الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الهذيان في ورك الممثلة الذي بان !!

الشربيني عاشور

2005 / 11 / 1
الادب والفن


الالتزام في الفن قضية فكرية تحولت إلى مناقشة ( زبالة ) في برامج حواري تليفزيوني جمع فيه المذيع بين مجموعة من الفنانين ( الكسر) منهم من أعلن توبته عن الفن بالاعتزال ومنهم من لم يتب ولكنه أصبح رافعا للواء السينما النظيفة . ليدور النقاش حول خلو الأفلام والمسلسلات من القبلات والمايوهات والراقصات وغطاء رأس الممثلات ليكون ذلك منتهى الالتزام من وجهة نظر حضرات السادة الضيوف .

وهكذا تتحول الحلقة إلى ( قعدة بلدي) كل ما فيها كلام ممل وسطحي ، إذ تختصر القضية الجادة وتبتذل في ( ورك الممثلة الذي بان وعليه الأمان ) أو( حلمة الفنانة التي نطقت من الفستان) وينسى الجميع أن الالتزام الفني هو في الأساس التزام بقوانين الفن والتعبير عن المجتمع وقضاياه بواقعية سواء كانت هذه الواقعية نقدية أو اشتراكية أو سحرية أو قذرة ـ القذرة هنا مصطلح فني وليست شتيمة ـ هذا الالتزام يقود إلى طرح مشاكل المجتمع السياسية والنفسية والاجتماعية وتقديم معالجات وحلول جديدة تسهم في مواجهة الناس لمشاكلهم أو التفكير في حلول تدفعهم لاكتشافها .

لا تسمع لشيء من هذا فيما تسمع من حضرات السادة الضيوف فالجميع أصبحوا دراويش أو أولياء لله صالحين ، وليتهم كانوا كذلك بالأساس ، وانما هو التسطيح والجهل والتخبط بين الإحساس بالتخلف والعجز عن فعل شيء أمام التردي الذي تعيشه هذه الأمة حاليا ، وبين النظر للآخر الذي تخلص مبكرا من عقده ونشط في بناء ذاته ومجتمعاته فسيطر وفرض نفسه على الجميع ، ومن ثم فليس إلا الإحساس بالتقزم ومحاولة التعويض بالغرق في الرغي وادعاء العلم والشرف والفضيلة . بينما هم يمارسون أبشع الجرائم بالتسويق لمقولات فضفاضة والدفاع عن أفلام تافهة وما تحمله من ابتذال وكلمات سوقية وسخة تغتال عقول المشاهدين قبل أن تسلب جيوبهم .

الغريب أنك تسمع من هؤلاء مصطلحات عجيبة مثل ( السينما النظيفة ) وكأننا نغسل صحونا في مطعم وهو المصطلح الذي يلوكونه بأفواههم جهلا لأنه ليست هناك سينما نظيفة وسينما غير نظيفة . هناك فقط السينما الجادة والسينما الهلس ، وهذا الهلس يمكن أن يكون محجبا خاليا من الشعر المكشوف والأوراك العارية أوالحلمات الناطقة ، وما يقال غير ذلك فهو سفسطة وكلام فارغ من أي معني اللهم إلا ركوب الموجة ونصب الشبك للجمهور الذي ساهموا هم بأفلامهم النظيفة في تخلفه وتغييبه ومسخه ، وابعاده عن التفكير في مشاكله وقضاياه المصيرية .

وليعقدوا المقارنة بين سينما الخمسينات والستينات وهي بالمناسبة سينما غير نظيفة بمفهومهم الحالي وكيف أنها ساهمت في صياغة وعي أجيال كاملة بواقعيتها والتزامها في غالبية إنتاجها بقضايا المجتمع . أجيال كانت تقرأ وتشاهد وتنتمي وتحب وتحارب وتتطلع إلى مستقبل أفضل ؛ لأنها لم تكن تشاهد تفاهة السينما النظيفة التي يدََعونها الآن والتي لا تقدم سوى التهريج والتي ليس فيها من الفن إلا الاسم ومن الفنانين إلا محتالين يخططون جيدا لسرقة جيوب المشاهدين واغتيال عقولهم بتقديم التفاهة والتسطيح تحت مسمى السينما النظيفة .

والغريب أيضا أن هؤلاء جاءوا ليناقشوا الالتزام بمفهومهم السطحي في الوقت الذي أصبحت فيها قنوات السكس المجانية على قفا من يشيل أي أن المشاهدين الذين كانوا يدخلون السينما أيام زمان فيشاهدوا قبلة من نادية لطفي أو سعاد حسني أو رقصة لسهير زكي أو مايوها لشمس البارودي فينفعلون ويصفقون ويفهمون المشهد في سياقه الدرامي . هؤلاء المشاهدون غير مشاهدي هذه الأيام الذين لم يعد يؤثر فيهم حاليا أن تخلع الممثلة كل ما عليها . بعد أن أمطرهم الفضاء بآلاف من ممثلات السكس الفاتنات من مختلف الجنسيات والأعمار والأشكال والألوان وهن يُضاجَعن على المكشوف وعيني عينك وبكل الأوضاع الممكنة وغير الممكنة .

هؤلاء المشاهدون لا يحتاجون إلى مناقشة تافهة حول تغطية شعر حنان ترك أو حذف قبلة منى زكي أو تسكير مايوه داليا البحيري .. انهم بحاجة إلى شيء آخر .. بحاجة إلى سينما تحمسهم وتحركهم ليفكروا في واقعهم الشخصي المر وواقعهم العام الأشد مرارا لكي يسألوا من هم وفي أي مجتمع يعيشون ؟ وماذا عن مستقبلهم ومستقبل بلادهم ؟ ما الذي يجب أن يقرؤوه ويفكروا فيه ويفعلوه ، وقبل كل شيء كيف يقاطعون مثل هذه البرامج وضيوفها من المحتالين الذين يكذبون بعيون مفتوحة ويمارسون الضحك على الذقون من دون أن يحمر لهم وجه .

هل تصدقوا أن هذا البرنامج الذي زاد وفاض في مناقشة قضية الالتزام هذه بالشكل الذي أشرت إليه يبث من قناة هي جزء من شبكة تتضمن أكثر من خمس قنوات سينمائية أجنبية وتقدم أفلامها كما هي من دون حذف أي مشهد جنسي صريح و الاكتفاء فقط بإشارة R3 أو X أي أن ما يقدمه مذيعو هذه الشبكة باليمين من دعاوى الفضيلة وان تكن مسطحة وغبية تلحسه الشبكة بالشمال بأفلامها ذات المشاهد الجنسية الصريحة !! فأي ازدواجية وتخبط وقرف نعيشه في هذا الزخم من الكلام على الفارغ والملآن ، والتزاحم على أبواب الادعاء والهستيريا والهذيان ؟!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيلم السرب للسقا يقترب من حصد 28 مليون جنيه بعد أسبوعين عرض


.. الفنانة مشيرة إسماعيل: شكرا للشركة المتحدة على الحفاوة بعادل




.. كل يوم - رمز للثقافة المصرية ومؤثر في كل بيت عربي.. خالد أبو


.. كل يوم - الفنانة إلهام شاهين : مفيش نجم في تاريخ مصر حقق هذا




.. كل يوم - الفنانة إلهام شاهين : أول مشهد في حياتي الفنية كان