الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مازوشية الزواحف الوطنية

محمد عمامي

2015 / 11 / 27
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


لامني أحد الزواحف الوطنية على تضامني مع ضحايا الارهاب الاسلاموي المقدس الذين سقطوا في باريس ولم يعجبه ما قلته عن كونهم منحدرين من كل الثقافات والقوميات والرواطس. وكون الارهاب لا يعترف بحدود للجريمة ولايراعي انتماءات ضحاياه. ولقد أقذعني الزاحف الوطني سبابا واستشاط غضبا لكوني لم أكن وطنيا فأتشفى في مواطنين افرنجة، هم أعداء بالجملة لوطننا، ولا يجوز التضامن معهم في وجه الارهاب الوطني .

لم أستطع منع مخيلتي من مقاربة هذا الجهل الوطني بذلك القحب الوطني هو الآخر الذي دفع شيخ الدجالين راشد الغنوشي من التباكي على الوطن وهو الذي أعمل فيه معوله منذ الأزل، منذ ان كانت خفافيش الظلام تنهش العالم الاسلامي وتذبح وتسحل وتنكّل بمفكريه وفلاسفته وفنانيه ومبدعيه ناشرة الخراب وفارضة دكتاتورية الجهل المقدس.

تذكرت أيضا زُواك شيخ النفاق الحداثي الباجي قايد السبسي على الوطن، مهددا بملاحقة إرهاب كان أول من رعاه ذات 2011 بدأ بحماية القناصة وانتهاء بتسريح عشرات الالاف من مجرميه والتآمر مع سدنته ومموليه. تذكرت قائمة المستبدين بالوطن والقومية وما نشروه من خراب وجوع ومرض وجهل ترعرعت في تربته تيارات الاستبداد الاسود المتجلببة بالدين، ومنهم وعلى راسهم شهيد الوطن والامه، الدكتاتور القومي صدام حسين. وكم هزأت دوما من تقديس الزواحف الوطنية لذلك العسكري النيرون حتى أن الزاحف الذي عنه يدور الكلام سمى ابنيه قسي وعدي أسوة بالاب الدكتاتور الذي قضى حياته يحارب أبناء وطنه وقومه ودينه وعشيرته ولعق من كل "الراقوات" الامبريالية وانتهى شهيدا للوطن والامة.

وانتهى بي الخيال إلى ذلك الجسم الغريب الوطني جدا والوفاقي جدا (المجلس الوطني لحماية الثورة...) الذي أبدعت في قولبته الزواحف الوطنية وعارضت به ثورة الشعب عن "وطنه" أي ثورة هذا الجمع المهان والمسلوب على اللمة الوطنية والوحدة الحشوجية حول كذبة الوطن. كانت اللحظة الثورية قد فتحت أعين الدهماء على صوت الكرطوش الوطني، ونعيق الغربان الوطنية وتكشيرة أنياب الذئاب الوطنية فكفرت بوطن يجمعها بأعراف الوطن وتنبهت إلى أنّ مصلحتها تكمن في تفجير وحدة الوطن وقلب ركائز النظام الوطني والبوليس الوطني والنهاب الوطني والمستبد الوطني وطمحت إلى بناء وطنها هي ونظامها هي وعالمها هي.

لم تواجه ثورة الدهماء آلة البوليس الوطني فحسب ولا الجيش الوطني فحسب ولا ذئاب العالم الرأسمالي المعولم وقطعان الاستبداد الظلامي فحسب بل واجهت مع كل ذلك، ومن داخل صفوفها بالذات، سفراء الزواحف الوطنية من أجهزة حزبية ونقابية وجمعياتية على غاية من الوطنية، هبت من كل شعاب الوطن تشحذ العزائم الوطنية في وجه عدو خارجي متربص بنا هو الارهاب الهابط من مجرة مجهولة.

كان لزاما الزواحف الوطنية أن تتحالف وتتشارك مع الارهاب الوطني ضد الارهاب الوافد، وبما ان الارهاب الوطني هو نفسه الارهاب الوافد تحول التحالف الوطني إلى خلطة ارهابية وطنية-كونية وتبادل الارهاب الوافد الادوار مع الارهاب الوطني والوفاق الوطني فتكونت نوع من الجبهة المتعددة الرؤوس والمخالب، والتقت جميها في وأد الثورة واستبعاد افق "الفوضى" الثورية التي تهدد بنسف التقاسم الوكني الديمقراطي لمكتسبات الزواحف الوطنية الحداثية المدنية السلمية المتجذرة في تربة استبدادنا التاريخي الحضاري المقدس بوصفنا خير غمّة أخرجت للناس.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سائق يلتقط مشهدًا مخيفًا لإعصار مدمر يتحرك بالقرب منه بأمريك


.. إسرائيل -مستعدة- لتأجيل اجتياح رفح بحال التوصل -لاتفاق أسرى-




.. محمود عباس يطالب بوقف القتال وتزويد غزة بالمساعدات| #عاجل


.. ماكرون يدعو إلى نقاش حول الدفاع الأوروبي يشمل السلاح النووي




.. مسؤولون في الخارجية الأميركية يشككون في انتهاك إسرائيل للقان