الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الوطنية في الميزان الفلسطيني

تحسين يحيى أبو عاصي

2015 / 11 / 26
مواضيع وابحاث سياسية


الوطنية في الميزان الفلسطيني
بأمانة علمية ..عندما يهرب الناس فيموتون في عرض البحر ، عندما يتمنى مئات الألوف من شبابنا وطاقاتنا وكوادرنا وخريجي الجامعات الرحيل عن الوطن ، عندما لا يجد الطالب رسوم دراسته الجامعية ، عندما يموت زهرة شبابنا في الأنفاق ، عندما يموت الناس بحرائق الشموع ومولدات الكهرباء ، عندما تنتشر حالات اليأس والإحباط والقلق فيتمزق النسيج المجتمعي وتنهار الأُسر ، عندما يقف الرجال عاجزين عن تلبية حاجات أطفالهم بسبب البطالة والفقر ، عندما لا يكون للمواطن قيمة في بلده ، عندما يكون الاهتمام في المواطن فقط أيام الانتخابات ، وعندما نموت في الحروب ونُهجَّر من بيوتنا ولا زلنا ننتظر في شبه العراء ، عندما نستجدي علاج الجرحى ، عندما نستجدي راتبا لأسرة الشهيد بعد انكار ومعاناة ، عندما لا نحترم شهداءنا ولا جرحانا ولا معتقلينا ، عندما نستجدي من عدونا سلاما عبثيا دام أكثر من عشرين عاماُ ، عندما نضع الإنسان الغير مناسب في المكان المناسب ، عندما يُخَّون الأمين ويؤتَمن الخائن ويسود القوم أجهلهم وأسفههم والكل يضرب له سلاما تعظيما وتحية ، عندما نُجيد النفاق والرقص والطبل والتملق ، عندما يُصبح الخائن وطنيا والوطني خائناً ، عندما ننقسم على أنفسنا ودمنا يسيل وشعبنا يعاني ويدفع الثمن غاليا ؛ لكي يأتي من بعد ( س ) و ( ص ) و ( ع ) ليعتلوا الموجة ، ويستثمرون دماء الشهداء ودموع الأمهات والأرامل لمصالحهم ومواكبهم وامتيازاتهم ، ونسمع عن فساد هذا وذاك ، والكل يتاجر في الوطن الذبيح ، والضحية أنا وأنت ، وعندما يتحول الدين إلى تجارة ومصالح ، ويعاني الناس على أيدي رُوَّاد صلاة الفجر ، وينتشر الظلم والمحسوبية والكراهية ، ولفظ الآخر وإقصائه ، وتكفيره وقتله ، واحتكار الحق والوطنية ، عندما ينقسم المجتمع عموديا وأفقياً فهذا فتح وذاك حماس ، وتُطلَّق الزوجة من زوجها ، ويُحرم العامل من عمله باسم الانتماء السياسي ، عندما تزودنا إسرائيل بالسلاح الخفيف ، عندما نصفق لأوسلو ونرهن قرارنا السياسي بيد أوروبا وأمريكا التي تهددنا بوقف الدعم المالي ، عندما تقصفنا الطائرات الصهيونية التي لا تُبقي ولا تَذر ، ولا ترحم بشرا ولا حجرا ولا شجر ، عندما لا تُوحد الدماء النازفة صفوفنا والكل يُغني على ليلاه ، عندما يتسلق المستقلون الكاذبون ، وعندما ينتفع المنتفعون الدجّالون باسم الوطن والوطنية ، وعندما يُمسخ المثقفون شرَّ مسخة ، وعندما ينزوي الوطنيون بعيداً بعيدا ، عندما يكون الانتماء للراتب لا للوطن ، عندما ننتظر من عدونا رواتب موظفينا ، وننتظر منه لقمة عيشنا ، وعندما يتقرب إلينا المسئولين عند طابور الانتخابات ، عندما لا يجد المواطن كهرباء ولا ماء ولا غاز لطهي الطعام ولا وقود ، عندما يعيش الكل في حالة قلق من المجهول يترقبون الأسوأ ، فالماضي معلوم وقد انقضى والمستقبل مجهول الله أعلم بما هو آتٍ به ، عندما ترتفع وتيرة الأمراض النفسية والعضوية وتُعطنا مؤشراُ خطيراُ حول وتيرة ارتفاع عدد المرضى المتزايد ، عندما تعم الغلظة والكراهية ، عندما يكبت الناس في قلوبهم الكمد ، عندما يتحول الهواء النقي إلى غبار ، والماء العذب إلى ملح أُجاج ، وصفاء العيش إلى كدر الحياة ... فما هو الميزان الوطني عندئذِ !؟. سامحوني إن اختلفت معكم فالحرقة سبقت قلمي ...أحبكم فلا تظلموني
الإنسانية تجمعنا ولا تفرقنا ودمتم بخير وسعادة
د.تحسين يحيى أبو عاصي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غزة: انتعاش الآمال بالتوصل إلى هدنة في ظل حراك دبلوماسي مكثف


.. كتاب --من إسطنبول إلى حيفا -- : كيف غير خمسة إخوة وجه التاري




.. سوريا: بين صراع الفصائل المسلحة والتجاذبات الإقليمية.. ما مس


.. مراسلنا: قصف مدفعي إسرائيلي على بلدة علما الشعب جنوبي لبنان




.. القيادة الوسطى الأميركية: قواتنا اشتبكت ودمرت مسيرة تابعة لل