الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تركيا ولعبة الأمم

جاك جوزيف أوسي

2015 / 11 / 24
مواضيع وابحاث سياسية


إن الخارطة السياسية لتركيا الحديثة قد تشهد تغيرات جوهرية بعد أن ذهبت أنقرة بعيداً في دعمها للتنظيمات المصنفة إرهابية حسب تعريف الأمم المتحدة ... فالتكتيكات التي اتبعها العثمانيون الجدد في سبيل إحكام سيطرتهم على زمام الأمور في أنقرة كي يتمكنوا من إعادة إحياء "امبراطورية طوران" قد وضع تركيا في وضع معاكس استراتيجياً مع كل من حلف الناتو وروسيا والصين ...
كان الهدف بعد الحرب العالمية الأولى جعل تركيا "بجغرافيتها الحالية" حائط سد بوجه الاتحاد السوفيتي لمنعه من الوصول إلى المياه الدافئة في المتوسط ونقطة انطلاق نحو خاصرته الرخوة في القوقاز وصولا ً إلى تسديد الطعنة القاتلة له في جمهوريات أسيا الوسطى ...
وبعد انتهاء الحرب الباردة فقدت هذه الاستراتيجية فائدتها بسبب تغير طبيعة الحرب وجوهرها، إلا أن العقل السياسي التركي رأى أن الفرصة قد حانت لإعادة إحياء الدولة العثمانية باللعب على الشعور القومي التركي ومداعبة خيال قطاعات واسعة من شعوب المنطقة باستثارة الغرائز الطائفية إلى أبعد حدود ممكنة بهدف إعادة هندسة مجتمعات المنطقة بما يخدم أهدافها الاستراتيجية ...
في سبيل ذلك استخدمت قوتها الناعمة التغلغل في النسيج الاجتماعي لدول المنطقة بهدف تأسيس قاعدة لنفوذها مستخدمة تيارات الإسلام السياسي كحصان طروادة كي تتمكن من السيطرة على حكوماتها عندما تحين اللحظة المناسبة. ومع بدء أحداث الخريف العربي وانتشار الموت والدمار في معظم الدول العربية، بدأت يظهر للعيان الدور التركي المشبوه في تدمير وقتل شعوب هذه المنطقة، بعد أن تمرد العثمانيون الجدد على أسيادهم وقرروا أن يضعوا قواعدهم الخاصة للعبة الأمم.
هذه القواعد كانت بسيطة للغاية وهي، إما أن تقبلوا بنا كأسياد جدد لهذه الجغرافيا وأما ستحترقون بنار الإرهاب وستنزلقون رويداً رويداً نحو حربٍ دينية.
لكن الذي لم يعه جيدا الحالم بعرش اسطنبول أن هذه المنطقة هي نقطة التقاء مصالح دولية من غير الممكن تركها للذئب التركي يصول ويجول فيها بلا حسيب أو رقيب ... وإنه بعمله هذا قد جعل الأهمية الاستراتيجية لبلاده تفقد أهميتها، وما هي إلا فترة زمنية قد تطول أو تقصر حتى تكون خارطة تركيا قد وضعت على طاولة راسمي الخرائط كي يعاد تشكيلها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وسام قطب بيعمل مقلب في مهاوش ????


.. مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين في الجامعات الأمريكية: رئيس مجلس ا




.. مكافحة الملاريا: أمل جديد مع اللقاح • فرانس 24 / FRANCE 24


.. رحلة -من العمر- على متن قطار الشرق السريع في تركيا




.. إسرائيل تستعد لشن عمليتها العسكرية في رفح.. وضع إنساني كارثي