الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أغنيتي اليها .. في يوم القدس العالمي

باسم الهيجاوي

2005 / 11 / 1
الادب والفن


من نوافذك المحاصرة .. اطل على شوارعك القديمة .. وأحملك في داخلي مثل حلم دافئ .. فتنتشرين فيَّ كما ينتشر الماء في شقوق الأرض .. نتكئ على بقايا الأغنيات قرب الجدار الأخير .. وعلى ما تبقى من أناشيد " خربشها " الأطفال بطباشيرهم على جدران المدارس .. وأعلم ، أيتها الدافئة مثل حلم ، أن الأسلاك لا تكبر كما يكبر الحقل .. وأن اللحظة التي لم تأت .. تواصل الآن رحلتها .. واللحظة الصعبة لا بد أن تلملم زمانها المكسور .. لترحل بعيداً عن الشمس .. فاقتربي .. لكي لا يكون حزننا أكبر .

أتوقف على أبوابك .. مأخوذاً برائحتك الممزوجة بالمواعيد .. أحاول أن أعدك بما لديّ .. وأن ألوح لك بما بين أصابعي .. بعالمي الطافح باشتهاء المواسم .. وانذباح المواويل على حواف الشوق .. لاختصار المسافة بين مساحات الحلم .. وانطلاق الذاكرة .. في استحضار المحطات التي تتعدد صورها بحجم المسافات التي ولّدها الترحال .. والتي تحضرني مثخنة بالجراح .. بمحطات التفتيش .. ترسل النظرات العابقة باشتهاء التوحد مع الألم المتصاعد من تجاويف الجراح .. مثل مناديل تلوح باحتقان الملامح بالصبر .. وبارتعاش الكلام المتصفد دمعاً وجمراً وانتظاراً للبشائر .. فاقتربي .. لنغني معاً على الأشجار المرتفعة .. أناشيد الثورة والوطن .. لكي لا يكون حزننا أكبر .

تعالي بعيداً عن أعين الذين باعوا فضاءك في سوق التهافت .. التصقي بي .. ليكتمل النشيد الأخضر في المحفل .. لتشهدي زمان الحلم .. الأطفال وهم ينشدون نشيد الفرح في طرقهم إلى المدارس .. العمال الذين جاؤوا قفي اللحظة الصعبة .. يقطفون نشيد جباههم وهم يودعون الورد الصباحي .. الرعاة الذين تفرعوا في الجبال .. يوقظون العشب في مواويلهم الدافئة .. اقتربي .. كي يأخذ الورد رائحته .. وتأخذ الأشياء شكلها المتفتح .. والعصافير نشيدها الممزوج بالأخضر القادم .. لكي لا يكون حزننا أكبر ..
وللحديث بقية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مسرحية -شو يا قشطة- تصور واقع مؤلم لظاهرة التحرش في لبنان |


.. تزوج الممثلة التونسية يسرا الجديدى.. أمير طعيمة ينشر صورًا




.. آسر ياسين يروج لشخصيته في فيلم ولاد رزق


.. -أنا كويسة وربنا معايا-.. المخرجة منال الصيفي عن وفاة أشرف م




.. حوار من المسافة صفر | المخرجة والكاتبة المسرحيّة لينا خوري |