الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إستقبالٌ - جماهيري -

امين يونس

2015 / 11 / 23
مواضيع وابحاث سياسية


في مُناسباتٍ سابقةٍ عديدة ، تَمَ إستقبال السيد " مسعود البارزاني " مِنْ قِبَل الجماهير ، إستقبالاً شعبياً .. بل ان بعض هذه المناسبات ، على سبيل المثال " حين وصولهِ الى دهوك بعد الإنتفاضة في 1991" ، فأن خروج الناس لإستقبالهِ ، كانَ عفوياً وصادِقاً ، ولم يكُن بتوجيهٍ من حزبٍ أو حكومة ... هّبَ الناس للترحيب بهِ .. بعد رزوحهم لسنواتٍ طويلة ، تحت دكتاتورية البعث وصدام .. آملينَ في مرحلةٍ جديدة ، تستجيبُ لطموحاتهم وتُحّقِقُ بعض أحلامهم في الإستقرار والإزدهار ونيل الحقوق والحُريات ... حينها لم يَكُن مسعود البارزاني ، رئيساً أو صاحب سُلطة ، بل كانَ واحداً من أهَم زُعماء ورموز الحركة التحررية الكردستانية والعراقية .
اليوم وبعد أربعة وعشرين سنة .. وبعد إضطلاع السيد البارزاني ، بمهمات الإدارة والسُلطة ، نتيجة حصول حزبه على نسبةٍ كبيرة من أصوات الناخبين في عدة إنتخابات ، وإنفراد الحزب الديمقراطي الكردستاني ، بِحُكُم دهوك وأربيل ( عدا فتراتٍ قصيرة أبانَ الحروب الداخلية ) .. وكذلك تسنُمِه لمنصب رئيس الأقليم ، لسنواتٍ عديدة .. أي بعد مُمارسة السُلطة الواسعة طيلة السنوات الأربع والعشرين الماضية .. فأني أرى أن شعبية السيد مسعود البارزاني والحزب الديمقراطي الكردستاني ، قد إنخفضتْ بشكلٍ ملموس .. ولم يَعُد الناس عموماً ، يخرجونَ [ عفوياً ] لإستقباله أو التصفيق لهُ .
وما جرى يوم أمس الأحد 22/11/2015 ، خيرُ دليلٍ على ذلك . فالسيد مسعود البارزاني ، الذي كانَ في مناطِق قريبة من سنجار طيلة الإسبوعَين الماضيين ، وأشرَفَ على عملية تحرير المدينة .. عادَ البارحة الى أربيل .
قبلَ الظُهر ، أوعزَتْ إدارات المدارس في دهوك ، بكافة مراحلها والجامعات أيضاً ، بتوجُه الطلبة إلى إستقبال السيد البارزاني حين مروره بالمدينة .. وكذلك فعلتْ العديد من الدوائِر الحكومية والنقابات المهنية والمكاتب الحزبية في المحلات والأسواق.. وإصطفَ الناس في الشوارع العامة رافعين أعلام كردستان والحزب الديمقراطي وصُوَر البارزاني .. وإمتدَتْ هذه الفعالية من فيشخابور ولغاية عقرة ، مروراً بدهوك نفسها .. وتوقفَ موكب السيد البارزاني ، في " باعدرة " لدقائِق ، حيث كانَ في إستقباله ، المجلس الروحاني الإيزيدي الأعلى .
العديد من الشوارع في مدينة دهوك ، كانتْ مُغلَقة لأكثَر من ساعتَين ، واُغلِقتْ المدارس والعديد من الدوائر ، وتعطلتْ المصالح والأشغال .
كمُقارنة بسيطة من شاهد عَيانٍ في الحالتَين ، بين إستقبال البارزاني في 1991 وإستقباله في 22/11/2015 ، أقول بوضوح : كانَ إستقبال 1991 عفوياً / مُخلِصاً / ضخماً يضمُ جميع فِئات المُجتمع .. بينما إستقبال أمس كانَ : مُفتَعَلاً / رغم التخطيط المُسبَق ، فأن الأعداد كانتْ أقَل .
..........................
* شخصياً .. لا أصّدِق ، بأن السيد مسعود البارزاني نفسه ، قد كانَ على علمٍ بتنظيم هذا الإستقبال لموكبهِ ، على طول الطريق الطويل . بل على الأرجَح ، ان المُحيطين بهِ أو المنظمات الحزبية ، هي التي وراء ذلك .
* العدو الفاشي الداعشي ، الذي يستطيع الوصول الى باريس ومطار شرم الشيخ وفنادق مالي ، والقيام بعمليات إنتحارية .. ينبغي ان يُحسَب لهُ ألف حساب ، فالدواعش يبعدون عّنا أقل من أربعين كيلومتراً وهنالك إحتمال وجود خلايا نائمة بيننا .
وتكدُس المئات من الطلبة على الشوارع ولساعاتٍ عديدة ومسافاتٍ طويلة .. يُوّفِر فُرصةً ، للإرهابيين ، للقيام بأعمالهم الإجرامية .. ناهيكَ عن إحتمال تعرُض الموكب نفسه ، إلى مخاطِر جدية .
كانَ ينبغي على الجهات التي نظمتْ هذه الفعالية ، ان يكونوا أكثرَ حرصاً وعدم المُجازَفة .
* مع ان تحرير سنجار ، شئٌ كبير وإنجازٌ مُهم ، ولا يُمكِن إنكار دَور السيد مسعود البارزاني ، في تهيئة الظروف والإمكانيات والدعم الدولي والتنسيق ، من أجل تحقيق ذلك . فأن [ الكُتلة الكبيرة ] من الناس في دهوك وبهدينان عموماً ، ونتيجةً لتراكُم الأزمات المالية والإقتصادية وتقلُص فُرَص العمل وتدّني المستوى المعيشي ... فأنهم بإنتظار حلولٍ سريعة لمشاكلهم ، في إنتظار إنتظام عمل الحكومة والبرلمان ، في إنتظار إستلام رواتبهم المتأخرة ، في إنتظار توّفُر فُرص العمل ، في إنتظار العيش بِكرامة وتأمين مُمستقبَل أولادهم .
حّقِقوا ذلك ، انتُم القابضون على السُلطة .. فستخرجُ الجماهير ، حينها ، لإستقبالكم ب " عفوية وصِدق " مرّةً اُخرى .
........................
أدّعي بأنَ الناس ( إذا تُرِكوا لإختيارِهم الحُر )، قد مّلَتْ من التصفيق ورفع الصُوَر والهتافات . ويشملُ كلامي ، جميع القادة والزعماء ، ليس في الأقليم فقط ، بل في كُل العِراق .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - أين وأين ؟
حسن الكوردي ( 2015 / 11 / 23 - 11:38 )
تحياتي استاذ أمين . ما أشبه اليوم بأ البارحة قبل ربع قرن عندما كان ياتي صدام الى دهوك أو أية مدينة كان منضمات حزب البعث والمنضمات المهنية والمدارس ودوائر الدولة تخرج الى الشوارع لإستقبال صدام ماذا تغير بعد كل هذه التضحيات رحل دكتاتور واحد كان يحكم البلد من أقصاه الى أقصاه وحل محله في كل مدينة وشارع وقرية أكثر من دكتاتور صحيح كنا نعيش في سجن كبير أسمه العراق ولاكن كانت الرواتب تُدفع في أوقاتها والمواد الغذائية تصل الى المواطن في أوقاتها مع القليل جداً من صون الكرامة ما الفرق بين حزب بارزاني وطالباني والبعث ؟؟. أما ألأن ماذا جنينا الجواب !؟؟ . وشكرا لك

اخر الافلام

.. تصاعد الدخان من حي الشجاعية في غزة وسط دوي الانفجارات واستمر


.. الإصلاحي بزشكيان يواجهة برلمانا محافظا بعد انتخابه رئيسا لإي




.. مستوطنون يشعلون النيران في سهل ترمسعيا قرب رام الله


.. لقطات زمنية لتطور حريق اشتعل بجبال سانتا باربرا في أميركا




.. مهمة إنقاذ ناجحة لرجل إطفاء محاصر في أميركا