الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الرحيل المفاجىء لعراب الاجتثاث ...النائب احمد الجلبي

احمد عبدول

2015 / 11 / 25
مواضيع وابحاث سياسية


بادئ ذي بدء اود ان اطلع الاخوة القراء, اني من مواليد مدينة الحرية في بغداد ,والتي كانت تسمى الى زمن غير بعيد بمدينة الهادي نسبة الى رجل الاعمال عبدالهادي الجلبي جد الراحل احمد الجلبي الذي تقلد منصب وزير التجارة ابان العهد الملكي ,ومع ان اول وابرز الاسماء المعارضة التي طرقت سمعي قبيل سقوط النظام البائد كان هو اسم النائب احمد الجلبي كما هو حال اكثر العراقيين ,الا اننا وبعد السقوط المدوي لنظام البعث الفاشي لم نلتقي بالجلبي, بينما كنا نتوقع خلاف ذلك ,فقد استبشرنا خيرا بعودة ابن مدينتا الذي اخذ يتردد على املاك ابائه واجداده لكننا لم نلتقي به ولم نلتمس ه له أي مبادرة لتحسين واقع مدينتنا الخدمي والامني ,فقد احاط الجلبي بستان والدة (مشتل عواد ) بكتل الرمال عندما اتخذ من ذلك المشتل مقرا له ,وقد تعرضت شخصيا الى اكثر من مضايقة من الموكب الخاص بالسيد النائب وانا اهم بعبور الشارع المقابل للبوابة الرئيسية لمقر الجلبي بالقرب من ساحة (عدن ) ,حيث كان موكبه الخاص يمر بسرعة البرق وسط اطلاق العيارات النارية على طريقة افلام (الويسترن الاميركية ) .
هذا هو الجلبي بالنسبة لي ولأهل مدينتي لكن هل يمكن ان يغتزل الرجل بذلك الجانب ,الجواب كلا فالراحل يعد شخصية تحتكم على عدة جوانب متشعبة وخصائص مميزة , فهو اهم واخطر من استطاع بلابقته وكياسته ودبلوماسيته السياسية المعهودة ,ان يعجل بسير القاطرة الاميركية على سكة تحرير العراق من اشرس نظام ديكتاتوري عرفته البشرية ,وماتزال صورة الجلبي عالقة بالأذهان وهو يخطب تحت قبة الكونغرس الاميركي بكل شدة وحماسة والتأثير للضغط على توجهات بعض اعضاء الكونغرس الذين كانوا يعارضون استخدام القوة لإزاحة (صدام حسين ) عن سدة الحكم ,وهذا ما حدا بالأمريكيين ان يعدوه مرشحا ساخنا للرئاسة بعد زوال نظام البعث ,الا ان الامور اخذت منحى اخر عند دخول الأمريكان الى العراق ,فشخصية الجلبي والتي تعتز بما تحوزه من قناعات وتطلعات بمعزل عن املاءات الاخرين وان كانوا الأمريكان انفسهم كانت قد عجلت بحدوث شرخ واضح وعميق بين الادارة الاميركية وبين احمد الجلبي .
يذكر الراحل في اخر لقاء له في فضائية العراقية ان الحاكم المدني الاميركي ابريمر قد قال له بالحرف الواحد (ان سياساتك وطروحاتك هذه الايام بشأن وجودنا في العراق بدأت تزعج الرئيس بوش) فرد الجلبي قائلا( انا لا يهمني ما يجري عندكم ما يهمني ان تكون العملية السياسية العراقية صح ولا تمشي على عكازتين امريكيتين ) ثم تابع الجلبي قائلا لبريمر ( انتم لا تفهمون في الخصوصيات العراقية ولا تعرفون طبيعة هذا الشعب وعليكم ان تسألوا العراقيين لانهم اهل الدار وآياكم والترتيبات الجاهزة والوصفات السريعة لمستقبل العراق لأنها تحول الانتصار الى هزيمة والديمقراطية الى نقمة ) ولا يخفى على المتابعين ان الجلبي كان قد وقف بالضد من التوجهات الاميركية المدنية والعسكرية للإدارة الاميركية لتوجيه العملية الانتقالية في العراق ,فقد استطاع ان يقنع الحاكم العسكري (جي غارنر ) آنذاك بضرورة تشكيل حكومة مؤقتة تتولى الاشراف والتنفيذ في العراق, وان يبقى الوجود الاميركي العسكري في الثكنات الخاصة به ,وقد وافق جي غارنر على ذلك الطرح لكن سرعان ما قامت السي اي ايه بإلغاء المقترح مستبدلة (جي غارنر) بالوجه الجديد ابريمر .
كذلك يعرف المتابعون لملف الجلبي السياسي ان السفير الاميركي زلماي خليل زاد كان يقبض من النظام السعودي امولا طائلة لقاء ابعاد الجلبي عن دائرة التأثير في مسار الدولة العراقية الجديدة , وذلك بسبب مقدرته على اضعاف الوجود السعوي داخل العراق .للراحل الجلبي تاريخ مشرف في اكثر من جانب لاسيما وقد ختم مشواره السياسي المليء بالتقلبات والتناقضات والمماحكات, بانه كان وراء كشف جملة من الوثائق التي تتضمن عمليات فساد كبرى عن طريق غسيل الاموال وتهريب العملة وهي مبالغ تقدر ب(8 مليار دولار ) وقد حرص الراحل الجلبي على ايصال نسخ مصورة من تلك الوثائق الى مكتب السيد السيستاني ونسخ مشابهة الى مكتب رئيس مؤسسة المدى (فخري كريم) .
اخيرا يكفي الفقيد فخرا انه كان وراء اصدار اعظم قرار تاريخي وهو القرار الذي نص على اجتثاث البعثيين ممن تلطخت ايديهم بدماء ابناء الشعب العراقي .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل تسعى إسرائيل لـ-محو- غزة عن الخريطة فعلا؟| مسائية


.. زيلينسكي: الغرب يخشى هزيمة روسية في الحرب ولا يريد لكييف أن




.. جيروزاليم بوست: نتنياهو المدرج الأول على قائمة مسؤولين ألحقو


.. تقارير بريطانية: هجوم بصاروخ على ناقلة نفط ترفع علم بنما جنو




.. مشاهد من وداع شهيد جنين إسلام خمايسة