الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إنقراض الدولة العراقية

حمزة الكرعاوي

2015 / 11 / 25
مواضيع وابحاث سياسية


في بداية الحملة الامريكية البريطانية لاحتلال العراق ، كانت الشعارات المرفوعة من قبل المحتلين وأتباعهم ، إعادة إعمار العراق ، والتبشير بعراق جديد ( إتحادي فدرالي ) ، ووفروا الدعم الديني ، ولاول مرة في التأريخ يوظف الدين والمذاهب لخدمة محتل .
اليوم أجمع البسطاء من العراقيين ، وهم الغالبية العظمى على أن الدولة العراقية غير موجودة ، وهذه أصبحت بديهية ومسلمة عند الجميع ، لاحياة ولامؤسسات دولة ، عدا رائحة الموت ، والسلاح والسموم التي تفتك بالعراقيين ، و( برلماني يطلق النار على زميله ) لانه إختلف معه ، وعضو ( دولة القانون ) يقف فوق المطعم التركي يحمل قناصة ليقتل المتظاهرين المطاليبين بحقوقهم ، والمفترض أن يحميهم تحت قبة البرلمان .
لولا إيران لما تمكنت أمريكا من إحتلال العراق ، ونقف مع هذا التصريح الذي صدر من قيادات إيرانية ، أن ولي أمر المسليمن يستدعي ( الصليبيين ) لاحتلال بلاد المسليمن ، ويتفق مع مرشد الاخوان في تركيا ( أوردغان ) على تسهيل الاحتلال الامريكي للعراق ، كي يكون مجانيا ، ولم تكن صدفة أن يصحر العراق ، يقطع الماء عنه ، من تركيا التي كانت تحتله لقرون من الزمن ، ومن جهة إيران التي بكت على أهوار العراق ، لان صدام جفف أهوارها ، وظنت الشيعة أنهم يبكون على عطش العراقيين ومواشيهم وأهوارهم ، لا على القصب والبريدي الذي يختبأ فيه عناصر إطلاعات لتخريب العراق ومساعدة امريكا للتجسس على العراق .
ولي الفقيه في طهران ومرشد الإخوان في تركيا ، كلاهما في خدمة الناتو ، والمستهدف هو العراق وثرواته .
قبل سنتين شاركني السفير الايراني في العراق ، أمسية حوارية حول العراق ، ( الشيخ القمي ) وقد إعترف الرجل بأنه شخصيا ، وبأمر من ولي الفقيه ، جلس مع الامريكان وأوجد ( النظام الطائفي ) الموجود في العراق ، وهو نظام محاصصة ، وبرر ذلك أن مصالح إيران تتطلب منا فعل ذلك ، وشدد على أن ولي الفقيه ( لن يسمح ) بأن يتغيير ( التحالف الوطني ) حتى ولو ضحوا بالمالكي .
المطلوب أمريكيا إيرانيا ، إنقراض الدولة العراقية ، بشكل واضح ومعلن ، وفي بداية الازمة السورية ، كان الجميع ينتظر ضربة أمريكية لنظام الاسد في دمشق ، لقلب نظامه ، قليل من المراقبين السياسيين ، قالوا : لازال الوقت مبكرا لاي عمل عسكري غربي في سوريا .
المطلوب أمريكيا هو إبادة بلدان معينة في المنطقة العربية ، بطريقة هادئة ، وعلى نار هادئة ، ولوقت طويل ، وقد تجلى ذلك في تصريحات لدونالد رامسفلد وزير الدفاع الامريكي الاسبق ، وكان جالسا مع أحد كبار ضباط المخابرات المركزية الامريكية ، ووجه له السؤال عن تصاعد الصراع الطائفي في العراق ، ووصوله الى ذروته ، فعبر عنه بقوله : إتركوهم يقتل بعضهم بعضا .
وهذا إعلان صريح ومعلن ، لانقراض الدولة العراقية ،إنقراض العراق وسوريا وتونس وليبيا واليمن ، بدعم الاحتراب الطائفي ، الذي يسمونه ( الجيل الرابع من الحروب ) .
وكذلك الرئيس الامريكي بارك أوباما ، وعدد من المسؤولين الامريكان على المستوى العسكري والسياسي ، إتقفوا على تمديد الحرب على ( الارهاب ) الى أكثر من عشرين سنة .
تصفيات متبادلة في العراق ، تصل الى ذروتها في التفنن في القتل ، أدوات محلية تسلح في الوقت الضائع ، لاعلان إنقراض العراق .
الوقت الضائع يتم إستغلاله ، ريثما ينقرض العراق ، مليشيات تتحرك على الارض ، وإلهاء البسطاء ( بإنتصارات وهمية ) على أرض بين الاطراف المتحاربة ، حيث يتم تحرير الرمادي في كل شهر الف مرة إعلاميا ، فضلا عن الحروب الاخرى المخفية والمعلنة لانقراض العراق ، وإبادة العراقيين بشكل جماعي ، وسعيد الحظ من يهرب .
الهدف من تشكيل مليشيات ودعمها إعلاميا ، وتشريعها ( دستوريا ) وتسلحيها بأسلحة ( دولة ) ، ليصل العراق إلى الحد الذي لايستطيع إعادة تشكيل ذاته مرة أخرى .
وفي الوقت الضائع يجب أن يكون أئمة لمشروع تصفية العراق وإنقراضه ، وكذلك الدول العربية .
كل الاطراف التي دخلت في عملية الاحتلال الامريكي الايراني في العراق ، هي أدوات لتصفية العراق ، وهي أدوات مشحونة ، لاتعرف إلا الاقصاء والتصفيات الجسدية ، لكنها لاتقترب من أبار النفط ، بل تؤمنها وتحرس شركات النفط الغربية العابرة للقارات ، وألائمة والمرجعيات الدينية على علاقة وثيقة بالبيت الابيض ، والشركات النفطية ، وهذه العلاقة أوجدت منذ أن وصلت شركة الهند الشرقية البرطانية الى المنطقة العربية .
سنة العراق لاتوجد عندهم مرجعية دينية ، الشيعة مرجعيتهم الدينية معروفة ، ويعودون إليها في كل شيء ، وفي الوقت الضائع لتصفية العراق ، تعطي الادارة الامريكية الامتيازات لمرجعية الشيعة ، لانجاز مهمة تصفية الدولة العراقية ، وإفراغ العراق من أهله ، وبالاتفاق أيضا مع ولي الفقيه في طهران .
ملف النفط والاقتصاد بيد مرجعية الشيعة ، وهي الحاكم الفعلي للعراق ، والقوانين ترسل إليها من ( البرلمان ) لتصادق عليها ، والعلاقة مع الغرب حميمة ، وفي أفضل سنين العسل بين الطرفين .
يبقى السؤال المحير للبسطاء : لماذا العراق المركز الشيعي والثقل لشيعة العالم ، لم يعلن عن دولة ولي الفقيه في العراق ، وتعلن في إيران وهي ليست المركز ؟.
1- بالاساس العراق بلد محتل وإيران لا .
ثانيا - في الفقه والعقيدة الشيعية لايجوز أن تكون ( ولاية فقيه ) في مكان ما ، مع وجود أخرى في إيران .
بمرارة وحسرة وللاسف ، أن العراق بلد ( الشيعة ) تجري عمليات تصفيته على أيديهم .
تم رهن العراق بالكامل لصندوق النقد الدولي .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. محمود ماهر يخسر التحدي ويقبل بالعقاب ????


.. لا توجد مناطق آمنة في قطاع غزة.. نزوح جديد للنازحين إلى رفح




.. ندى غندور: أوروبا الفينيقية تمثل لبنان في بينالي البندقية


.. إسرائيل تقصف شرق رفح وتغلق معبري رفح وكرم أبو سالم




.. أسعار خيالية لحضور مباراة سان جيرمان ودورتموند في حديقة الأم