الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وزارة الثقافة ودورها المفترض

زيد كامل الكوار

2015 / 11 / 26
مواضيع وابحاث سياسية


ترى هل يعلم المواطن طبيعة عمل وواجبات وزارة الثقافة أن كان في العراق أو في غيره ممن دول العالم ؟ أم هل أن وزارة الثقافة العراقية تعلم حقا المسؤولية المناطة بها والواجبات الكثيرة التي قصرت وتقصر في أدائها مذ وجدت حتى يوم الناس هذا ؟ معلوم أن واجب وزارة الثقافة كي ما تكون اسما على مسمى ، يتلخص في العناية والاهتمام بنشر الثقافة في البلد وحماية ورعاية المثقفين والمبدعين في المجالات الثقافية كافة ، وربما يتعين على وزارة الثقافة إن أرادت تأدية دورها على أكمل وجه فعلا أن تبدأ بالمرتبة الأدنى في سلم الثقافة والمثقفين وهي الطالب الذي يمثل اللبنة الأولى في بناء المثقفين حيث انه المادة الخام الأساسية التي يقوم عليها بناء الهيكل الثقافي العراقي، ولكن واقع الحال أن الوزارة حاليا عاجزة عن رعاية ما تبقى من المثقفين الرواد الذين يمثلون الرموز المحفزة والدافعة للنشء الجديد، فلم يحصلوا على ما يؤمن العيش الكريم لما تبقى لهم من نصيب في هذه الحياة البائسة التي سلبت منهم أجمل وأغلى ما امتلكوا، زهرة شبابهم التي قضوها في الإبداع الثقافي وأسهموا بكل حرص وشغف في إنضاج وإثراء وإغناء الثقافة العراقية ما وجدوا إلى ذلك سبيلا أو فرصة. وليس هذا هو الخلل الوحيد في عمل وزارة الثقافة في ما أرى، ويشاركني في هذا الكثير، لكن عجز وزارة الثقافة عن تطوير سياقات ومجالات عملها عن السابق قيد الوزارة و حددها في إطار نشاط ضيق لا يطور الثقافة العراقية ولا يشعر المثقف العراقي أن وزارة الثقافة العراقية قد طالها تغيير يذكر إلا في مقرها كمبنى ومقر، أو في وزيرها وكادر عمله المقرب، فما يفترض بمن يريد أن ينهض بواقع الثقافة العراقية ابتداءً عليه أن ينزل إلى القواعد والأسس ويفتش في مدارس البلد في مراحلها الأولية والمتوسطة والمتقدمة عن كل المواهب الواعدة وتعهدها بالرعاية المادية والمعنوية بل ويتكفل رعاية مسيرتها العلمية والأدبية بمنح دراسية تراقبهم وترافقهم حتى يبلغوا الغاية في الإبداع من دون أن يعيقهم عائق مادي أو معنوي كي ما نتمكن من إنشاء جيل مثقف واعد يتمكن من مواكبة متطلبات العصر المتغيرة سريعا باتجاه عمودي، فعلى وزارة الثقافة العراقية فتح ورش تعاون جدي واقعي عملي مشترك بينها وبين وزارة التربية والتعليم لمتابعة أولئك المبدعين الصغار ومراقبة مراحل تطورهم وتذليل العقبات التي تظهر في مسيرتهم ومعالجتها أولا بأول ، ولنا في المدارس التخصصية الرياضية خير مثال فما الضير في أن تكون لنا في كل محافظة عراقية مدارس تتخصص في الشعر والأدب تجتذب إليها المواهب الصغيرة الواعدة فتنمي موهبتها بالدراسة الأكاديمية المتخصصة وليكن خريجو هذه المدارس مادة لكليات الآداب واللغة التي تحتاج أكثر من غيرها إلى العناية الكاملة للنهوض بمستواها المتدني قياسا بما كانت عليه سابقا أو بما يجاور العراق من كليات تعنى بالأدب واللغة.
وليس هذا فحسب ما تعانيه وزارة الثقافة العراقية من خلل حاليا، فالحراك الجماهيري المستمر والمتصاعد المطالب بالإصلاحات ومحاربة الفساد في الحكومة العراقية والمطالبة بالدولة المدنية، يحتاج إلى وقفة عملية وكبيرة من وزارة الثقافة كمؤسسة حكومية لتوعية المواطن العراقي بأهمية دعم الحراك والتثقيف باتجاه اطلاع المواطن العراقي على مبادئ الدولة المدنية وحسناتها الكثيرة، وأن تقوم الوزارة بالاستفادة من مؤسساتها العديدة في نشر ثقافة الدولة المدنية عن طريق المطبوعات والمنشورات ووسائل الإعلام الأخرى التابعة للوزارة أو التي تتعاون معها في هذه الرسالة الوطنية الكبيرة ، وكم سيرفع هذا من رصيد الوزارة في الشارع العراقي إذا جاهرت برفضها الفساد ومطالبتها المباشرة بالإصلاح كواجب وطني .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما هي الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بالتوحد؟ • فرانس 24


.. مدير مكتب الجزيرة في غزة وائل الدحدوح: هناك تعمد باستهدافي و




.. الشرطة الفرنسية تدخل جامعة -سيانس بو- بباريس لفض اعتصام مؤيد


.. موت أسيرين فلسطينيين اثنين في سجون إسرائيل أحدهما طبيب بارز




.. رغم نفي إسرائيل.. خبير أسلحة يبت رأيه بنوع الذخيرة المستخدمة