الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ممثلو الشعب والدولة المدنية

زيد كامل الكوار

2015 / 11 / 24
مواضيع وابحاث سياسية


أعلم جيدا أن انتخابات مجلس النواب في العراق ما زال أمامها أكثر من سنتين حتى يحين موعدها القادم في عام 2018 ولا يزال الوقت مبكرا للكلام عن الانتخابات البرلمانية، لكنني هنا أود أن أذكر ممثلي الشعب الذين رشحوا أنفسهم في الانتخابات الذين حالفهم الحظ والذين فشلوا أو أبعدوا لأي سبب كان، إنكم يا سادة تمثلون أرقاما مخيفة من أبناء شعبكم الذين صوتوا لكم أو الذين كانوا ينوون التصويت لكم فلم تسنح الفرصة، وعليكم اليوم أن كنتم حريصين فعلا على مصلحة ناخبيكم أن تسعوا وتدعوا إلى الدولة المدنية التي تؤمن للجميع العدالة الاجتماعية والسلم الأهلي وتضمن لكل طبقات الشعب المسحوقة حياة ومستقبلا أفضل، وللذين نجحوا منكم في الانتخابات ويتسلمون اليوم مسؤولية إقرار القوانين وتشريعها في المؤسسة التشريعية المتمثلة بالبرلمان، فالمطلوب منكم اليوم كنواب ممثلين لناخبيكم أن تسعوا إلى تحقيق هدف الشعب الأول الذي مل تصرفات الإسلاميين الخاطئة التي شوهت صورة المسلمين بتكالبهم على المناصب وعلى أموال الشعب العراقي عن طريق الفساد المالي المتمثل في تزوير التحويلات المالية أو العقود المزورة أو العمولات الكبيرة التي تحصلوا عليها من المقاولين الفاسدين أشخاصا وشركات، وما قصورهم الفارهة وأرصدتهم المخيفة في بنوك العالم التي تتمتع بها عائلاتهم ويستهتر أبناؤهم في التمتع فيها بشراء السيارات الفارهة والاستعراض بها في عواصم العالم. هذا ما جنيناه سادتي من نواب الأحزاب الإسلامية الذين اغتنموا فرصة نيابتهم عن الشعب لغرض سرقة أموال ناخبيهم والإساءة للعملية الديمقراطية برمتها بل ولأحزابهم التي ناضلت طوال عقود من أجل تحقيق العدالة الإسلامية التي يدعونها ويتخذونها شعارا، لكن المحك الحقيقي هو التجربة التي تظهر معدن الإنسان على حقيقته وتظهر مدى التزامه بالقيم التي يؤمن بها أو تربى عليها، فقد فشلوا في الاختبار وسقطوا في مستنقع الفساد أمام أول فرصة سنحت لهم ليبيعوا تراثهم ألقيمي والأخلاقي والفكري ليغتنوا بالسحت الحرام عن الحلال القليل الذي هو أكرم لهم ولتاريخ أحزابهم التي باعت هي الأخرى تاريخها ومعتقدها ألقيمي السياسي حين تسترت أو دافعت أو صمتت عن فضائحهم ولم تبادر الى البراءة منهم وتبرئة اسمها وتأريخها كأحزاب مناضلة ملتزمة، كل هذا ولد عن العراقيين ردة فعل سيئة ضد الأحزاب الدينية وشخوصها بصورة عامة ، ما جعل الشعب العراقي يحلم بالنظم التي رفعت دول العالم المتحضر إلى قمة التعامل الإنساني العادل مع شعوبها، وأمنت لهم العيش الكريم مع أن موارد وخيرات تلك الدول أقل بكثير من خيرات العراق وموارده العظيمة، فلا تلوموا العراقيين اليوم حين يطالبون بالدولة المدنية التي تطالب في مبادئها بفصل الدين عن الدولة لأن أمور الحياة العامة اليومية وأدارتها أمور مادية لا تصلح معها روحانيات الأديان فدعوا الأديان أمورا شخصية وعلاقة تربط العبد مع ربه لا يسألكم الله عنها بل يسأل صاحبها واحكموا بلدنا وفق قانون مدني يصوت عليه الشعب ليكون عقدا ينظم علاقتنا بمن يحكمنا فيكون دستورا قانونيا شرعيا ينظم علاقات الناس في ما بينها وعلاقتهم بمن يمثلهم في الحكومة المنتخبة التي يختارونها، ثقفوا سادتي النواب بعضكم بعضا بهذه المبادئ المهمة وثقوا سادتي أن الدولة المدنية هي الخيار الأمثل ليضمن لكم ولأولادكم من بعدكم حق الحياة الحرة الكريمة ويضمن مستقبل الضعيف والمعاق والشيخ الهرم والأرملة واليتيم والمطلقة وكل فئات المجتمع لأنها وببساطة تراعي حقوق الإنسان وتتعامل مع الإنسان كقيمة عليا، فانظروا سادتي النواب وانتم تقرؤون وتسمعون على الدوام بهذه الشعارات والقيم العالية، ألا يستحق الشعب العراقي الذي تمثلونه أن يحيا مثل هذه الحياة؟ إن كان كذلك فاعملوا جاهدين على تحقيق هذا الحلم بالسبل الشرعية المتاحة لكم وحدكم فأنتم اليوم من يقرر مستقبل الأجيال القادمة، فكونوا على قدر المسؤولية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كيف تساهم ألمانيا في دعم اتفاقية أبراهام؟| الأخبار


.. مروان حامد يكشف لـCNN بالعربية سر نجاح شراكته مع كريم عبد ال




.. حكم غزة بعد نهاية الحرب.. خطة إسرائيلية لمشاركة دول عربية في


.. واشنطن تنقل طائرات ومُسيَّرات إلى قاعدة -العديد- في قطر، فما




.. شجار على الهواء.. والسبب قطع تركيا العلاقات التجارية مع إسرا