الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
الإستعمار والإقطاع الديني والسياسي عماد الثورة المضادة - على جدار الثورة السورية - 108
جريس الهامس
2015 / 11 / 24الثورات والانتفاضات الجماهيرية
الإستعماروالإقطاع الديني والسياسي عماد الثورة المضادة 2 – على جدارالثورة السورية -108
بعد عاميات أنطلياس وجبيل ولحفد االثورية التي لاتقل بطولة وشجاعة وتضامناً طبقياً عن كومونة باريس الشهيرة عام 1871 التي قام بها العمال وحدهم دون أن يتحالفوا مع الفلاحين الفقراء من جهة ودون تحطيم جهاز الدولة البورجوازي المعادي للإنسان والحرية من جهة أخرى .. وقال عنها ماركس : (إنها الثورة التي كادت بطولاتها تعانق السماء - _ في كتابه ( 18 برومير لويس نابليون )
بعد قمع وفشل هذه العاميات بواسطة بلطجية معتمد الإقطاع والإحتلال التركي الأمير بشيرالشهابي , ومشايخ الطوائف مباشرة .
في عام 1831 زحف الجيش المصري البري والبحري بقيادة إبراهيم باشا إبن محمد علي حاكم مصر الذي أعلن إستقلاله عن الدولة العثمانية . وهزمت تركيا أمام الجيش المصري الذي تمكن خلال فترة قصيرة جداًمن طرد الجيش والإدارة التركية من سورية ولبنان ولاحق الجيش التركي المهزوم إلى الأناضول .
إرتاح السوريون واللبنانيون من جور الإحتلال التركي وظلم الإقطاع التابع له . وإتبع في البدء سياسة اللين .. وزع السلاح المصري على الفلاحين وقام بتخفيض الضرائب عن الفلاحين والرسوم الجمركية وتحديث التشريع والدولة لكن بعد فترة وجيزة وقفت الدول الغربية مع الدولة العثمانية ضد توسع محمد علي وضد ضم بلاد الشام لدولته التي باتت تهدد نفوذ الدول الأوروبية الإستعماري وخصوصاً فرانسا وإنكلترا الذين بدؤوا يشجعون الأتراك لمهاجمة الجيش المصري وإستعادة سورية ولبنان إلى نفوذهم .
حاول الحكم المصري تحسين صورته وتحديث إدارة دولته , فأصدر وثيقة إصلاحية لتوحيد الضرائب وتخفيضها بتاريخ 11نيسان عام 1837 ( عن كتاب وثائق سياسية في تاريخ لبنان الحديث – يوسف خطار الحلو- المصدر السابق ص 83 )
لكن إبراهيم بعد أن رأي الضغوط والتهديدات الغربية تحيط من كل جهة بدأ يتراجع عن سياسة اللين والتسامح والتقرب من الشعب ..وبدا مضطراً للتجنيد الإجباري وفرض ضرائب جديدة ..وقطع غابات البلاد وأخذ أخشابها إلى مصر لبناء أسطول حربي وفرض إحتكار المواد الغذائية , الأمر الذي تسبب بمجاعة في البلاد .كما حاول جمع الضرائب عن سبع سنوات دفعة واحدة , وطبق نظام السخرة الهمجي في العمل لإستخراج معدن الفحم في ( قرنايل ) وتقديمه مجاناأ لسلطة الإحتلال المصري ونقله إلى بيروت وشمل السخط جميع البلاد ..وفي أعمال السخرة الكثيرة ..
في عام 1833 إنتفض الطرابلسيون و سكان الساحل السوري حتى أنطاكية وإستنجد إبراهيم بأمير بيت الدين بشير الشهابي لقمع الثورة فأرسل جيشاً بقيادة إبنه (الأمير خليل ) الذي بطش بأهل طرابلس بوحشية لامثيل لها لكنه فشل أمام ثوار إنطاكية واللاذقية وعاد خائباً . وعندما طلب إبراهيم باشا من االأمير بشير الشهابي أن يجند له 1600 شاب ويرسلهم له بسرعة في حربه في الأناضول ..رفض الشباب التجنيد وفشل بشير في تنفيذ أوامر سيده الذي ثار وعربد لرفض طلبه , وعاد على رأس جيش ضخم يضم أكثر من عشرة اّلاف مقاتل إلى لبنان وإلى دير القمر مقر بشير الشهابي .. وقام بنزع السلاح الدي وزعه على الفلاحين عندما إحتل لبنان . وتمكن من تجنيد ألف ومئتي شاب , أرسلهم إلى جيشه النظامي في عكا ..
وهكذا إرتفعت النقمة على الإحتلال المصري وعلى أجيره الأمير بشير وكان الشوف والمتن وزغرتا أشد المناطق غلياناً ورفض الأهالي تسليم السلاح الخاص بهم .. وأعلن اللبنانيون العصيان على الحكم المصري والإقطاعي الذي يمثله بشير الشهابي , وتقاطر المتمردون نحو الساحل وتجمعوا في " حرش بيروت " وصادر مؤن الجيش المصري من طحين إلى المواد الغذائية المختلفة ليسدوا بها رمقهم ورمق عائلاتهم , وقرروا المضي بالثورة ضد الجيوش المصرية حتى النهاية ,..بعدها حاول إبراهيم باشا التراجع عن تجنيد شباب لبنان وسورية دون إرادتهم ..
وهذا واضح في المرسوم الذي أصدره إبراهيم بهذا الشأن الوارد في كتاب ( وثائق أساسية في تاريخ لبنان الحديث -- ليوسف إبراهيم يزبك ) أهم ماجاء فيه :
( نصدر هذا المرسوم إلى المسيحيين والدروز والمسلمين في لبنان ليحيطوا به علماً :
لقد توالت منذ أيام واليوم عدة تقاريرتثبت رفضكم تسليم أسلحتكم , وقد أبقيتها معكم مؤقتاً , فدفعكم طلبها إلى الخروج عن طاعة السلطة العليا ...وإن بعض ذوي الأراب , أي ( الأهداف ) المضلة أوهموكم بأنكم ستجندون وقد إستندوا على سذاجتكم لخدع إبائكم وبسالتكم بهذا الإيهام الكاذب ... أو أنكم ركبتم ظهر الفتنة عفواً بدون سبب ... – ثم قال : فورأس أبي خديوي مصر , ورأسي لقد كذب المبلغ , وماكنا نرمي قط إلى إكراه الجبليين , ولا غيرهم في سائر الأقطار السورية على التجنيد ...لاتزعجكم هذه المخاوف فإنزعوها من أفكاركم .. ) -
ثم عاد للتهديد والوعيد : ( لقدسقنا إليكم خمسة عشر ألف في لواء من المشاة ماعدا الفرسان والمدفعية لتبيدكم وتدمر بيوتكم ... فإذا ما قرأتم مرسومنا ورجعتم إلى الطاعة منقادين ( صاغرين ) مقصين عنكم الغايات الملتوية , فإنكم تحصلون على حرز حريز من الطمأنينة والنجاة والسروربوقاية حياتكم وممتلكاتكم . أما إذا أصررتم على عنادكم فجيشنا المنصور سيستأصلكم , كونوامطيعين لأميركم ..لتأمنوا نبال الخطر وتندموا )
لم يتأخر الثوار في ردهم على أكاذيب المحتل وتهديده ووزعوا نشرة إلى مواطنيهم نشرها المناضل المرحوم يوسف خطار الحلو كاملة في كتابه ( العاميات الشعبية - ص 91 )
أهم ماجاء فيها : ( ... وجب ألا ننظر دلايل أخرى على سوء المصير الذي يهددنا , وبما أن الموت ينزل بالذين ينتظرونه جبناً في بيوتهم .. كما ينزل بالذين يقومون لرفع نير الظلم عنهم,, فلا تترددوا . فلنتحد إتحاداً وثيقاً لحمته وسداه العواطف الإنسانية , ولننهض بغير خوف . فإن الإستبداد الذي يهددنا حتى اّخر ساعة من حياتنا هو على وشك أن يهدم وطننا , أليس ذلك من الجلاء بمكان ؟ ولنكن على يقين تام بأن الندامة المتأخرة لاتنقذنا إذا لاسمح الله إفترقنا أو ترددنا لحظة عن توجيه قوانا لإستعادة حريتنا ..
يجب أن نعقد إجتماعاً من الرجال الوطنيين المعروفين بعلو المنزلة وسمو المدارك , ويكون قوام هذه الجمعية خمسة رؤساء ينتخبون بأكثرية الأصوات في كل إقطاعة , ويعقدون مجلساً في مكان مناسب على وضع إدارة منظمة , وننتقي عشرة اّلاف من رجالنا البواسل لمقاومة كل الدسائس والحركات العدائية المسددة نحو حريتنا ولنخصص الضرائب التي كان في نية الحكومة إستيفاءها لشراء المؤن الازمة للعشرة اّلاف مقاتل ..ويجب أن تكون روابط أعضاء هذ المجلس متواصلة ليتخذوا التدابير العاجلة لحماية مواطنينا المعرضين للخطر .. وقد سبق لليونانأن كانوا خير قدوة لنا فحصلوا على حرياتهم .. وأن أهالي دير القمرهم في مقدمة من تسلح للدفاع عن قضيتنا المقدسة والعادلة فلنسمع نداءهم الوطني , في كل الأنحاء . أما نحن فإن عزيمتنا لا تتزعزع , فقد أقسمنا على إستعادة إستقلالنا مهما كان الثمن والتضحيات ..) .
وقد أرفق اللبنانيون نشرتهم هذه ب ( مظبطة –عريضة) رفعوها إلى محمد علي باشا والد إبراهيم حاكم مصربواسطة الأمير ( أمين شهاب ) وضّحوا فيها الظلم والحيف اللاحق بهم والنكبات التي حلت بهم من حكم إبنه إبراهيم المستبد..
وقد أعلن رافعوا – المظبطة من جميع الأديان والطوائف متحدين ليس فيهم رجل دين واحد -- أعلنوا ثورة شعبية ضد الحكم المصري وجاء في مقدمتها بإيجاز : نقلاً عن ( المحررات السياسية – للشيخين فيليب , وفريد الخازن – ص 8 ) بعد مقدمة شرحت فيها الأوضاع في لبنان والظلم الذي أنزله الإقطاعيون والحكم المصري بالأهالي . وورد في المظبطة حرفياً ما يلي :
( لقد سبيت نساء اللبنانيين , وأنزل بهن أشد أنواع العذاب وعلّقن على الأشجارُ ثم ضربت عليهم " الفردة " الضريبة على الأفراد ( أي إرغام الراشد على دفع الضرائب ) وواجب إستيفائها حتى من الذين ماتوا أوقتلوا في الحرب . ولما إكتشف منجم الفحم الحجري في الجبل أمر أهاليه بتعدينه وتقديم الأدوات للعمل مجاناً لحساب حكم إبراهيم باشا ولم يدفع أجور المكارين الذين نقلوه لبيروت ولم يدفع ثمن الأخشاب والأكلاف الأخرى لم يدفع ربع أكلافها , ولوشئنا تعداد هذه المظالم بالتفصيل لضاق بنا المقام ناهيك عن ضرب العصي والإهانات ,أجبر البناؤون على العمل مجانا وتقديم الكلس لبناء المصح مجاناً أيضأ ....وزادت أعمال السخرة ونهب المحاصيل ودفع الضرائب ومصادرة حيونات الجر والفلاحة ...
وعندما أعلنت الحرب على إخواننا أبناء أمتنا سكان حوران الذين أرهقوا بالمظالم.. أرسلتنا الحكومة لقتالهم , فمات منا كثيرون ,إن من جراء الأتعاب أو في المعارك وقد كلفتنا هذه الحملة خلا القتلى والأضرار نحو ألفي كيس ( الكيس خمسمئة قرش حجر- هامش للمؤلف ) وقصارى القول طالما فقدنا أموالنا وأولادنا وحريتنا لم يبق لدينا شيء من حطام الدنيا ,, إضطررنا لإجابة داعي الثورة تخلصاً من الإستبداد وإستعادة لكرامتنا وحريتنا ) وقد ذكرت مظالم حكم إبراهيم المصري في مراجع عديدة أبرزها: - إبراهيم باشا في سورية – وفي المحررات السياسية للشيخين فريد وفيليب الخازن --- وغيرهم ..وشملت هذه المظالم جميع طبقات الشعب في سورية ولبنا ن .
وقد تأكدت وحدة الشعب في إجتماع قوى الثورة في 7 حزيران 1840 في أنطلياس مهد عامية أنطلياس الأولى 1820 ضد الإقطاع والإحتلال التركي وقد ورد في( المحررات السياسية الاّنفة الذكر. ص 2 ) — قسم الثوار التاريخي التالي :
(إنه يوم تاريخه قد حضرنا إلى مار الياس أنطلياس , نحن المذكورة أسماؤنا به بوجه العموم . من دروز ونصارى ومتاولة وإسلام المعروفين في جبل لبنان من كافة القرى . وقسمنا يمين على مذبح القديس المرقوم / بأننا لا نخون ولا نطابق بضرر أحد منا كائناً من يكون , القول واحد والرأي واحد .
المقر بما فيه : جمهور الدروزفي جبل لبنان والنصارى والمتاولة والإسلام بوجه العموم ..
صَحْ . لقد حضر المدونة أسماؤهم أعلاه وأقسموا يمين على مذبح القديس مار الياس بحسبما هو محرر أعلاه حرفياً وللبيان حررنا هذه الشهادة تحريراً في 7 حزيران 1840 مسيحية كاتبه : القس سبيريدون عرموني – خادم مار الياس – أنطلياس ..*)
وبد أ تجمّع الثوار الموحدين في حرش بيروت ومن هناك إنطلقت ثورة أوعامية 1840 ضد الإقطاع المحلي الذي يمثله الأمير بشير الشهابي و بلطجيته وضد الإحتلال المصري الذي كرس المظالم والإستبداد وإعتمد الإقطاع لتنفيذ ماّربه ... يتبع 24 / 11 – لاهاي - جريس الهامس
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. رولكس من الذهب.. ساعة جمال عبد الناصر في مزاد
.. Socialism 2024 rally
.. الشرطة الألمانية تعتدي على متظاهرين مناصرين لغزة
.. مواطنون غاضبون يرشقون بالطين والحجارة ملك إسبانيا فيليب السا
.. زيادة ضريبية غير مسبوقة في موازنة حزب العمال تثير قلق البريط