الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أميركا ليست جادة في الحرب على الإرهاب .. لماذا ؟

محمد بن زكري

2015 / 11 / 26
مواضيع وابحاث سياسية


عندما قال باراك أوباما إنه ليس من خطر حقيقي يتهدد أميركا من داعش ، فهو يعبر بذلك عن موقف أميركا من الإرهاب الإسلامي و الحرب عليه في سوريا و العراق ، فطالما أن خطر داعش بعيد عن أميركا ، فليس ثمة ما يدعوها إلى أخذ قرار استراتيجي بالحسم عسكريا مع داعش ، رغم أن أميركا تقود تحالفا دوليا يضم 65 دولة ، باسم الحرب على داعش .
و ما قاله أوباما يعطي جوابا واضحا للسؤال : لماذا (لم تستطع) 65 دولة أن تقضي على داعش بعد عام كامل من إعلانها الحرب على تنظيم الدولة الإسلامية الإرهابي في العراق و سوريا . فداعش لا يشكل خطرا حقيقيا على الأمن القومي الأميركي ، سواء داخل أميركا أم خارجها ، و لذلك فإن أميركا ليست في عجلة من أمرها للقضاء على الإرهاب الداعشي .
فالإدارة الأميركية تدرك تماما حجم الخطر الذي يشكله الإرهاب الإسلامي عموما ، و تدرك مدى هول الخطر الذي يمثله داعش بعد أن خرج عن الاحتواء ، وبات دولة حقيقية تبسط سيطرتها و تفرض سيادتها على مساحات واسعة من الجغرافيا في العراق و سوريا و ليبيا ، و تملك إمكانات عسكرية كبيرة و موارد مالية هائلة و احتياطيا لا ينضب من القوى و الخلايا الداعشية النائمة ، ممثلة في مئات ملايين المسلمين المتعصبين ، الذين يمثلون حواضن اجتماعية / دينية لتفريخ الإرهابيين و تهديد شعوب العالم كافة .
لكن الإدارة الأميركية لا تتخذ قرارا جادا ، لجهة الحسم في الحرب التي تقودها - على رأس 65 دولة - للقضاء على الإرهاب الإسلامي في سوريا و العراق (فضلا عن ليبيا) ، حتى إن وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) ، وضعت سقفا زمنيا للحرب على الإرهاب ، يمتد إلى 10 – 15 من السنين القادمة .
و إن السبب الذي يحول دون أن تتخذ الإدارة الأميركية قرار الحسم في الحرب على داعش ، هو مراعاتها لحلفائها في الشرق الأوسط ، الذين يستخدمون تنظيمات الإرهاب الإسلامي لتحقيق أجنداتهم الخاصة (السعودية ، تركيا ، قطر و إسرائيل) ، رغم أن الإرهاب - الخارج عن السيطرة - قد طال السعودية و تركيا . لكن السعودية و تركيا مستعدتان لتحمل الضربات الإرهابية المحدودة ، مقابل تحقيق هدفهما من الحرب على الدولة السورية .
و ليس إقدام تركيا على إسقاط مقاتلة روسية ، فوق الأراضي السورية ، إلا دليلا على التنسيق الكامل بين أميركا و تركيا و السعودية ، في الحرب الدائرة بسوريا منذ خمس سنوات ، و التي تشكل فيها التنظيمات الجهادية الإسلامية - بما فيها داعش و جبهة النصرة - القوة الضاربة الرئيسة التي تستهدف النظام السوري . ذلك أن التدخل العسكري الروسي في سوريا ، قد حقق من أهداف الحرب على الإرهاب (خلال أقل من شهرين) ما لم يحققه التحالف الدولي - الذي يضم تركيا و السعودية - بقيادة أميركا ، على امتداد أكثر من سنة .
و بكثير من التبسيط ، يمكن القول بأن روسيا جادة في الحرب على الإرهاب ، لأنه يشكل تهديدا حقيقيا لأمنها القومي ، بينما أميركا ليست جادة في الحرب التي تقودها على الإرهاب في سوريا و العراق ، لأنه لا يشكل تهديدا حقيقيا للأمن القومي الأميركي .. كما قال أوباما .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مؤتمر صحفي لوزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه في لبنان


.. المبادرة المصرية بانتظار رد حماس وسط دعوات سياسية وعسكرية إس




.. هل تعتقل الجنائية الدولية نتنياهو ؟ | #ملف_اليوم


.. اتصال هاتفي مرتقب بين الرئيس الأميركي ورئيس الوزراء الإسرائي




.. مراسل الجزيرة يرصد انتشال الجثث من منزل عائلة أبو عبيد في من