الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حذاري...

رضا شهاب المكي

2015 / 11 / 26
مواضيع وابحاث سياسية


- لقد بدا يعود خطاب الهزيمة الأولى: تقسيم التونسيين بين علمانيين واسلاميين لصاحبه العلامة الذي لا يشق له غبار في اثارة الفتن الداخلية...لا تنسوا ان هذا الخطاب هو الذي أدى الى اعتصام باردو ومن ورائه نتائج الاعتصام: انقاذ حركة النهضة من سقوط مدوي ليس لأنها حركة اسلاموية معادية للعلمانية فحسب بل واساسا لأنها الحركة السياسية الأكثر حرصا على مصالح الرأسمالية المتوحشة الحركة الأكثر ولاء في التاريخ التونسي للدوائر الأجنبية الحركة الأكثر عداء للاستحقاقات السياسية والاجتماعية للشعب التونسي. ومن نتائج الاعتصام أيضا تنامى نفوذ حركة نداء تونس بشكل لافت داخل فئات من الشعب التونسي (باستثناء غالبية شباب تونس) ليس لأنها البديل للتوحش الرأسمالي ( فهي من جوهره)وانما لأنها فكرة جامعة لماض دستوري وتجمعي لا زال يتموقع هنا وهناك ولازال يتغول في الإدارة التونسية وفي أجهزة الامن, ولأنها أيضا فكرة منفتحة على كل الفصائل السياسية الحداثية والعلمانية المختلفة ولا سيما منها الفئات النسائية المهددة في مكاسبها السابقة (انظم اليها من هب ودب من مختلف فئات اليتم السياسي ومن الطامعين من سقط المتاع). أحدثت هذه الفكرة كفكرة وكصورة وكتمثّلً توازنا واقعيا انتخابيا في مشهد الحكم دونما حاجة الى برنامج فعلي جديد لمنوال جديد (وثيقة البرنامج بقيت حبرا على ورق وذلك هو قدرها رغم الثرثرة التي يثيرها البعض منهم حولها ). النتيجة البارزة بعد الانتخابات الأخيرة هي تشكل توازن سياسي /انتخابي بين جناحي الرأسمالية المتوحشة (انظروا الى المشاريع التي صوتوا لها معا مع دعم غير مشروط من احتياطيهم الاوفياء). ان الاختلاف الوحيد بين جناحي الحكم هو ان الأول (النداء) ليبرالي التوجه والثاني (النهضة) محافظ التوجه (طبعا فقط من الناحية الثقافية والعقدية). وقد لعب الرباعي الراعي لهذا المشروع دورا بارزا ونال ثمن ذلك وهم يصورون الم الشعب وحزنه وفقره فرحة شعبية بجائزة نوبل للسلام!!! انه النفاق.. انه الاعتداء على مشاعر التونسيين الذين ما انفكوا يمسحون دموعهم خيبة بعد خيبة. تلك هي هزيمة الشعب الأولى والمدوية بعد ثورة 17 ديسمبر/ 14 جانفي. فعوض ان تنهزم حركة النهضة هزيمة سياسية واجتماعية كمشروع ليبرالي رأسمالي متوحش انهزم الشعب امام "التوافق" وبرز النداء كمشروع منافق.
- يعود التحشيد القديم/الجديد الى صدارة المشهد بعد تتالي الضربات الإرهابية داعيا التونسيين الى نفس الاصطفاف السابق: علمانيين مع إضافة صفة الوطنية ضد إسلاميين معا إضافة صفة الإرهاب. هكذا يعود خطاب اليسار الى الفخ الذي سقط فيه منذ سنوات. هكذا ينتصر الإرهاب داخل الخطاب الديني فتستقر الفتنة والحرب الاهلية حقيقة مجتمعية وهكذا ينجو التوحش الرأسمالي من الغضب الشعبي. انهما وجهان لعملة واحدة فلا تنخدعوا مرة ثانية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هكذا دخلت شرطة نيويورك قاعة هاميلتون بجامعة كولومبيا حيث يت


.. وزير الدفاع الأمريكي يقول إن واشنطن ستعارض اقتحام رفح دون خط




.. وقفات احتجاجية في جامعات الكويت للتضامن مع غزة


.. وزير الخارجية الأمريكي: إسرائيل قدمت مقترحات قوية والكرة الآ




.. الجيش الإسرائيلي ينشر مشاهد قال إنها لتجهيز فرقتين للقتال في