الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العقلية العراقية ...مابين الملازم أول نجيب وصورة مي ّ أكرم

واصف شنون

2005 / 11 / 1
أوراق كتبت في وعن السجن


كنا أكثر من ألف سجين محكوم علينا بأحكام عسكرية وسياسية وجنائية محشورين في قاعات قذرة جدا ً كان البعض منها يستخدم كإسطبلات لخيول الإنكليز ،يطلق عليها إسم سجن إصلاح الهاربين في بعقوبة ....،والزمن هو حرب صداّم على الخميني في عاميها الأخيرين ....

كنت أقضي حكما ً تم تخفيفه من قبل قاضي المحكمة العسكرية خلال أقل من ثلاثة دقائق من الإعدام والحكم المؤبد إلى سنتين في مرافعة صورية وقد أتممت السنتين إلا خمسة أيام فقط ،فقد عفى صدّام (عنّا ) نحن الهاربين من المعركة وهو يزهو بإنتصاراته الجبّارة على إيران ...

في سجن إصلاح الهاربين ،كان يأتي الشيخ صبحي الهيتي الذي يلقبّه السجناء بالهتلي أحيانا ،الشيخ الهيتي هو مستشار صدّام للشئون الدينية أنذاك ،وهو رفيع المستوى في هذر الكلام الديني المكرور وكذلك تقريعنا نحن النزلاء لاقترافنا ذنب الهروب من المعارك ...وهو ذنب مخلّ بالشرف..حسب قانون مجلس قيادة الثورة ،وكذلك فإن مثوانا جهنم وإننا هربنا من اللذ ّة والأطياب التي تنتظرنا في الجنّة إذا ما قُتلنا في سبيل صداّم وعدّيوالعراق العظيم ...
وقال في إحدى المرات ، على الرغم من إنه (الهتلي ) مستشار الرئيس الديني ،لكن أولاده في الجيش ..يخدمون القادسية فأحدهم يعمل قانونيا ًفي المحاكم العسكرية والآخر كاتبا ً في أحد دوائر حسابات الجيش ..،ولم يقل مدفعيا ً أو جنديا ًَفي ألوية المشاة التي تأكل الحرب منها في كل هجوم الاف العراقيين .
كان الهيتي يأتي كل إسبوع أو اسبوعين ...،وهذا أمر يهون بعض الشيء ..

لكن الذي لايهون ..هو..
الملازم أول نجيب وهو من أهالي قضاء الخالص .. كان أحد الضباط السجانين الذين نراهم كل يوم ،كان قد فقد عينه اليمنى في الحرب ،إضافة إلى كونه قصير القامة حقا ً أو نستطيع أن نقول عليه ..قميء..،لكنه جبار ...
في إحدى الصباحات القذرة ...تم إيقاظنا مبكرين قبل الساعة السادسة صباحا ً ،حيث الوقت المعتاد لتقبل إهانات الملازم أول نجيب ...،إختار الضابط نجيب بعض السجناء من أصحاب البنى القوية ،كانت ترافق نجيب فتاة بالملابس العسكرية ..وترتدي حجاب رأس عسكري أيضا ،علمنا إنها من مجاهدي خلق المنظمة الإيرانية التي تحارب مع صداّم أي نقيض ما يعرف بفيلق بدر الذي يحارب في خدمة الخميني ....
وتبين أمر الفتاة القيادية فقد جاءت تستعين بإدارة السجن لتأمين عضلات بعض السجناء العراقيين لانزال حوالي ثلاثين جثة مقاتل إيراني من مجاهدي خلق من سيارة إيفا عسكرية قتلوا في معارك مع أبناء جلدتهم الايرانيين ...

في التعداد الصباحي اليومي الروتيني وقفنا نحن الأكثر من ألف سجين منضبطين متمسمرين كجيش هتلري ..
ووقف الملازم أول نجيب.. بعيد اً كطارق بن زياد ..،وبعد أوامر الاستراحة والاستعداد المعروفة لكل عراقي ..
قال الضابط نجيب ..صارخا بالحشد ..
- مَنْ إمّه غير.. (قحّبة ).. فليقف على جنب...
ثم حين رأى إنه لم يخرج أحد ..من الصفوف المرتعدة من بطشه ..!!!
صرخ مشمئزا ً..
- يا أولاد القحّاب ....النسوان الإيرانيات يحاربنّ الخميني ،
وأنتم تهربون من خدمة جيش أبو عدي ّ ...تاج رؤوسكم..!!

صمت الملازم أول نجيب ..وأخرج ورقة من جيب قميصه الأيسر ..
وهتف هذه صورة (ميّ أكرم ) وهي أشرف من جميع إمهاتكم كما هي ظنوني الأكيدة ...فأنتم جميعا ً أولاد (قحّاب ) وأخوان (قحّاب )...وكذلك أزواج (قحّاب ) ..هل هذا يكفيكم ...؟
ثم صمت وأومأ الى بعض العرفاء المسئولين عن السجن الإصلاحي المعروفين بشدتهم وقسوتهم وعلى رأسهم مجرم لن أنساه أبدا يدعى شاكر بيوض ...

وحين عادوا ..

كان الأمر الصادر من الملازم أول نجيب هو..أن يمسك كل سجين بصورة السيدة ميّ أكرم ويتلو...الآية التالية :-

(أنا فلان إبن فلان إبن فلانة أخو فلانة زوج فلانة المسجون لأني جبان ... خِنّتُ السيّدَ الرئيس صدّام حسين ..لذا فإني أقرّ ُ وأعترفُ إن.. مي ّ أكرم ..أشرفُ من إمي وأختي ومرتي )...


وهكذا إمضينا أكثر من يومين وبإشراف الملازم نجيب نشتم إمهاتنا وأخواتنا وزوجاتنا ...لكننا سعداء ..فنحن بعيدون عن جبهات الحرب الغبية ....





تنوية :سأكون شاهدا ً في أية قضية تشهير ترغب السيدة ميّ أكرم رفعها ضد الملازم أول نجيب ..إذا رغبت هي في ذلك وإذا كان هو لايزال حيا ً يرزق ...!!!



كنا أكثر من ألف سجين محكوم علينا بأحكام عسكرية وسياسية وجنائية محشورين في قاعات قذرة جدا ً كان البعض منها يستخدم كإسطبلات لخيول الإنكليز ،يطلق عليها إسم سجن إصلاح الهاربين في بعقوبة ....،والزمن هو حرب صداّم على الخميني في عاميها الأخيرين ....

كنت أقضي حكما ً تم تخفيفه من قبل قاضي المحكمة العسكرية خلال أقل من ثلاثة دقائق من الإعدام والحكم المؤبد إلى سنتين في مرافعة صورية وقد أتممت السنتين إلا خمسة أيام فقط ،فقد عفى صدّام (عنّا ) نحن الهاربين من المعركة وهو يزهو بإنتصاراته الجبّارة على إيران ...

في سجن إصلاح الهاربين ،كان يأتي الشيخ صبحي الهيتي الذي يلقبّه السجناء بالهتلي أحيانا ،الشيخ الهيتي هو مستشار صدّام للشئون الدينية أنذاك ،وهو رفيع المستوى في هذر الكلام الديني المكرور وكذلك تقريعنا نحن النزلاء لاقترافنا ذنب الهروب من المعارك ...وهو ذنب مخلّ بالشرف..حسب قانون مجلس قيادة الثورة ،وكذلك فإن مثوانا جهنم وإننا هربنا من اللذ ّة والأطياب التي تنتظرنا في الجنّة إذا ما قُتلنا في سبيل صداّم وعدّيوالعراق العظيم ...
وقال في إحدى المرات ، على الرغم من إنه (الهتلي ) مستشار الرئيس الديني ،لكن أولاده في الجيش ..يخدمون القادسية فأحدهم يعمل قانونيا ًفي المحاكم العسكرية والآخر كاتبا ً في أحد دوائر حسابات الجيش ..،ولم يقل مدفعيا ً أو جنديا ًَفي ألوية المشاة التي تأكل الحرب منها في كل هجوم الاف العراقيين .
كان الهيتي يأتي كل إسبوع أو اسبوعين ...،وهذا أمر يهون بعض الشيء ..

لكن الذي لايهون ..هو..
الملازم أول نجيب وهو من أهالي قضاء الخالص .. كان أحد الضباط السجانين الذين نراهم كل يوم ،كان قد فقد عينه اليمنى في الحرب ،إضافة إلى كونه قصير القامة حقا ً أو نستطيع أن نقول عليه ..قميء..،لكنه جبار ...
في إحدى الصباحات القذرة ...تم إيقاظنا مبكرين قبل الساعة السادسة صباحا ً ،حيث الوقت المعتاد لتقبل إهانات الملازم أول نجيب ...،إختار الضابط نجيب بعض السجناء من أصحاب البنى القوية ،كانت ترافق نجيب فتاة بالملابس العسكرية ..وترتدي حجاب رأس عسكري أيضا ،علمنا إنها من مجاهدي خلق المنظمة الإيرانية التي تحارب مع صداّم أي نقيض ما يعرف بفيلق بدر الذي يحارب في خدمة الخميني ....
وتبين أمر الفتاة القيادية فقد جاءت تستعين بإدارة السجن لتأمين عضلات بعض السجناء العراقيين لانزال حوالي ثلاثين جثة مقاتل إيراني من مجاهدي خلق من سيارة إيفا عسكرية قتلوا في معارك مع أبناء جلدتهم الايرانيين ...

في التعداد الصباحي اليومي الروتيني وقفنا نحن الأكثر من ألف سجين منضبطين متمسمرين كجيش هتلري ..
ووقف الملازم أول نجيب.. بعيد اً كطارق بن زياد ..،وبعد أوامر الاستراحة والاستعداد المعروفة لكل عراقي ..
قال الضابط نجيب ..صارخا بالحشد ..
- مَنْ إمّه غير.. (قحّبة ).. فليقف على جنب...
ثم حين رأى إنه لم يخرج أحد ..من الصفوف المرتعدة من بطشه ..!!!
صرخ مشمئزا ً..
- يا أولاد القحّاب ....النسوان الإيرانيات يحاربنّ الخميني ،
وأنتم تهربون من خدمة جيش أبو عدي ّ ...تاج رؤوسكم..!!

صمت الملازم أول نجيب ..وأخرج ورقة من جيب قميصه الأيسر ..
وهتف هذه صورة (ميّ أكرم ) وهي أشرف من جميع إمهاتكم كما هي ظنوني الأكيدة ...فأنتم جميعا ً أولاد (قحّاب ) وأخوان (قحّاب )...وكذلك أزواج (قحّاب ) ..هل هذا يكفيكم ...؟
ثم صمت وأومأ الى بعض العرفاء المسئولين عن السجن الإصلاحي المعروفين بشدتهم وقسوتهم وعلى رأسهم مجرم لن أنساه أبدا يدعى شاكر بيوض ...

وحين عادوا ..

كان الأمر الصادر من الملازم أول نجيب هو..أن يمسك كل سجين بصورة السيدة ميّ أكرم ويتلو...الآية التالية :-

(أنا فلان إبن فلان إبن فلانة أخو فلانة زوج فلانة المسجون لأني جبان ... خِنّتُ السيّدَ الرئيس صدّام حسين ..لذا فإني أقرّ ُ وأعترفُ إن.. مي ّ أكرم ..أشرفُ من إمي وأختي ومرتي )...


وهكذا إمضينا أكثر من يومين وبإشراف الملازم نجيب نشتم إمهاتنا وأخواتنا وزوجاتنا ...لكننا سعداء ..فنحن بعيدون عن جبهات الحرب الغبية ....





تنوية :سأكون شاهدا ً في أية قضية تشهير ترغب السيدة ميّ أكرم رفعها ضد الملازم أول نجيب ..إذا رغبت هي في ذلك وإذا كان هو لايزال حيا ً يرزق ...!!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اللاجئون السوريون -يواجهون- أردوغان! | #التاسعة


.. الاعتداءات على اللاجئين السوريين في قيصري بتركيا .. لماذا ال




.. الاعتداءات على اللاجئين السوريين في قيصري بتركيا .. لماذا ال


.. الحكم بالإعدام على الناشطة الإيرانية شريفة محمدي بتهمة الخيا




.. طفل يخترق الحكومة التركية ويسرب وثائق وجوازات سفر ملايين الس