الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


غير مُتوَقَع بتاتاً ..

قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا

2015 / 11 / 26
الادب والفن


غير مُتوَقَع بتاتاً ..
هذه حكاية حقيقية ،عن فتىً وقع ضحية للظروف..!! وليست معياراً مقياسيا لما يُشابهها في نتائجها بتاتا ..
لم يمرَّ يوم من حياة "عصام" في المدرسة الإبتدائية دون أن يتعرض للضرب من احد المدرسين، أو للسخرية من زملاءه ..ما عدا زميلة واحدة ، كانت تُعامله بلطف وإحترام ، تحنو عليه ،وتقاسمه بعض الأحيان مصروفها ...
لم يكن يتيماً فلهُ أبٌ وأم ، لكنهما لم يكونا كالباقي ، فالأب يُعاني من امراض ويعمل في أعمال مُياومة ، (يوم أه وعشرة لا)والأم لا تمتلك من مهارات الحياة ،سوى الإنجاب .. وكلاهما إميَان ، تركا مقاعد الدراسة في سن مبكرة ، دون أن يكتسبا علماً أو مهارات حياتية ..
يُنهي عصام وأخيه يوم "الإهانات " المدرسي ، ليعملا في جمع علب المشروب المعدنية من الشوارع وصناديق القمامة ،علّهما يكسبان بضعة قروش ، "يُصادرها" والدهما في المساء ذاته ..!!
بالمختصر ، أحوال العائلة الإقتصادية ،كانت في الدرك الأسفل ، أما الحياة في البيت فلا تُطاق .. ولا من دعم شعوري او معنوي على الأقل ..
لاحظَ الاساتذة بأن "عصام" كثير الحركة ، لا يستطيع التركيز ولو لفترة قصيرة جداً ، سريع الغضب ولا يستوعب من المواد الدراسية شيئاً ... لكن ما باليد حيلة .. لم تستطع تدخلات مربي الصف ولا المدير من تحسين الوضع ،قيد أنملة ..إلى أن تسرّب من المدرسة بعد الصف السادس الإبتدائي ..
ومما زاد الطين بلة ، فقد مرضت الأم بمرض عضال ، لم يمهلها طويلا ، غادرت على اثره الحياة وتركت وراءها أطفالاً لا يعلمون من شؤون الدنيا شيئاً ..
ويتزوج الأبُ بشابة "فاتها" قطار الزواج فقبلت بالزواج منه ، مع علمها بأنها ستدخل بيت "الزوجية " الذي يُشاركها فيه أبناؤه وبناته !! لذا "أنشأت " لنفسها داخل البيت "سكناً خاصاً "، لكي تبتعد عن الاولاد و"دَوْشَتِهِم" ،يعني مطالبهم وهمومهم ... ولم تقدم لهم حناناً ولا طعاماً حتى ...
يكبرُ الأولاد وتكبر معهم همومهم ومشاكلهم ، لكن ما مِن أحدٍ يدعمهم أو يُساندهم ... ولا أحد يعلم كيف يعيشون أو ماذا يأكلون ؟!
وتمرُ الأيام بين الصراعات مع زوجة الأب وزوجها ، فهو يريد منهم أن يكسبوا مالاً يضعونه بين يديه ،يستمتع به مع زوجته وابنهما الصغير، بينما هم يرغبون بحياة لطيفة كباقي الشباب ..
ويختفي "عصام " ...وتمر سنوات وهو يعيش في مدينة بعيدة جدا ..عن عائلته وأهله ..
وذات صباح ، نشرت وسائل الإعلام خبراً عن شاب ، قام بمحاولة طعن لشابة في المدينة اليهودية البعيدة ، ولم تذكر اسمه ،بناء على أمر حظر قانوني ...
وما أن مرَ أسبوعٌ ، حتى تصدرت صورة "عصام" العديد من الصحف والمواقع الإلكترونية ...كمشتبه به في تنفيذ عملية الطعن تلك...!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صعوبات واجهت الفنان أيمن عبد السلام في تجسيد أدواره


.. الفنان أيمن عبد السلام يتحدث لصباح العربية عن فن الدوبلاج




.. الفنان أيمن عبد السلام يتحدث عن أسباب نجاح شخصية دانيال في ل


.. فيلم ولاد رزق 3 بطولة أحمد عز يقفز لـ 193 مليون جنيه منذ طرح




.. عيد ميلاد خيرى بشارة.. بصمات سينمائية مميزة وقدم عمرو دياب و