الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قضية المهاجرين المسلمين إلى الغرب

جعفر المظفر

2015 / 11 / 25
الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة



يوم نناقش قضية هجرة المسلمين, إلى أوروبا يبرز هناك من يقول أن الغرب هو بحاجة إلى هؤلاء المهاجرين أكثر من حاجتهم إليه, والقضية برأيه ليس فيها اي عامل إنساني له صلة بقيم الحداثة التي تؤمن بها تلك المجتمعات وعلى رأسها معاداة العنصرية. هذا التفسير لا شك هو تفسير نمطي تغيب عنه معرفة التطورات الإنسانية التي عاصرت هذه المجتمعات وتدحضه حقيقة أن أغلبية المهاجرين في أوروبا يعيشون عالة على تلك المجتمعات ويكلفونها مبالغ المساعدات الطائلة التي تصرف على معيشتهم وتطبيبهم وتعليمهم.
لاشك أن تلك المجتمعات تعاني من تراجع على صعيد المواليد الجدد, ولهذا فمنها من يشجع هجرة العائلات مع أطفالها لمعرفة سهولة إندماج صغار السن مع الثقافة الغربية على عكس كبار السن, لكن بالتأكيد فإن هذه المجتمعات لن تجازف بتعريض وحدة نسيجها الثقافي المجتمعي لخطر التراجع بفعل هيمنة الثقافات الأخرى لذلك فقد كانت حريصة جدا على ضبط أعداد المهاجرين بحيث يسهل توزرعهم على مختلف المناطق وإندماجهم مع ثقافة المجتمعات الوافدين عليها.
لقد كان الأمر قد جرى سابقا في هذا السياق, غير أن إنفجار الكارثتين, السورية والعراقية, بالمستوى الأخير قد جعل بعض الدول كالنمسا وألمانيا تفتحان حدودهما على سعتها, وحتى دون التدقيق المطلوب بهويات اللاجئين إليها.
الملاحظ أن الأمر, إضافة إلى كونه قد نتج بالأساس من إستعدادات مجتمعية إنسانية مفتوحة, فهو لا يخلو من مكاسب اساسية حظيت بها الأحزاب الداعمة لإستقبال اللاجئين, وهكذا هو الأمر الإنتخابي في الغرب فهو يتأسس على برامج تلقى صدى إيجابيا بين صفوف الشعب, وما دام الأمر كذلك فإن أحزابا كهذه لن تكون مستعدة للإلتزام إلى ما لانهاية بالجانب الأخلاقي على حساب مستقبلها السياسي, وهي مستعدة لركن برامجها الخاصة بإستقبال المهاجرين العرب والمسلمين خاصة في غرفة الأرشيف وتجميد العمل بها إلى فترة غير منظورة.
لقد كانت هذه واحدة من الأهداف التي سعت (داعش) لتحقيقها من خلال جرائمها الأخيرة في فرنسا, إضافة إلى هدف تعطيل النشاطات الإقتصادية والإجتماعية لتلك الدول. والملاحظ على الصعيد الأول أن تللك المجتمعات بدأت تتحول جذريا عن تعاطفها مع قضة الهجرة العربية الإسلامية, وما هو متوقع أيضا أن التغيير قد يصل إلى عمق الثقافة الإنسانية فيكون هناك موقف سلبي وحتى عنصري من قضة العرب والمسلمين, وبهذا تكون داعش قد ساهمت بتعطيل التطور الإنساني برمته.
في المقابل هناك موقف سكوني مخيف يتخذه المهاجرون, على الأقل القدماء منهم, وكأنهم يراهنون على إستمرار تلك المجتمعات متمسكة بثقافتها الإنسانية, وهم يرون أمام أعينهم كيف أن هذه المجتمعات قد بدأت تنتقل من موقف التعاطف إلى موقف الإسلامفوبيا لتصل اليوم إلى الكراهية المفتوحة على إنتاج مواقف وإجراءات معادية أقلها ضررا بيئة الكراهية والتوجس التي بدأت تحيط بالمسلمين والإحساس بأنهم لم يعد مرحبا بهم.
حينما ترى هنديا مرحبا به, وأمريكيا لاتينا وكوريا محتضنا, وإلى جانبهم مسلما مكروها فإبحث عن الخلل في (الموضوعة) لا في في الشكل والعرق.
الرجاء لا تتهموا اليهود بتهمة معاداة المسلمين. اذكركم هنا بموقفهم المتعاطف مع قضية بناء الجامع في نيويورك الذي سعى لإقامته المسلمون في نفس موقع بنايتي مركز التجارة العالمي الذي هدمه الإرهابيون في الحادي عشر من ايلول عام 2011 لإدراكهم أن موجة العداء العنصري قد تنال منهم أيضا رغم الفارق الكبير في قضية الولاء والإنتماء والإندماج التي ترفضه الأكثرية المسلمة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - -1-مقال قيم
اسماعيل الجبوري ( 2015 / 11 / 26 - 20:05 )
فعلا الجاليات المسلمة عالة على المجتمعات الغربية . يرفضون العمل ويتحايلون على البلديات بمختلف الاساليب القذرةومنها الطلاق المخادع لاجل الحصول على مساعدات اكثر واستغلال القوانين المتخصصة لمساعدة العاطلين عن العمل وغيرها من الاساليب التي يشيب لها الراس ثم رفضهم المطلق للاندماج في هذه المجتمعات لا بالعكس يريدون فرض ثقافتهم البائسة على هذه المجتمعات ويعتبرون هذه المجتمعات مجتمعات منحلة فلذا يجب دخولها الاسلام لكي يعدلوا اخلاقهم.ويتسابق السنة والشيعة على نشر الاسلام من خلال زواج الفتيات واسلمتهن والباسهن الحجاب والبرقع كانما هناك كسب حزبي. اما اللاجئين المسلمين الجدد فالسنة تستقبلهم المساجد السنية والمدارس الاسلامية المدعومة من قطر والسعودية والحسنيات والمدراس الاسلامية . الشيعية تستقبل اللاجئين الشيعة المدعومة من ايران . كسب سياسي طائفي.


2 - مقال قيم -2
اسماعيل الجبوري ( 2015 / 11 / 26 - 20:21 )
في كوبنهاكن قامت دولة قطر العظمى ببناء مسجد ضخم للجاليات الاسلامية السنية وفي المقابل بنت ايران حسينية اضخم من جامع قطر مع محلات تجارية . تسابق على الجاليات المسلمة وبهذه الطريقة العفنة يضعون حواجز لمنع اندماج المسلمين في هذه المجتمعات ومن خلال مراكز الشباب الاسلامية والمدارس الاسلامية يجري ابعاد الشباب من الاناث والذكور من الاندماج بالمجتمع الدانماركي. ترى الجاليات المسلمة بمثابة دولة داخل الدولة الدانماركية يعيشون في كيتوات منعزلة لهم اسواقهم ومحلاتهم وازيائهم وثقافتهم واكلهم وملابسهم وقنواتهم الدينية الفضائية ولا علاقة لهم بالبلد سوى قبض المساعدات الاجتماعية . الغالبية من السنة يتعاطفون مع داعش والغالبية الساحقة من الشيعة مع ملالي ايران وحزب الله اللبناني والاحزاب الاسلامية من الطائفية الشيعية والميليشيات . اما العلمانين من الطرفين فلا نشكل اكثر من 10 بالمئة من مجمل الجاليات المسلمة
تحياتي لك دكتور

اخر الافلام

.. عماد الدين أديب يكشف حقيقة علاقة حسن نصر الله بالمرشد الإيرا


.. قراءة عسكرية.. كيف استطاعت المسيرة العراقية اختراق الدفاعات




.. دمار كبير ببلدة حارة الفاكهاني بالبقاع شرقي لبنان بعد الغارا


.. تشييع عدد من شهداء المجزرة الإسرائيلية في طولكرم بالضفة الغر




.. بشأن إيران والرد الإسرائيلي.. الرئيس الأميركي يقدم أول إحاطة