الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


القوات الأمنية والتعامل الحضاري

زيد كامل الكوار

2015 / 11 / 23
مواضيع وابحاث سياسية


يبدو أن القوات الأمنية التي تتمركز في العاصمة والمحافظات العراقية الأخرى بدأت تشعر بالملل والفراغ نتيجة انحسار العمليات الإرهابية الملحوظ في المدن العراقية الآمنة نسبيا والعاصمة بغداد كنتيجة للمد الجماهيري الواعي المسالم المطالب بتحسين الخدمات ومحاسبة المفسدين، وبما أن تلك القوات الأمنية قد اعتادت ولسنوات طويلة على أصوات الانفجاريات والعنف ورؤية المناظر المؤلمة ورؤية الدم، فهي أي القوات الأمنية تبحث عن شيء من الإثارة والعمليات العنقية بين الفينة والأخرى، فقد أدمنت تلك القوات على ما يبدو الأكشن والقيام بالعمليات البهلوانية البطولية، ولما لم تجد تلك العناصر ضالتها المنشودة في حدوث أعمال إرهابية تشرع بعدها بإطلاق النار العشوائي والاعتقالات العشوائية في المنطقة التي يحدث فيها العمل الإرهابي، فتستعرض بطولاتها على المواطنين المنكوبين. ولما انحسر ذلك كله لم يبق أمام القوات الأمنية أمام أحلام وأمنيات كهذه إلا أن تجرب بطولاتها تلك على المتظاهرين السلميين المطالبين بالإصلاحات ومحاسبة الفاسدين وإعادة أموال الشعب العراقي المنهوبة من قبل الفاسدين، والمطالبين بفتح ملفات الفساد الكبيرة وعلى رأسها ملف لجنة التحقيق في أسباب سقوط مدينة الموصل بيد تنظيمات داعش الإرهابية، وملف ضحايا سبايكر وملف الأسلحة الروسية وملف صفقة أجهزة كشف المتفجرات الفاسدة. كل هذا النبل في المطالب لا يستحق المعاملة الوحشية المتخلفة من قبل القوات الأمنية التي لم تستطع الاستمرار في معاملتها الحسنة الحضارية للمتظاهرين، وكنا قد استغربنا المعاملة الحضارية من جانب القوات الأمنية في الأشهر الماضية، لكنهم على ما يبدو قد شعروا بالتهديد والخطر من أصوات المتظاهرين الشرفاء العالية التي وكما يبدو جليا إنها قد أرعبت الحكومة أكثر من المفخخات بكثير ربما لأنها هذه المرة اقتربت أكثر مما يجب من المنطقة المحظورة على المواطن العراقي حيث تعتكف الحكومة في صومعتها الأمينة تاركة الشعب المظلوم يعاني انعدام الخدمات البلدية ويعاني ارتفاع الأسعار الناجم عن ارتفاع أسعار النفط العالمية وسوء إدارة المال العام ونهبه من قبل حيتان الفساد المتحصنين إما في المنطقة الخضراء أو راتعين في المشاتي الأوربية الجميلة من دون إدراك ما يعانيه المواطن العراقي الصابر من ويلات الحرب وضحاياها من عوائل الشهداء والمهجرين النازحين الذين تلعب بخيامهم رح الشتاء الباردة العاصفة وهم يتسولون لقمة الخبز وحبة الدواء ويحلمون بسقف يقيهم الأمطار الغزيرة التي حبانا الله بها في هذه الظروف العصيبة، أما البرد الذي يهجم على الضعاف الذين ليس لهم غطاء إلا تلك الخيم البائسة التي لا تقي من البرد أو المطر، إن هؤلاء اليوم يحلمون بعبوة من النفط الأبيض يشعلون بواسطتها مدفأة متهرئة قديمة جاد بها الخيرون عليه ليلوذ بها في طلب الدفء المفقود. أن ثلاثة ملايين نازح أو أكثر من شعبكم يقاسون البرد بلا أي وقاية ويلتحفون الأمل في تحرير مدنهم والعودة إلى أحضان بيوتهم الدافئة، وهم في ذلك لا يتوقعون تحرير محافظاتهم المسلوبة إلا منكم يا أبطال القوات الأمنية لا أن تظهرون بطولاتكم على المتظاهرين السلميين الذين ليس لديهم سلاح سوى صدورهم العارية وحناجرهم الصادحة بصوت الحق الذي لا يمكن له أن يخفت مهما قسوتم عليهم واتبعتم من يأمركم بذلك من المتضررين من الحرب على الفساد، من الفاسدين أو من يتستر عليهم ويدعمهم من انتفع من الفساد والمشترك فيه على حد سواء. انتبهوا يا أبطال العراق فانتم أمل العراق الذي ينتظره في تحرير أرضه السليبة في يد كلاب التكفير الخارجين عن الإسلام وشرعته السمحة، أنتم الأمل في حماية شعبكم من كل اعتداء لا أن تهاجموا شرفاءه من المتظاهرين العزل








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد الجامعات الأميركية.. عدوى التظاهرات تنتقل إلى باريس |#غر


.. لبنان وإسرائيل.. ورقة فرنسية للتهدئة |#غرفة_الأخبار




.. الجامعات التركية تنضم ا?لى الحراك الطلابي العالمي تضامنا مع


.. إسرائيل تستهدف منزلا سكنيا بمخيم البريج وسط قطاع غزة




.. غزة.. ماذا بعد؟ | جماعة أنصار الله تعلن أنها ستستهدف كل السف