الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نداء إلى كل مكونات المجتمع الأمازيغي حول إعداد قسم خاص باللغة والثقافة الأمازيغية في الجامعة الحرة بهولندا

التجاني بولعوالي
مفكر وباحث

(Tijani Boulaouali)

2005 / 11 / 1
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير


من المؤكد أنه في الآونة الأخيرة بدأت القضية الأمازيغية تدخل ما يمكن أن نطلق عليه مرحلة اليقظة، وهي مرحلة تتميز بانبعاث الأمازيغية لغة وثقافة، من خلال مجموعة من الإنجازات التي اعترت مختلف المجالات، حقوقية كانت أو ثقافية، مما سوف يرد، لا محالة، الاعتبار إلى الإنسان الأمازيغي الذي عانى طويلا من الاضطهاد والتهميش والإقصاء، ومجرد معاينة أولية للواقع الأمازيغي، سواء داخل البلدان الأصلية للأمازيغيين، أم عبر المهاجر التي تستقر فيها الجاليات الأمازيغية، تجعلنا ندرك أن ثمة حركة لا نظير لها، بدأت تسري إلى شتى مكونات الأمازيغية الثقافية والحقوقية والاجتماعية والسياسية وغيرها، لتسفر عن إسهامات مختلفة تغتني بها الثقافة المغاربية والأمازيغية.

بغض النظر عن بعض السلبيات التي تمس القضية الأمازيغية، سواء بسبب التبني البرغماتي لبعض الأنظمة الحاكمة والأحزاب السياسية لها، أم بسبب الخدمة غير العلمية لها من قبل بعض النخبة الأمازيغية، فإنه يمكن الحديث عن الكثير من الإيجابيات التي تمكنت الأمازيغية من تحقيقها في زمن قياسي، كالاعتراف الرسمي بها، وحضورها النسبي داخل المنظومتين الإعلامية والتعليمية، والاعتراف بالخط الأمازيغي الأصلي وغير ذلك، هذا ناهيك عن إنجازات الجمعيات والمنظمات الأمازيغية المتنوعة، التي تنشط داخل وخارج البلدان الأمازيغية، دون إغفال دور المثقفين والمبدعين والدارسين والكتاب والمهتمين والإعلاميين الأمازيغيين.

على هذا الأساس، يبدو أنه أمام القضية الأمازيغية العديد من الفرص الذهبية التي لا تعوض، لذلك فإن سائر مكونات النخبة الأمازيغية مدعوة اليوم وبإلحاح، إلى اشتثمار هذه الفرص وتوظيفها لخدمة الأمازيغية، وفي هذا الصدد أود أن أوجه نداء هاما إلى كل من يهمه أمر القضية الأمازيغية، مثقفا كان أو إنسانا عاديا، أستاذا كان أو طالبا، باحثا كان أو مبدعا، طبيبا كان أو فلاحا... وهو أنه أمام القضية الأمازيغية فرصة استثنائية، تطرحها عليها الجامعة الحرة الموجودة بهولندا، وهي جامعة نموذجية، يتكتل فيها العديد من الدكاترة والأساتذة العراقيين والعرب، وتحتوي مختلف التخصصات العلمية والأدبية والفكرية والقانونية والفنية والمعلوماتية، التي تتوزع عبر شتى الكليات والأقسام، ويمكن للطالب أن يتسجل في هذه الجامعة، ولو كان غير موجود بهولندا، أي أنها تتيح له الدراسة عن بعد، وبرسوم جد مناسبة، وقد فتحت لها مكاتب في العديد من الدول العربية والغربية، قصد تسهيل أمر التسجيل للطلبة أينما كانوا، الذين تمنح لهم فرصة استكمال دراستهم العالية التي حرموا منها في الوطن، ونيل الشواهد الدراسية من بكالوريوس وماجيستر ودكتوراه، بلا محسوبية أو وساطة!

إذا كانت الجامعة الحرة تمنح الطالب أمل تحقيق حلمه، الذي هو استكمال دراسته وتتويجها بإحدى الشواهد العالية التي يستحقها، فإنها تمنح الطالب والإنسان الأمازيغي أملا، ربما لم يتبادر إلى ذهنه أبدا، وهو فرصة دراسة اللغة والثقافة الأمازيغية والتخصص فيها، لكن الطريق إلى ذلك ليس ممهدا بعد، فهو يحتاج إلى بعض الشروط غير المستحيلة.

غير أنه كيف تم التوصل إلى القبول الأولي من قبل المشرفين على الجامعة الحرة لفكرة إدخال الأمازيغية في الجامعة؟ في الحقيقة، اعتبارا بأنني قد سجلت رسالتي لنيل الماجستر لدى هذه الجامعة، فقد لاحظت منذ البداية مدى انفتاحها على كل الثقافات واللغات والأجناس، ومدى اعتدال وموضوعية القائمين بأمرها، وبعد ذلك تولدت عندي فكرة أن يكون للأمازيغية في هذه الجامعة قسما خاصا بها، فطرحتها في اجتماع خاص مع أعضاء مجلس إدارة الجامعة، وهم الأساتذة الأفاضل: د. أكرم كسار/رئيس الجامعة، ود. علي التميمي/نائب رئيس الجامعة للشؤون العلمية، ود. مجيد خليل حسين/نائب رئيس الجامعة للشؤون الإدارية، فأعجبوا بها أيما إعجاب، وأكدوا لي أنهم على استعداد لفتح قسم خاص باللغة والثقافة الأمازيغية، وإذا ما لاقى إقبالا من الطلبة، فسوف يصبح كلية قائمة بذاتها، بمعنى كلية للثقافة واللغة الأمازيغية، وهذا لعمري أمر عظيم! يمكن أن يخدم الأمازيغية كثيرا، وينقلها من درك الجدالات الحزبية والسياسية المنحطة، إلى نطاق البحث العلمي الأكاديمي، الذي سوف يضفي عليها ليس فقط الشرعية القانونية، وإنما العلمية والمعرفية، ثم إنها أول مرة سوف تنفرد فيها الأمازيغية بمؤسسة تعليمية جامعية خاصة بها، يستطيع من خلالها الطالب الأمازيغي أن يخدم ببحوثه ودراساته اللغة والثقافة الأمازيغية.

غير أنني لم أوضح بعد شروط مجلس الجامعة، التي يبدو لي أنها في المتناول، إذا ما تفضل بعض المهتمين بالشأن الأمازيغي بقسط من جهودهم العلمية، فانتسبوا إلى هذه الجامعة، وزودوها بالمواد التي يمكن أن يتشكل بها منهج متكامل لتدريس الأمازيغية عبر أربع سنوات جامعية، وهي سنوات الإجازة/البكالوريوس، لذلك فإننا كما بين لي مجلس الجامعة، في حاجة إلى أمرين:
1- منهج دراسي متكامل، يتضمن المواد التي ينبغي لطالب شعبة اللغة والثقافة الأمازيغية دراستها، مع المصادر والمراجع الخاصة بها، كأن تكون عندنا، مثلا، مواد تتعلق باللغة الأمازيغية من لسانيات ونحو وبلاغة وغير ذلك، ومواد ترتبط بالأدب الأمازيغي من شعر ونثر ومسرح، وأخرى خاصة بالجانب الثقافي من تاريخ وحضارة وعادات وغير ذلك.
2- وهيئة تدريسية، حيث ينتسب بعض الأساتذة (حوالي أربعة أساتذة) إلى الجامعة الحرة، سواء كانوا يوجدون في الوطن أم في أوروبا، فيختص كل إطار بالمادة التي يتخصص فيها، على أن يكون أستاذا لها عن بعد، أي بالمراسلة، فيشرف على الطلبة المسجلين في شعبة اللغة والثقافة الأمازيغية، وأهم شرط مطروح على أعضاء الهيئة التدريسية أن يكونوا حاملين على الأقل لشهادة الماجستر، ومتخصصين في المادة التي سوف يدرسونها.

وبالنظر إلى هذه الشروط، ندرك أنها ليست من الصعوبة بمكان، خصوصا وأن الأمازيغية اليوم تشهد غنى ملحوظا، سواء على مستوى الإسهام الفكري والإبداعي والعلمي، أم على صعيد التكتلات الثقافية والسياسية والتعليمية، مما أثرى الخزانة الأمازيغية، بمختلف الكتابات والدراسات والأبحاث، التي تتوزع على شتى المجالات والأنساق المعرفية، ومن ثم جعل المشهد الأمازيغي يحفل بمبدعين متميزين عطاء وأسلوبا، وبباحثين جهابذة، تمكنوا في زمن وجيز من أن يقعدوا اللغة والثقافة الأمازيغية، وينظروا لكل مكوناتها وجزئياتها ابتداء من الأمثال الأمازيغية، وصولا إلى خط تيفيناغ.

أمام هذه الوضعية التي تبعث على التفاؤل، وهي وضعية مرشحة لأن تكون أحسن، نعتقد أن المشروع المطروح أعلاه، على وشك أن يكون حقيقة واقعية، خصوصا وأننا بدأنا نتلقى استجابة بعض الأساتذة والمثقفين الذين كاتبناهم، غير أنه حتى يعمم الأمر على كل شرائح المجتمع الأمازيغي، من غير تمييز بين الأجناس والألوان والأوطان، وتجنبا للسقوط في سياسة الإقصاء التي مورست طويلا على الأمازيغية إنسانا ولغة وثقافة، فإننا نوجه، من خلال هذه الورقة، الدعوة إلى الجميع، قصد الإسهام العلمي الأكاديمي بالإنتساب إلى النواة الأولى لاستحداث قسم خاص باللغة والثقافة الأمازيغية في الجامعة الحرة بهولندا، والإسهام الإعلامي بتوصيل هذا النداء إلى سائر الأمازيغيين والمتعاطفين معهم، وتزويدنا بعناوين الباحثين والمثقفين الأمازيغيين المعروفين حتى نتواصل معهم مباشرة، والإسهام الدراسي بإقبال الطلبة الأمازيغيين على تسجيل أنفسهم لشعبة اللغة والثقافة الأمازيغية، والإسهام المادي بتزويد مكتبة الجامعة بكل ما يتعلق بالأمازيغية من منشورات وصحف ومجلات وكتب وبحوث جامعية ودراسات ومعاجم وأسطوانات وأفلام ولوحات وغير ذلك.

وفي آخر المطاف، نختم ورقتنا هذه بحثّ سائر أصدقائنا وزملائنا وإخواننا المثقفين والمبدعين والباحثين والمهتمين والإعلاميين والقراء الأمازيغيين والمتعاطفين مع الأمازيغية، بالمساهمة الفعلية في نشر هذه الدعوة عبر مختلف المنابر الرقمية والورقية، ونسخها وتوزيعها على النوادي والمكتبات والمرافق العمومية التي يرتادونها، وكذلك ترجمتها إلى اللغات الأخرى حتى يصل صداها إلى من لا يتقن اللغة التي كتبت بها هذه الورقة.


وقد حررت هذه الورقة بمدينة أمستردام
بتاريخ 16 أكتوبر 2005
من طرف المكلف بملف قسم اللغة والثقافة الأمازيغية
التجاني بولعوالي
شاعر وكاتب مغربي مقيم بهولندا

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
معلومات خاصة بالتواصل عبر الهاتف أو الإنترنت أو البريد:

Tijani Boulaouali
B. v. Leeuwenlaan 92-4
1064 LB Amsterdam
Nederland
Tel: 0031640994781
[email protected]
www.tijaniboulaouali.nl








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حيوان راكون يقتحم ملعب كرة قدم أثناء مباراة قبل أن يتم الإمس


.. قتلى ومصابون وخسائر مادية في يوم حافل بالتصعيد بين إسرائيل و




.. عاجل | أولى شحنات المساعدات تتجه نحو شاطئ غزة عبر الرصيف الع


.. محاولة اغتيال ناشط ا?يطالي يدعم غزة




.. مراسل الجزيرة يرصد آخر التطورات الميدانية في قطاع غزة