الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لا لن تفعلها يا رياض الترك !!!إلى أبي هشام مع المحبة

باسل ديوب

2005 / 11 / 1
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


لم أكن أعرف عنك الكثير لكني كنت متعاطفاً معك بقوة وأنت في المعتقل، وعندما خرجت فرحت كثيراً فقد كنت رمزاً لنا في الحقيقة،
ولم يكن ما أسمعه عنك من كثيرين ليؤثر فيّ ، لم أشطبه تماماً لكني وضعت احتمالا كبيراً أن يكون من تدبيج خصومك وكانوا كثر ، أو من السلطة لشرعنة سجنك وتشويه سمعتك، وكنا أيام الرعب الأمني مصابين بداء "نقص الوثائق في الدم" !! مضطرين إما للخندقة او الحياد ما بعرف شيء عنه أو عنهم !!
ثم قرأت لك تصريحات صحفية ولقاءات هنا وهناك وكنت لا أضعها في ذلك السياق المذكور الــــ كش بره وبعيد !!!!
وكنت أظنها من ردود الفعل على المرحلة الشمولية ونزوع طهراني ينشد ديمقراطية خالصة لوجه الوطن . ليس أدل عليه من أنكم تنحيتم عن قيادة الحزب ولم يخلفكم نجلكم هشام في قيادته مقتدين بسيرة القائد ( أبو عمار) رحمه الله فلقب "أبو" للزعيم عودونا عليه للتوريث بعد أن خطفوه من مطلقيه الفدائيين المقاومين واهبي أرواحهم ،
أعرف أن ليس لديك "هشام " كما ليس لعرفات "عمار" لكن تنحيك تسجل لك بكل احترام .كبادرة لا تمثيلية كما في مؤتمرات الحزب الشيوعي ، لم يسبقك إليها من التاريخيين سوى رمزنا الكبير الدكتور جورج حبش,
أذكر في ذلك الماضي القريب أني أبديت اعتراضاً على بعض من تصريحات لك حول لبنان والعلاقة معه، فبقدر ما قبلت موضوع سيادته واستقلاله وتصحيح العلاقة معه على أساس استراتيجي المؤكد عليهما من قبلك بشدة بقدر ما استغربت غياب موقفك من وحدة المسارين وأنت بعد خروجك من الاعتقال الطويل لم تعارض التسوية السلمية بل أيدتها ، ومن المقاومة كذلك ومرورك السريع على ذلك ، تحدثت عن ذلك مع الرفيق عمر قشاش النقابي العتيق الذي أحبه أكثر مما تتخيل بكثير أكثر بمقدار ألف عريضة عمالية مطلبية و مليون أول من أيار !!! ووعدني بمناقشة ذلك معك .
لكنك وبعد احتلال العراق أطلقتَ مقولة لا تزال تصفر كالريح في أذني وهي "الصفر الاستعماري" تلقفها من كان يهاجمكم بشدة في الماضي متهماً إياكم بالغباء السياسي بالتحالف مع الإخوان، ودبج عليها مقالة كبيرة عن سقوط البعث في العراق وربحيته للشعب العراقي، بدأت أتوجس من مقولاتك وأشعر بالمرارة من مواقفك ،
وقفز إلى ذاكرتي ما ينسب وما زاد في نسبته إليك ، من تحليلات طائفية غريبة أن تصدر عن علماني وطني وديمقراطي مثلك ( أهلية بمحلية يعني ) كش بره وبعيد !!! فأقول ليست مشكلة في الصميم مجرد انزياح في الرؤية لا بأس يمكن الحوار حول ذلك ، الرجل في النهاية علمي مادي ديمقراطي.

ثم قرأت لك مقابلة مع النيويورك تايمز تزامنت مع هدية أمريكية لشعب سورية بقانون تحريرها منه، كانت خيبة أمل كبيرة لا بك فحسب كرمز ديمقراطي بل بمستقبل الديمقراطية في سورية كان كلامك حِرفياً وسياسياً بدرجة عالية ،واضحاً في جرأته شديد الحذاقة كان يوارب ولا يوضح ، يلثم ثغر الشمطاء أمريكا ولا يقبّل، كان لسانك يرتدي قفازي ماري أنطوانيت لا يترك أي أثر دامغ أو بصمة على ورق الجريدة ، لكنه يرتب الكلمات ويرصفها بمتوالية "صفرية استعمارية" !!
يشي بالبيْن ولا يدعي الترحيب بقدومه ، يلوح لهم بورود يحبونها ملقاة على جنودهم الفاتحين المحررين ليرى القارىء – القاضي السراب ويشم رائحة الحبر الكريهة ، قلت هي وعكة ديمقراطية سببتها تلك المنفردة اللعينة ، وبت أتساءل أهو التكتيك بالتخويف الذي تقوم به السلطة الأمنية بحقنا معكوساً هنا ؟؟؟
راودتني أفكار قاسية بحقك وأعترف لك أطلقت سيلاً من الكلمات البذيئة التي بالتأكيد سمع معتقلون مثلك كثيراً منها في السجن ثم قلت لنفسي قد أكون على خطأ فالرجل صاحب تجربة سياسية كبيرة تمتد لأكثر من نصف قرن بكثير ضعفي عمري تقريباً، ومرارة التجربة جعلته يتلمس الجرح جيداً ويعد الخلطة العشبية بيديه، ثم فقد رآى ما لم أره أنا الشاب المتحمس النزق لدرجة التهور ، نعم إنهم العجائز لديهم منطق وحكمة صقلتها السنون ،
لكنه هنا يخون تاريخه أيعقل ذلك ؟؟ قلت لنفسي :لا لا يمكن أن يكون جدياً في هذا الكلام وما سبق إنها صرخة ألم ،لعل من يستسهل سجن الناس وكم أفواههم ينتبه إلى هذا فيتئد .
بعثت لك برسالة غاضبة مع أحد "مريديك " قلت له أخبر معلمك أن هذا الحوار مع النيويورك تايمز هو ستربتيز رجل سبعيني أمام شمطاء العصر روما الجديدة واشنطن لا يليق به ذلك !! ثم تراجعت لا لا ليس لائقاً هذا الكلام كمدخل للحوار بل قل له أن شاباً لا تعرفه يشعر بأنك خذلته بشدة بأنك خنت شبابه و نضاله لأجلك ولأجل الديمقراطية فأنت لم تعد لنفسك أنت مذ خرجت يجب أن تبقى رمزاً لحرية الرأي أن تكرس نفسك لهذا فقط دون لوثة السياسة فكيف تقامر بنا وبالديمقرطية ؟؟؟ لم تصلك الرسالة على ما يبدو فيقيناً عندي أنهم مريدون فحسب لا يجروؤن على انتقاد من ينظرون إليه بطركاً مكرساً بمعارضته فحسب لا بمنجزه الفكري الخاص .
راودتني أفكار مضحكة منها الصبياني فقلت لنفسي هذا فخ صنعه أبو هشام للأمريكان فهو يكرههم جداً و لقد أشار في المقابلة إلى تواطؤئهم و الروس مع الأسد ضد صلاح جديد لعدم قبوله الـ 242 و الذي تحدث عنه بإيجابية (جديد أعني ) قلت ربما لا زال يحمل شيئاً من ذلك الزمن الثورجي و من تحالفه مع بعثيي مقولة بقعة "الزيت الشهيرة" وحرب التحرير الشعبية ، أهو فخ للأمريكان باستدراجهم إلى قطعة الجبن السورية ليطبق الفخ عليهم وتتسع جبهة الحرب الشعبية ويستنزف العدو ويمرغ وجه الغزاة بالوحل، فيجرجروا ذيول الهزيمة ويطلبوا الصلح والغفران وتتوحد الأمة وتتحرر فلسطين يتيمة عصر الحرية القادم فلا يبدو أن لها حصة من خطط المحررين ،
تتحرر فلسطين ويعود اللاجئون أهذا استشرافه للمستقبل ؟؟ أليس تياره من تحدث عن الاندماج بالبعث وتشكيل حزب شيوعي عربي، لا لا الأمريكان ليسوا فئراناً وسورية ليست مشهورة بجبنها لتفعل ذلك،
كنت بحاجة إلى شجاعة لأعلن موقفا علنياً جذرياً من دعواتك يصب لعنات الديمقراطيين الجدد علي ّ ، لكن في ذلك خطر الشماتة لا بأس إنه نقد المرحلة وتعود على قول الحقيقة لأول مرة أمام "الجماهير" الذين سيتم تحويلهم إلى مجتمع مدني ، منذ استقالة عبد الناصر الشهيرة !! بل ربما فيه اهتبال الفرصة ممن طالبناهم بإطلاق سراحك وبالديمقراطية لِضربِنا بقوة أو صفعِنا أو ركلِنا على أقفيتنا بدكن ديمقراطية يا خروات مو هيك !!!!
بيلبقلكن والله تضربوا أوبة كذابين !!! انقلعوا على أمريكا ،هم يقولونها لمن ينتقدهم ولو كان مثلي أو واحداً منهم حتى ، شموليون يعني... أنت أدرى مني في هذا ، فكيف بهكذا حالة فاقعة يا رفيقي
سيقولون خوناكم سلفاً كان عندنا بعد نظر ويقهقهون بلؤم الجبار المتمكن !!!!!!
فكرت بالكتابة عن مواقفكم فقليلون هم الذين استنكروها أو ناقشوها أو طالبوا بتفسير لها ما زاد في مخاوفي وقلقي أكثر،
إذن غالبيتهم مجروحون مثلك ومصابون بوعكة ديمقراطية ألمت بهم في الزنازين الرهيبة، أو وصل فيروسها إليهم بصرياً عبر بث القنوات الحرة ووهم الصعود إلى القمة ووراثة البعثيين ، هل من المعقول أنهم كلهم أيضاً وضعوا قطعة جبن للفأر الأمريكي هذا احتمال ضعيف؟!!
ثم واجهت نفسي بشجاعة نعم سأستعيد حماسي المعهود وسأطزطز على أمريكا واللي خلّف أمريكا ومن ينتظر أمريكا ومن يسوق لأمريكا ومن يدعو للحوار مع أمريكا بتثاقف منهجي أو بتسايس سلطوي أو بتفاخخ* نضالي .
ثم سمعت انك صرحت بأنك لن تقاتل إذا هاجم الأمريكان سورية ، قلت لمحدثي المتهكم بشدة : لا إنه مصاب بوعكة ديمقراطية فحسب لا أصدق أن الطفل الحمصي اليتيم الذي لعب في شوارع الخالدية ووادي السايح و نطنط على الأراجيح المنصوبة في العيد الكبير قرب "سِيدي خالد" بكسر السين ، ومن رشق السنغاليين ** بالحجارة وهتف لسورية في المدرسة وندم أشد الندم على موقف حزبه الشيوعي من الوحدة المغدورة ومن بكى في التاسع من حزيران 1967 وتمرد اكثر على أممية خالد بكداش الصنمية ونبذها للعروبة وأعلن مساره العروبي وفي القلب منه فلسطين وأرسل حزبه المقاتلين إلى جبهة العرقوب التي فتحتها الأحزاب الشيوعية العربية ، لا أصدق أنه يعنيها من قلبه هي صرخة ألم فقط تخويف مثل تخويف الأمهات لأطفالهن ....
لا لا لا
لا أصدق أن رياض الترك سيتغنى بصوت انفجارات القصف الأمريكي في حمص نشيداً للحرية القادمة
مثل كنعان مكية في قصف بغداد و لكأني به يهرع حينا إلى بنك الدم في جورة الشياح فيرده الممرضون لسنه وهو السبعيني العليل من زنازين القهر بكل احترام وفخر إلى بيته بعد كأس من الشاي ونظرات إكبار وإعجاب ، ستدمع عيونهم اذا ما عرفوا أنه قضى ثلاث عشرة سنة في زنزانة منفردة ، سيجنبهم هو هذا الموقف اذ لعلع الرصاص ، لن يتحدث عن الماضي.....
لكأني برياض الترك يبكي كالطفل ويموت قهراً عند سقوط أول صاروخ على الكلية الحربية في الوعر ، أو ستنتابه نوبة قلبية عندما يخرج مع الآلاف من جامع خالد لتشييع أول كوكبة
من الشهداء هاتفين من قلوبهم لأول مرة ذاك الهتاف بالروح بالدم نفديك يا.................. نفديك يا شهيد !!!!!



* من فخ
** جنود فرنسا المكلفين بقمع الشعب السوري وكان من عادتهم تجنيد أفراد شعب للخدمة في صفوف جيشهم المحتل بلاد شعب آخر.
*** كتبت هذه الرسالة قبل مداخلة الرفيق رياض الترك على شاشة فضائية الديمقراطية !!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اليمن.. حملة لإنقاذ سمعة -المانجو-! • فرانس 24 / FRANCE 24


.. ردا على الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين: مجلس النواب الأمريكي




.. -العملاق الجديد-.. الصين تقتحم السوق العالمية للسيارات الكهر


.. عائلات الرهائن تمارس مزيدا من الضغط على نتنياهو وحكومته لإبر




.. أقمار صناعية تكشف.. الحوثيون يحفرون منشآت عسكرية جديدة وكبير