الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وحش الطائفية يكشر عن أنيابه

صلاح زنكنه

2015 / 11 / 23
مواضيع وابحاث سياسية



المستجدات الأخيرة في سنجار وطوز خرماتو وتداعيتهما الدرامتكية تنسف مقولة العراق الواحد والمصير المشترك والشعارات الطوباوبية المزيفة عن لحمة الشعب المتعدد الطوائف والأطياف والاثنيات طالما كل هؤلاء يرضعون من ثدي مختلف ومغاير ومنفصل ويعتاشون على أعراف وقيم وتقاليد لا تعترف بالآخر ولا تؤمن بلغة الحوار ولا تستسيغ مبدأ التسامح والغفران وتخون الآخرين وتطلق نيران الشر والشتم والعدوان وتوغل في الحقد والضغينة والكراهية لأتفه الأسباب والمسببات وعدوهم المشترك (داعش) يتربص بهم ويقف على بعد سبابة ليفتك بهم جميعا وهم لا يفقهون , كونهم يفتقدون الى حس المواطنة الحقيقية ويتخذون من هوياتهم الفرعية وطنا لهم ضاربين عرض الحائط كل المشتركات الأخرى .
فبات الشيعي في خطر ومستهدف , والسني في خطر ومستهدف , والكردي في خطر ومستهدف , وهكذا المسيحي والازيدي والمندائي , الفقير والغني , الطالب والأستاذ , المرأة والرجل والطفل , الجمال والادب والفن وكذلك البيوت والشوارع والحدائق والمدن وحتى الوطن في خطر ضمن مناخ محتدم متوتر , نعم الجميع دون استثناء في خطر ومستهدفون من وحش الطائفية في العراق .
هكذا هو المشهد التراجكوميدي في العراق الآن ...
محللون سياسيون عبارة عن ببغاوات ... يتناغمون مع توجهات القنوات الفضائية المأجورة التي تحرض على الفتنة ينفخون في بوق الكراهية ويلوون عنق الأزمة ويحرفون الأحداث عن مسارها ويجافون الحقيقة .
وسياسيون موتورون ملغومون بالأجندة الخارجية يهتفون عن مظلومية مكونهم ويهددون ويرعدون ويقيمون الاعلام ولا يقعدوها .
وحكومة محاصصتية بائسة تأتمر بأمرة كتلها التي عينتها ولاحول ولا قوة لها أزاء قوى ميلشياوية متنمرة تدفع بالبلد الى حافية الهاوية والانهيار .
ومواطنون أبرياء يخطفون ويقتلون ويفجرون دون هوادة , ومئات آلاف من العوائل النازحة يقيمون في الخيم وأكثر من مليون عائلة فقيرة يسكنون في العشوائيات , والشباب يهاجرون فرادى وجماعات , وبطالة مستدامة وانخفاض مستوى التعليم وسوء المرافق الصحية وطغيان الجهل والامية والخرافة .
ومتظاهرون من النخب العراقية بحت أصواتهم وجفت حناجرهم وهم ينددون بالفساد والفاسدين ويطالبون بالخبز والحرية ودولة مدنية في ساحة التحرير وما من استجابة من لدن الماسكين بزمام الأمور والمتحكمين بالقرار كونهم أس الخراب والفساد في العملية السياسية التي بنيت على مبدأ المحاصصة الطائفية البغيضة والتي بطشت بمؤسسات الدولة العراقية ونخرت بنيانها .
العراق الآن عبارة عن طوائف وملل وتكتلات وأحزاب ومافيات وصراع على الوجود في ظل هيمنة التخندق الطائفي الذي يدفع نحو التقسيم والشرذمة وصناعة الدويلات داخل الدولة الواحدة بعيدا عن مفهوم الفدرالية التي فقدت مدولاتها الواقعية .
ترى هل ثمة عراق واحد موحد على أرض الواقع أم هو مجرد وهم من أوهامنا الطوباوية يعشش في ذاكرتنا المعطوبة ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. خلافات بين نتنياهو والأجهزة الأمنية الإسرائيلية حول اقتراحات


.. صواريخ ومسيرات حزب الله -تشعل- شمال إسرائيل • فرانس 24




.. الانتخابات البريطانية.. بدء العد التنازلي للنتائج وترقب لمست


.. إيران تبدأ فترة الصمت الانتخابي قبل الجولة الثانية من انتخاب




.. الجيش الروسي ينشر صورا لاستهداف مقاتلة أوكرانية باستخدام نظا