الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بعد الاستحواذ على الثروة التوحش الرأسمالي يستحوذ على الدولة ويحول السجين الى نزيل

رضا شهاب المكي

2015 / 11 / 26
مواضيع وابحاث سياسية


الجميع يعرف ان السجون في هذا العصر هي مؤسسات عمومية وكغيرها من المؤسسات العمومية تخضع لإشراف الدولة وتمول من ميزانيتها أي من الضرائب التي يدفعها المواطنون باعتبارها تمثل مرفقا عاما يقدم مصلحة عامة...هذا ما تعلمناه في المدارس والجامعات وهذا ما نحن مطالبون بحفظه وترديده في كل الامتحانات الا ان هناك جنسا اخر من الناس فكر بطريقة أخرى:
- لماذا لا نحول السجين الى حريف بالمعنى التجاري؟
- واذا اصبح السجين نزيلا وبالتالي حريفا لماذا لا نزيد من عدد النزلاء؟
- ولكن من اين سناتي بالنزلاء؟ وكيف نرفع في عددهم باستمرار؟ وما الحيلة التي نصطاد بها موافقة الدولة صاحبة الشأن في الموضوع؟ هكذا فكر مستثمرو هذا العصر فانطلقت الفكرة كالعادة من بلاد العم صام ونفذت كما يلي:
1. اقنع المستثمرون الجدد فرسان القطاع اليميني المتطرف في الولايات المتحدة بضرورة اقناع الكونجرس بوجاهة الفكرة عبر اقناعهم ببعث الهيئة الامريكية للمبادلات التشريعية وهذا يعني ان القطاع الخاص اصبح شريكا في تأدية الوظائف التشريعية.
2. انشات الهيئة واعدت مشاريعها القانونية واقامت حفلا دعت فيه وجهاء القوم وسلمت في نهاية الحفلة مشاريع القوانين الى من حظر من السيناتورات.
3. اقتلع وسطاء الحفلة موافقة الكونجرس ومن بعده الرئيس بإحداث المؤسسة الامريكية لشركات الإصلاح والتاهيل.
4. نشات شركات الاصلاح والتاهيل في مدن أمريكية كثيرة وبادرت منذ نشاتها ببعث مراكز إيواء المهاجرين "غير الشرعيين" (الصيد الجديد) واجبارهم على دفع مبالغ مالية مقابل خدمات لا ترتقي الى الحد الأدنى لحفظ الكرامة ومن هنا بدا الاتجار بالبشر واستغلال حالة الضعف التي كان عليها مئات الالاف من المهاجرين.
5. تحولت كثير من مراكز الايواء الى مراكز احتجاز ويمكن مقايضة حرية المحتجز بقبوله عقد عمل مهين في شركات الحراسة الخاصة.
6. اما المسرحون من المهاجرين "غير الشرعيين "فتصطادهم مجموعات "امنية" تابعة لمراكز الايواء لتزج بهم من جديد في سجون خاصة انشاتها المؤسسة الامريكية لشركات الإصلاح والتاهيل في كثير من المدن الامريكية رغم مقاومة بلديات المدن وسكان هذه المدن وفي كل مرة تواجههم الفرق "الأمنية الخاصة " بتهمة كيدية.
7. تتقاسم مراكز الايواء ومراكز السجون الخاصة المبالغ الكبيرة التي تجنيها من الدفع المباشر من قبل المحتجزين ومن الدعم الذي تتلقاه من الدولة او الولاية مقابل مشاركة هذه المراكز في "تحمل أعباء المرفق العام"!!!!
8. تزداد نفقات المدن الامريكية بسبب تكاثر هذه المراكز (الدعم) وبسبب استحواذها على جانب كبير من المياه والطاقة على حساب السكان.
9. يرتفع عدد المحتجزين باستمرار ليتجاوز المليونين من الذين حولوهم قسرا الى "نزلاء" و" حرفاء"
10. هكذا تتحقق " الشراكة بين القطاع العام والقطاع الخاص" وينتقل النموذج بسرعة مذهلة الى الجميع فيلتقطه مجلس الجوقة الموقر بيمينه ويساره ويدرجه ضمن مشاريع قوانينه.
11. هكذا يستحوذ القطاع الخاص على الثروة وهكذا يستحوذ على الدولة ويحولها لحسابه مع كافة وسائل الاكراه التي تمتلكها بقوة القانون!!!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تونس.. كتيبات حول -التربية الجنسية- تثير موجة من الغضب • فرا


.. الشرطة الأمريكية تقتحم حرم جامعة كولومبيا وتفض اعتصام المؤيد




.. بصفقة مع حركة حماس أو بدونها.. نتنياهو مصمم على اجتياح رفح و


.. شاهد ما قاله رياض منصور عن -إخراج الفلسطينيين- من رفح والضفة




.. نتنياهو يؤكد أن عملية رفح ستتم -باتفاق أو بدونه-