الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاسد بين فروة التسلط وعباءة المجوس

حسين علي الزبيدي

2015 / 11 / 24
مواضيع وابحاث سياسية




لايام قليلة مضت طرح احد الاخوة في المجموعه سولا طلب فيه ايضاح ارائهم وانطباعاتهم عن الرئيس بشار الاسد حاكم سوريا فرد عليه اخ اخر بما معناه ان الاجابة لن تخر ج عن الاطار التقليدي الذي صنعته الطائفية السياسيه المهيمنه على اغلب العراقين فالسني منهم لايرى فيه اكثرمن دكتاتور متسلط يقمع شعبه ويستعين على ابناء جلدته بالايرانين المجوس....!
اما الشيعي قان ابصاره تلامس قائدا محنك ورجل شجاع استطاع الوقوف بوجه كل قوى الشر المتحالفه مع امريكا واسرائيل لتدمير الشعب السوري وتمزيقه توطئة لا قامة كيانات هزيله فيه اوسحقه بديمقراطية مريبه كالتي اقاموها في ليبيا او العراق .
اما انا فاعتقد ان كلا الاجابتين صحيحه على ضوء الانقسام والتناقض في الرؤى والمواقف السياسيه التي يتبناها الطرفان , مما يفرز نزوغ طائفي يتقمص الجميع, ويهيمن على عقولهم وقلوبهم فينحاز كل منهم الى ما ينسجم وعواطفه وافكاره بصورة ارتجاليه لا تستند الى اي تامل او حوارمع الذات ياخذ بالحسبان مصلحة الوطن ومساحة النفع او الضرر الذى سيلحقه به التمسك باحد الموقفين.
وهنا تبرز وطاءة الطائفيه حينما يتماهى فيها السياسي بالمذهبي ليشكلا خطا واحدا يطغى على الجوهري والاساسي ويفضح اسرار القداسة التي تصنعها لرموزها ودعاتها ورفض المساس بهم او توجيه النقد لهم كافراد او دول وكأنهم الدين ذاته او الورثة الشرعيون لكل ما يتصل به او يرشح عنه , والاخرين مجرد مدعون ليس الا . ومثال ذلك اعتقاد السني ان السعوديه على حق في كل شيء لانها تمثل الدين الحقيقي وبالتالي فانها لا يمكن ان تاتي بما هو مشين او ضارللمسلمين ,
ونجد عكس هذا التصور لدى الشيعى فهو مقتنع بان الولاء للرسول وال بيته هوما يمثل الاسلام ويجسد مبادئه الحقيقيه وان السائرين عليه والثابتين فيه هم الاكثر صدقا ولانصع سريره وان ايران تمثل هذا الخط بصدق فلا يمكن ان تاتي بما يتناقض او لايتفق معه.
ولا احد هنا يستطيع ان يحدد الموقف الراجح لااحد الطرفين لغياب ا المنظار الموضوعي وتلاشيه في عموميات معقده تتجاهل المحك والمعيار الذي على ضوئه تتحدد النتائج وتقوم المعطيات والذي يمكن حصره في جانبين الاول هو الدين والثاني هو الوطن.
ان الاوطان في بلاد الاسلام الذي جعل من الوسطيه والاعتدال جانبا اساسيا فيه تفتقد لهذه الميزة الجوهريه في ضل الغلو والتطرف الواضحين في سلوك ونهج الدول التى تتخذ من الدين ايدلوجية لها , ولا تلوح باطلالة سافره الا في الانظمه التي توصف بالعلمانيه كاالنطام المصري الان والنظام السوري قبل الاحداث الاخيره وكذلك كان نظام صدام قبل ان يتحول الى عبد الله المومن وكما هو الحال في هذه المنطقه لم تكن هذه الانضمه علمانيه بالشكل الدقيق كما هو الحال في اوربا بل تحصل فيها بعض الخروقات الدينيه ومن ابرزها محاباة المسولين للمواطنين- بصورة غير معلنه- فتراهم يفدمون البعض او يوخرونهم على ضوء الانتماء المذهي فالاسد وان كان علمانيا الا انه يميز العلوين على سواهم دون ان يحدث هذا شرخ كبير في المجتمع او ضطهاد طوائف اخرى فيه وعدا ذلك فقد ساهم في بناء دولة قويه ومجتمع متماسك يرفل بكل اسباب الحظارة والنهوض .
اذن ليس هناك خلل او امر غير مالوف في سياسته الداخليه حتى مع وجود التسلط الحزبي المرافق لسيادة الحزب الواحد فقد تعود العرب على مثل هذه الممارسات واعبروها امر طبيعا وخاصيه داخليه لايجوز الاعتراض عليها فالتسلط الحزبي او الديني او الاسري كان ولا يزال من ثوابت السيأسة في الانضمه العربيه يعتبر نقدها او الاشارة اليها تدخللا في الشان الداخلي لهذه الدول التي يمثل اعلانها الالتزم بحقوق الانسان مزحة كبرى ورياء لامزيد عليه وما دام النظام السوري لا يتدخل في شون سوه في الفتره الراهنه فيفترض ان لاتكون هناك اسباب واضحة ومعقوله للعداء بينه وبعض الدول العربي كا لسعوديه اوقطر وغيرها من دول الخليج بما يصلح لان يكون مبررا لتدميره ومحاولة اسقاطه بالقوة المسلحه وتحميل شعبه كل هذا الدمار والخراب وان تبني هذا الاتجاه ومحاباته هو من باب مهما كانت الاحداث غامضه فان السعوديه تهدي الى الاتجاه السليم ....!اذا فلا نجد قي هذا الجانب ما يمكن ان يعود على احد بالنفع والفائده سوى تنفيذ الرغبه الاسرائليه الامريكيه في التخلص من المركيزيه والحزم في دوله من الخط الاول في مواجهة اسرائيل .
اما الجانب الثاني والمتعلق بالوطن فتلوح فيه الطائفية السياسيه بشكل اشد وضوحا حيث تنعكس ابعاده بشكل مباشرعلى مجريات الاموربصورة موثرة فما سيكون عليه العراق من جرائها مخيفا وحاسما في ابعاده ونتائجه في حاضره الراهن او مستقبله القريب والبعيد فلو انتصرت قوى الضلام في سوريا لاضحى مستقبل العراق وبعض دول الجوار على كف عفريت حيث تغدوا دمشق عاصمة لدولة الارهاب المتمدد والذي لايحول دون انتشاره شي حتى يبتلع الدول الداعمه له ذاتها ....! وان خطورته تكمن في قاعدته الفكريه والعقائديه التي انبثقت من العقل الوهابي وترعرعت ونمت في الحضن السعودي ولذا فهم لا يمكن ان يتضررو منه حيث يتماهى الاثنين في مفهوم واحد .
ان وجود الاسد وتماسك نضامه يصب في مصلحة العراق وامنه , هذا اذا كنا نومن بالحق الطبيعي للعراقين في ان يعيشوا احرارا في بلادهم , وان يتمتعوا با لحقوق التي اقرتها كل اللوائح والشرائع السماوية والوضعيه , اما من يرى في انكسار سوريا امام قوى الضلام التكفيريه انتصار للاسلام والشريعه كونهم يمثلون اهل السنه ويعتبرونه نصر سني مهما يمهد لسقوط العراق بايديهم والعوة الى حكمه مجددا , من الموكد ان ترجيح موقف كهذا هو محض املاء طائفي يغيب عنه ويتلاشى فيه الانتماء للوطن بنسبة تدعو للقلق والتشاؤم ويوكد بشكل قاطع ان الطائفية السياسيه تمثل كارثه وماساة لا يمكن لهماان ينايتجا راي اوموقف صحيح








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. القضية الفلسطينية ليست منسية.. حركات طلابية في أمريكا وفرنسا


.. غزة: إسرائيل توافق على عبور شاحنات المساعدات من معبر إيريز




.. الشرطة الأمريكية تقتحم حرم جامعة كاليفورنيا لفض اعتصام مؤيد


.. الشرطة تقتحم.. وطلبة جامعة كاليفورنيا يرفضون فض الاعتصام الد




.. الملابس الذكية.. ماهي؟ وكيف تنقذ حياتنا؟| #الصباح