هناك امور بالاسلام محرمة بقوة و هي من الكبائر(علما بان لا علاقة لها بالاخلاق) و هناك امور اخرى هي لااخلاقية جدا و لكن محمد لم يركز عليها كثيرا في احاديثه و اياته، فينتج من الامر بعد ان تم تشويه عقل المسلم اخلاقيا ان يقوم المسلم بالتركيز على الامور التي لاعلاقة لها بالاخلاق و عدم الاهتمام بالامور التي لها علاقة بالاخلاق، فاصبح ان يقول الشخص انه قدم واسطة او محسوبية لشخص اخر او انه غش في الامتحانات امر عاديا و لكن ان يقول شخص انه لا يصلي او لا يصوم فهو لامر عظيم و ينظر له نظرة دونية لان دينيا الصلاة و الصيم و قراءة القران ذكرتا او اهتم فيهم اكثر بكثير من الفساد و الغش، ان يقول الشخص انه يضرب زوجته اهون بكثير من ان يقول انه مثلي جنسيا لانه دينيا عند السلف ضرب الزوجة امر هين و لكن ان يكون مثليا فهو امر محرم بالقران حسب ما يرون.
على عكس المجتمعات الغربية التي فصلت بين الامور المحللة و المحرمة دينيا و اجتماعيا و بين الاخلاق و اهتمت بالاخلاق و فهمت ان للناس حريتها الاعتقادية و التصرفاتية فنتج عن ذلك ان برزت الاخلاق و وضحت حيث انه ان فعل الشخص امور محرمة دينيا و لكنه لم يضر الاخرين لم يهتم الناس لذلك اذ انها جزء من حريته و لكن ان فعل امر لا اخلاقي استنكره الناس و رفضوه بقوة فعلت منزلتهم الاخلاقية.
البشر لا يستطيعون كمجموعات ان يجعلوا من كل شيء رئيسي و اساسي، عند وضع اشياء كامور رئيسية ينتج عن هذا وضع امور اخرى كفرعية، الامور المتعلقة بالعادات و التقاليد و القيم الدينية هي امور شخصيا لا علاقة للاخرين بها و لا يجب فرضها على الاخرين، الاخلاق هي ما يجب ان يهتم به و دعوة الناس له و فرضه على المجتمع.
من المهم ان يتم الفصل بين الاخلاق و بين (القيم الدينية و العادات و التقاليد) و توضيح ان مصدر الاخلاق هو الضمير الانساني الذي يجب احياؤه داخل البشر.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصر تحذر من أن المعاهدات لن تمنعها من الحفاظ على أمنها القوم


.. وزير الدفاع الأمريكي: يمكن شن عمليات عسكرية بفاعلية بالتزامن




.. نقل جثامين الرئيس الإيراني الراحل ومرافقيه من تبريز لطهران ا


.. استشهاد 4 وإصابة أكثر من 20 في قصف إسرائيلي لمنزل عائلة الشو




.. هل تسير مجريات محاكمة ترامب نحو التبرئة أم الإدانة؟ | #أميرك