الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


توضيحات

راغب الركابي

2015 / 11 / 27
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية


أرتأى بعض الأصدقاء علينا أن  نبين لهم ولغيرهم ،  لماذا هذا  التبدل في موقفنا من الرئيس بشار الأسد ؟  ،   ولكي نكون موضوعيين وجادين  نقول :  إن هناك ما يدفعنا لتغيير موقفنا السابق منه ، أعني إننا كنا نطالب برحيل بشار الأسد  حينما كان التحرك سلمي ، والتظاهرات كانت دعوة للديمقراطية وللحرية وللسلام  ، ولكن تبدل الحال وحمل الناس السلاح وتقاتلوا وعبثوا ونزعوا السلام من أرض الشام  ،  تبدل موقفنا ذلك لأننا وجدنا فيه الحصن أو الجبهة الأمامية التي تحارب الإرهاب ، هكذا بدت لنا قواته وشعبه  ، وقد بدى الرجل واضحاً ومتماسكاً رغم كثرة من تنادوا عليه وأفسدوا عليه رأيه بالعصيان  ، والوضوح في الأفعال أبلغ عندي من كثرة الأقاويل والخطب ، ثم إن الرجل يحارب بشراً متوحشين عديمي الضمير وعديمي القيم وقد دلت أفعالهم على ذلك ، ولا أظن إن منصفاً واحداً أو ذي لُب ينكر هذا الشيء ، فنحن  حينما  نغير رؤيتنا يكون ذلك بحسب  معطيات موضوعية نرآها ونلمسها  ، نعم نحن لا نزعم إن الرجل  كبير الديمقراطيين وسيدهم  في العالم لكننا لا ننكر عليه  أبداً دوره المتميز في صلابته وحنكته وطول أناته في محاربة قوى الإرهاب والجريمة المنظمة  ،  كما لا ننكر عليه  مزيته  وفي كونه من النوع الذي يستجيب لمن يهديه الكلام الطيب فهو يقبل المشورة ويقبل النصح ، وتلك مزايا مهمة للزعيم والقائد .
 ثم إن تجربة العراق المريرة وهذا التفكك وكثرة الرياسات  ، جعلتنا نعيد النظر في كثير من الأمور التي كنا نشجعها أو نعلن موافقتنا عليها  ، وتجربة العراق أفقدته  توازنه وأنقصت من  قيمته المعنوية والشرائية  في أعين القريب والبعيد   ، هذه التجربة جعلتنا نتريث أكثر ونُمعن العقل أكثر خاصةً فيما يتعلق بمستقبل الدولة السورية ومكوناتها ، فلو سمحنا من باب المقاربة العراقية في الحالة السورية يعني ذلك إننا نسمح في تدمير ذلك البلد الخصب الجميل ، ولأن تجربة العراق مُرة ومريرة لذلك لا نريدها لغيرنا وخاصةً سوريا الحبيبة   .
ثم إن العلمانية  في صيغتها القديمة أو المقترحة  هي النوع  الضروري واللازم لبقاء الدولة السورية ، والعلمانية  نهج مفهومي يعلمه من يقرأ تاريخ الدولة السورية إنه كان صمام أمان للتوازن والتعايش بين المكونات الإجتماعية السورية ،  وهذه الصيغة المفهومية  مع غياب الأسد  ستجعل الحياة غير ممكنة بين المكونات الإجتماعية ، وذلك  نظراً لعدم التكافؤ في القوة والإمكانات المادية  بين القوى الليبرالية الديمقراطية وهذه القوى الإرهابية المعبئة بالسلاح والمال .
 ثم لا يغربن عن البال ذلك  المضمون العاطفي الذي تتلحف به المنظمات الإرهابية  والتي من خلاله تخاطب الناس البسطاء وتستدرجهم ،  وإن نجحت هذه العوامل فإنها  ستفسد على السوريين حياتهم ومستقبلهم ، ولا نبالغ في هذا الأمر ودعوني اذكركم بما يلي : ان الجيش العراقي المُنحل قد  تحول بفعل عوامل نفسية ومادية ليكون عصابات داعشية وإرهابية فعلت كل قبيح  ،   فما بالك بعصابات إرهابية موجودة على الأرض كيف ستفعل ومن يردعها ؟ ! ، القضية أيها السادة ليست  موقفا من شخص بعينه بل هو موقف من بلد بأجمعه ومن حال  أمة كيف ستكون ؟ ،   فلو ذهبنا في حكمنا مع العواطف  وأنسقنا وراءها ستكون النتيجة كارثية بكل تأكيد ، ليس لأننا لا نريد للديمقراطية في سوريا ان تسود ،  بل لأننا نعلم إستحالة التعايش مع الديمقراطية في ظل الإحتراب .
 من هنا  أقول :   يجب ان يتغير من هم لا يزالون يتحدوثون عن الثورة الشعبية بمفهوم عاطفي وشعاراتي  ذلك لأن القضية  قد  خرجت عن السيطرة ، وتجارب الشعوب العربية في التغير فاشلة ،  ليس في العراق وحسب  بل هاهي تونس تلفظ مشروعها الديمقراطي عبر هذا الإرهاب اليومي وليبيا هي الأخرى في أسوء حالاتها واليمن السعيد أصبح مقبرة للجميع ، دعونا أيها الأشقاء : ننظر بعين الرعاية مبتعدين عن الأهداف الوقتية وعن التنافس السلبي بين الطوائف ولندع شأن السوريين لهم يقررونه بعدما يتخلصون من الإرهاب ، دعونا نؤمن بقدرتهم على فهم الواقع فدوام الحال من المحال ، ولعل الرئيس بوتين على حق في موقفه حتى لو قلنا بموقفه النابع من مصالح دولته ، لكن شعوب العالم أجمع أصبحت تنظر بنفس المقياس وقد حدثني من أثق به من زعماء العالم في : أن بشار الأسد على سوآته أفضل من هؤلاء القتله !! ، ولكم أن تتصورا كيف توصل العالم إلى هذه الحقيقة ؟ وستجدون الجواب مرفقاً مع تلك الأعمال الإرهابية التي تطال الأبرياء في كل العالم ، هذه الأعمال الوحشية هي العلامة الفارقة المسجلة بأسم هؤلاء القتله ، وهي التي تجعل العالم يحول نظرته ورؤيته من بشار الأسد ومن نظامه ، وهم محقون فالتميز بين الصواب والخطأ لا يجب ان يذهب مذاهب في التقوقع والتكلس وعدم الإعتراف   ، وبما إن الغرب ينحو أو يقصد الشفافية السياسية هكذا هو الشعار والإعلان المعروف عنه ،  حتى لو كان ذلك من وحي مصالحه فهو قد بلغ الهدف ولذلك يسعى لتكريسه ، طبعاً ليس بالضرورة ان يكون في حديث الإعلام والضوضاء  ، إنما  هو قرار متفق عليه بين الكبار ، ولا يجب أن نغمض أعيننا عن الحقيقة وشعبنا السوري تحرقه الحرب ولهيبها ومن يعبث بمصيره ، ودعونا نتذكر إن شعب سوريا شعب متميز وهو من أذكى الشعوب العربية ومنه ومن خلاله أنبثقت النهضة الفكرية والسياسية والإقتصادية ، وإسهامات شعب سوريا واضحه ومتعددة في مجال خدمة العرب والدفاع عن قضاياهم ، وتلك روادع يجب ان نأخذها في الحسبان من باب عرفان الجميل وعدم الإنجرار إلى الأبد في ترديد الشعارات الفارغة والكلام
الطويل ، ولنكن جميعاً حذرين فبيوتنا كلها من زجاج ولا نفع من نرمي بعضنا بحجر .. 








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ويبقى بشار قابلاً للتعايش
طه الأسدي ( 2015 / 11 / 27 - 11:24 )
القياس بين الذي تدعيه دول الغرب هو بين الدكتاتورية والإرهاب ، والصحيح هو القياس بين النظام والقانون وبين الفوضى والإرهاب ، أو القياس بين الأمن والسلام وبين القتل والجريمة ، هو قياس غير ممكن وغير صحيح ، لذلك يكون بشار السد هو ضحية تفلسف غير مرغوب فيه وردنا من جهة الغرب ، والغرب في كثير من الأحيان هلامي غرائزي لا يبني تصوراته على واقع ، وقد اخطأ هذا الغرب في جميع دول الربيع العربي ، ولولا تدراك رحمة الله على مصر لكانت هي الأخرى تعيش تعاسة الدين السياسي الأخواني اللعين ، أنا أعتبر صاحب المقال قد ركز جهده على البحث عن الإستقرار لبلد يحتاج إلى تريليونات الدولارات لكي يُعاد بناءه ، وهذا يتطلب وقفاً للحرب والحوار مع الرئيس بشار في مجمل النظام السياسي والإجتماعي والثقافي والإقتصادي ، حوار فيه
مصلحة حقيقية لشعب سوريا من دون مبالغة ومن دون إسفاف ، ولهذا أعتقد إن التعايش في ظل الأسد خير من العيش مع الحراميه والفئران

اخر الافلام

.. ??مجلس النواب الفرنسي يعلق عضوية نائب يساري لرفعه العلم الفل


.. الشرطة الإسرائيلية تفرق المتظاهرين بالقوة في تل أبيب




.. مواجهات بين الشرطة والمتظاهرين في تل أبيب وسط مطالبات بإسقاط


.. نقاش | كيف تنظر الفصائل الفلسطينية للمقترح الذي عرضه بايدن؟




.. نبيل بنعبد الله: انتخابات 2026 ستكون كارثية إذا لم يتم إصلاح