الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العقد الذي يجمع الوطن بالمواطن

عمار عرب

2015 / 11 / 23
مواضيع وابحاث سياسية


العقد الذي يجمع الوطن بالمواطن :
برأيي الشخصي الذي لا ألزم أحدا به ..إن الرابط الذي يجمع الإنسان بوطنه ليست مجرد وثائق بالية ولا كيان سياسي تتغير حدوده بتغير الممالك و الحدود ولكن هو عقد مبدأي بين طرفين ...على أن يحترم هو انسانيتي و يحمي حقي في التفكير والتعبير مقابل أن أقدم له الولاء و الخضوع لقوانينه والمساهمة في بناءه و الدفاع عنه ... أما مكان الولادة الذي لم نختره أصلا فلا يلعب أي دور ...
السوريون اليوم أدركوا ذلك طوعا أو كرها عبر فطرتهم السليمة و الرغبة القوية في الحياة والبقاء ..فبدأت جحافلهم البشرية تتجه إلى منبع الضوء الساطع للإنسانية القادم من أوروبا بشكل أساسي وهي التي سميتها لذلك ( بلاد النور ) حيث يصبح حلم المواطنة حقيقة بعد أن فشلوا في الحصول عليه في دولهم وفي معظم الدول العربية الشقيقة " لو صحت التسمية " للأسف و أصبح ايضا الحصول على هذا العقد الاجتماعي سابق الذكر الذي يحترم فيه هذا الإنسان بغض النظر عن دينه و لونه و عرقه و يحصل على المساواة والعدالة التي يستظل تحت سقفها أكبر مسؤولين في هذه الدول و يحصل فيها الإنسان على حقوقه الأساسية المدنية والاجتماعية والإقتصادية والسياسية ....
أما لماذا يتجه العدد الأكبر إلى ألمانيا حاليا ففي رأيي الشخصي هذا يتعلق بشكل كبير بدور ألمانيا المتصاعد في أوروبا والعالم والذي وصل إليه عبر مجموعة من السياسات التي فاز فيها الحزب الحاكم والذي ربح الانتخابات البرلمانية لعدة مرات متعاقبة مما ساعده على ترسيخ سياساته و التي بصراحة كان للمستشارة الألمانية ميركل الدور الأكبر فيها حتى سميت هذه السياسات ب " الميركلية السياسية " الذي انعكس ازدهارا اقتصاديا و ثقافيا و حقوقيا وخاصة واخيرا في موضوع اللاجئين حيث قالت بشكل واضح عدة مرات ردا على منتقديها الذين طالبوا بتحديد سقف للجوء أسوة بباقي دول العالم ( لا يوجد شيء اسمه سقف للجوء الإنساني ) ...و لذلك استحقت لعدة مرات تسمية مجلة فوربس الشهيرة لها باقوى امرأة في العالم ...
أما بالعودة إلى الاقطاعيات و المزارع العربية والتي كانت في يوم من الأيام لدى كل واحد منا حلما رومانسيا جميلا للوحدة العربية حتى اكتشفنا مدى زيف هذا الإدعاء واكتشفنا كم كانت هذه الشعارات حجة لانتهاك عقولنا و انسانيتنا وحقوقنا الأساسية كمشروع مواطنين في هذه المزارع العربية حتى أخرجت لنا هذه الفرعونية في الحكم تطرفا دينيا سطحيا و دمويا مقابلا في المقابل فوجدنا أنفسنا كعرب أخيرا بين مطرقة الفراعين و سندان التطرف. ...فعدنا رغم تخلفنا مئات السنين إلى الوراء. ..
إخوتي العرب لا تقدم لنا و لاعودة لنا كعرب على هذه الكرة الأرضية كجزء من الحضارة العالمية إلا بنبذ شيئين :
البحث عن البطولة في الطواغيت بدل العمل المؤسسي و نبذ الاستخدام الديني للمنابر الطاهرة في المساجد في قذارة السياسية و تجنيد الناس لأغراض حزبية ومذهبية تزيد الإنقسام والتفرقة ...وعلينا العودة إلى روح المواطنة والديمقراطية والدولة المدنية والمطالبة بحقوقنا السياسية بشكل سلمي دون كلل أو ملل. . و إلا فقد العالم العربي آخر ماتبقى من نوره ... و استمرت هجرة خيرة ابناءه ممن لا يحتملون العتمة بحثا عن الضوء ...فتستمر الكارثة لعشرات السنوات القادمة ...
ألا هل بلغت اللهم فاشهد

د. عمارعرب








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لأول مرة منذ عقود.. -إسرائيل- تخرج من قائمة أفضل عشر وجهات ل


.. ما مصير صفقة تبادل الرهائن؟.. وهل يتجه نتنياهو للعمليات الع




.. الذكاء الاصطناعي يقتحم سباق الرئاسة الأميركية .. فما تأثير ذ


.. نتنياهو يطالب بمزيد من الأسلحة.. وبلينكن: نحاول تضييف الفجوا




.. منع إسرائيل المشاركة بمعرض يوروساتوري للأسلحة بفرنسا بقرار ق