الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العرب والكرد وإشكالية المواطنة

زيد كامل الكوار

2015 / 11 / 27
مواضيع وابحاث سياسية


قبل مئات السنين بل الآلاف منها تشاركت قوميات عديدة السكن على أرض العراق، ومن أكبر تلك القوميات المقصودة العرب والكرد وقوميات عراقية أخرى كالتركمان ليست مجال البحث المقصود الآن، وتميزت هذه القوميات بانتمائها وارتباطها الوثيق بالأرض على مدى تاريخها الطويل المرتبط بالأرض دائما، وهو ما نسميه بالانتماء الوطني حتى غدا الانتماء إلى الأرض من سمات ومبادئ المواطنة السليمة، والتاريخ القريب يشهد لهذه المكونات بقوة الانتماء إلى الأرض والتشبث المستقتل بها حد الموت في سبيلها ومن اجل حمايتها، فقدم الجميع قوافل الآلاف بل عشرات الآلاف من الشهداء الذين ضحوا بدمائهم وأنفسهم، وقد شهدت السنون المائة الأخيرة الكثير من الاصطدامات والتناحرات بل والمعارك الدامية بين هذين المكونين الرئيسين في المجتمع العراقي وكل منهم يقاتل الآخر دفاعا عن الوطن ويموت من اجله من دون تردد أو تفكير، يشكل كرد العراق 15% من مجموع الكرد في العالم و حوالي 17% من مجموع سكان العراق). ولقد دُمِجوا مع تكوين دولة العراق في سنة 1923 بموجب اتفاقية سايكس بيكو، ويستوطن الأكراد في العراق قرب الحدود الشمالية والشمالية الشرقية للجمهورية، ويشكل الأكراد الأغلبية السكانية في محافظات دهوك وأربيل والسليمانية مع نسبة ثلث محافظة كركوك وكذلك لهم تواجد في محافظتي نينوى وديالى بنسبة 10% لكلتيهما وتعتبر مسألة أكراد العراق الأكثر جدلاً والأكثر تعقيداً في القضية الكردية لكونها نشأت مع بدايات إقامة المملكة العراقية عقب الحرب العالمية الأولى، وكان الطابع المسلح متغلبا على الصراع منذ بداياته ولكون العراق دولة ذات خليط عرقي وديني.
وفي مقابلة مع جلال الطالباني أجراها تلفاز هيئة الإذاعة البريطانية" يوم 8 نيسان 2006، صرح طالباني بأن فكرة انفصال أكراد العراق عن جمهورية العراق أمر غير وارد وغير عملي، لكون أكراد العراق محاطين بدول ذات أقليات كردية لم تحسم فيها القضية الكردية بعد، وإذا ما قررت هذه الدول غلق حدودها فإن ذلك الإجراء يكون كفيلا بإسقاط الكيان المنفصل من العراق. ولقد تم استعمال القضية الكردية في العراق كورقة ضغط سياسية من الدول المجاورة فكان الدعم وقطع الدعم للحركات الكردية المسلحة الانفصالية يعتمد على العلاقات السياسية بين بغداد ودمشق وطهران وأنقرة وكان الزعماء الأكراد يدركون هذه الحقيقة. وبالمجمل فان العلاقة الحقيقية والواقعية بين عامة الشعب من العرب والكرد وعلى مدى قرن كامل مضى مبنية على المحبة والود والوئام فالتصاهر بينهما حالة شائعة بكثرة وليست حالة نادرة شاذة، ولم يسبق أن حدث في الشارع العراقي خلاف اجتماعي جذري بين عرب وأكراد خارج منظومة الصراع السياسي، فالعلاقة الاجتماعية بينهما وثيقة لارتباطها بالدين الواحد من ناحية وبالتاريخ النضالي المشترك ضد الاحتلال البريطاني، ولا تجد منطقة من مناطق بغداد المتعددة منطقة تخلو من وجود المكون الكردي وبوضوح ظاهر وما ذاك إلا لسهولة وقوة الانسجام بين المكونين والعلاقة الوثيقة بينهما الأمر الذي أظهر بعض المتزلفين للسياسيين من الجانبين وهم يحاولون زعزعة بل نسف هذا النسيج الاجتماعي المتميز، فحرق العلم العراقي في الآونة الأخيرة من قبل من حرص على أن يظهر بزي كردي ليبين وبشدة وتأكيد أن الأكراد بصورة عامة يتبنون هذا التصرف المستفز الذي يتوقعون من خلاله قيام المتطرفين من الجانب الآخر القيام بردة الفعل المتوقعة، فتشتعل الفتنة المرجوة لتعزز فكرة الانفصال المرجوة من قبل الاستعمار والتي عملوا عليها منذ بداية القرن العشرين، وما أجمل ما قام به المتنورون من الشباب الكردي والعربي الحريص على وحدة النسيج المجتمعي العراقي ووحدة ترابه الغالي على الجميع حين قام الكثير من الشباب الكردي والعربي برفع العلمين العراقي والكردي كليهما بكامل التقدير والمحبة والتبجيل والاحترام








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بايدن أمام خيارات صعبة في التعامل مع احتجاجات الجامعات


.. مظاهرة واعتصام بجامعة مانشستر للمطالبة بوقف الحرب على غزة وو




.. ما أهمية الصور التي حصلت عليها الجزيرة لمسيرة إسرائيلية أسقط


.. فيضانات وانهيارات أرضية في البرازيل تودي بحياة 36 شخصا




.. الاحتجاجات الطلابية على حرب غزة تمتد إلى جامعة لوزان بسويسرا